قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الخميس، إن العلاقات بين بلاده ودول الخليج العربية "دخلت مرحلة إيجابية" تشهد زيادة في التعاون الثنائي. جاء ذلك في تصريح أدلى به أوغلو لقناة "تي.آر.تي خبر" التركية الرسمية أكد فيه ازدياد التعاون مع دول الخليج بطريقة "إيجابية للغاية كما ينبغي أن يكون" مضيفا أن "العلاقات السياسية والاقتصادية تشهد مزيدا من النمو". وأشار إلى أن "علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تتقدم وتتطور بشكل جيد للغاية" لكنه ذكر في الوقت نفسه أن "العملية مع مصر تسير بشكل بطيء نسبيا". وفي الشأن السوري، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن بلاده لا تطلب الإذن مطلقاً من أي أحد قبل شن عملية عسكرية في سوريا. وأوضح أوغلو «يمكننا تبادل أفكار، لكننا لم ولن نطلب مطلقاً إذناً لعملياتنا العسكرية ضد الإرهاب»، محذراً «يمكن أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، بشكل غير متوقع». وقال إن تركيا لديها اختلافات في الرأي مع روسيا وإيران في هذا الملف، وإن دعم البلدين لنظام الأسد غير صائب. وأوضح أن تركيا علقت عملياتها ضد "واي بي جي"، الذراع السوري لـ"بي كي كي"، شرق نهر الفرات، في إطار تعهدات قدمتها الولايات المتحدة وروسيا. وشدد على أن واشنطن وموسكو تعهدتا بتطهير المنطقة من إرهابيي التنظيم، لكن هذا لم يتحقق لغاية اليوم. وأشار إلى أن هذا الوقع دفع الإرهابيين إلى مواصلة هجماتهم ضد السوريين المعارضين، وجنود تركيا وشرطتها وعلى أراضيها أيضًا. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التركي أن المعلومات المؤكدة تفيد بأن القوات المسلحة لبلاده لم تنفذ أي هجوم ضد المدنيين في محافظة دهوك العراقية. وأضاف: "مرة أخرى نرجو من الله الرحمة على أرواح أشقائنا الـ9 الذين توفوا جراء الهجوم في دهوك ونتمنى الشفاء للجرحى، وقلنا إنه بإمكاننا نقل الجرحى إلى تركيا إذا اقتضت الحاجة". وقال تشاووش أوغلو إن هناك أنباء صدرت عقب الهجوم تتضمن اتهامات وتشويهًا ضد تركيا، وقامت وزارة الخارجية بنفيها بلغة صريحة عبر بيانها مساء الأربعاء. وشدّد على أن العالم كله يعلم أن تركيا لم تشن في أي وقت هجمات ضد المدنيين، وتواصل كفاحها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي. وذكر أن أنقرة أعلنت استعدادها للتعاون مع السلطات العراقية بشأن الهجوم الغادر الذي تعتقد أنه التنظيم الإرهابي نفذه. العراق يطالب تركيا بسحب قواتها والاعتذار سلمت وزارة الخارجية العراقية، أمس الخميس، السفير التركي في بغداد علي رضا كوناي، مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، كما طالبت بسحب قوات بلاده من الأراضي العراقية، وتقديم اعتذار رسمي. وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنها استدعت السفير التركي لدى العراق علي رضا كوناي، على خلفية الاعتداء الذي طال أحـد المصـايف السياحية فـي قـريـة بـرخ/ ناحيـة دركـار بمحافظـة دهـوك، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، تضمنت "إدانة الحكومة العراقية لهـذه الجريمـة التـي ارتكبتهـا القـوات التركيـة والتـي مثلـت قمـة لاعتـداءاتها المستمرة علـى سـيادة العــراق وحرمـة أراضـيـه، وأخـذت طابعـاً اسـتفزازياً جديـداً". كما جددت وزارة الخارجية في البيان، تأكيد حق العراق فـي اتخـاذ كـل الإجـراءات التـي كفلتهـا المواثيق الدوليـة التـي مـن شـأنها حمايـة سـيادته وأرضـه وسـلامة مواطنيـه مـن الاعتـداءات الآثمـة والمستنكرة. ودعت الخارجية العراقية أنقرة لحل مشاكلها الداخلية بعيداً عـن حدود العراق، وطالبتها بتقديم اعتذار رسمي عـن هـذه الجريمة وتعويض ذوي الضحايا. وتابعت الوزارة في بيانها أنها مستمرة بحشد كافة الجهود ومصادر القوة للوقوف أمام هذا التحول الخطير في سلسلة الاعتداءات التركية.
مشاركة :