تحقيق: الملوثات البلاستيكية تتسرب إلى تربة النبات

  • 7/21/2022
  • 23:24
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أعوام يجري علماء بشكل مكثف أبحاثا في التلوث البلاستيكي داخل أنهار وبحيرات وبحار. وبحسب تقديرات، فإن نحو 5 في المائة فقط من النفايات البلاستيكية التي تنشأ كل عام ينتهي بها المطاف في المحيط فيما يظل الباقي في الأرض، بعضها يحل في البيئة ويتحلل مع مرور الزمن إلى جزيئات صغيرة آخذة في التضاؤل، غير أن الجسيمات الصغيرة والنانوية لا تختفي بشكل كامل فهي توجد داخل أراض زراعية وقمم جبال وغابات نائية وأنهار جليدية ومروج أنهار، وتصبح جزءا من الدورة البيولوجية الطبيعية للمواد. وقد أظهرت أعمال تجريبية أخيرة أن هناك نباتات تمتص الجزيئات، سواء أشجارا في الغابة أو محاصيل في الحقل. ولا تزال تداعيات هذا الأمر غير معروفة إلى حد كبير. من جانبه، أعرب ماتياس ريليج العالم المتخصص في بيئة التربة في جامعة برلين في ألمانيا عن اعتقاده بأنه لا توجد تربة في أي مكان تخلو من البلاستيك وقال إن "جزيئات البلاستيك تسقط من الغلاف الجوي، وهي موجودة في الأساس في كل مكان. وإذا أجرينا تجارب على التلوث البلاستيكي للتربة، فإننا لن نجد تربة مرجعية خالية من التلوث بشكل فعلي". ويقوم ريليج مع فريقه بدراسة كيفية تأثير الجزيئات البلاستيكية الصغيرة على العمليات البيولوجية في التربة، وذلك في إطار مشروع ميكروبلاستيك الذي تدعمه وزارة البحث العلمي الألمانية. وبحسب "الألمانية"، يبحث هؤلاء العلماء بشكل محدد في تأثيرات جزيئات البلاستيك التي يقل حجمها عن خمسة مليمترات على الغلاف الجذوري. وقدم باحثون من سويسرا أخيرا مؤشرات لأول مرة تفيد بامتصاص أشجار من الغابات للبلاستيك من التربة وتخزينه في أنسجتها. وفحص الباحثون على مدار فترة تراوحت بين عام إلى عامين شتلات قديمة لأشجار البتولا والراتنج والسنديان الصخري بعد وضع الجذور الدنيا من هذه الأشجار في محلول يحوي جزيئات نانوية صغيرة من البوليسترين لمدة بضعة أيام. وقد عثر الباحثون لاحقا على جزيئات البلاستيك في الأجزاء الأعلى من النباتات. وعثر الباحثون على كميات كبيرة من الجزيئات البلاستيكية، ولا سيما في جذع شجرة البتولا ذات الاستهلاك العالي من المياه. وقال رئيس الفريق المعد للدراسة ارتور جيسلر من مؤسسة البحث الاتحادية للغابة والجليد والطبيعة في سويسرا: "جرت العادة أن كل ما يحتاج إلى الصعود لأعلى داخل أي شجرة، يجري نقله عبر تدفق النتح في النسيج الوعائي الخشبي للشجرة، ولذلك نحن نفترض أن الجزيئات النانوية البلاستيكية جرى نقلها بهذه الطريقة أيضا".

مشاركة :