تنظم قاعة المتحف الحكومي لشعوب الشرق في موسكو معرضا للفنان التشكيلي السوري نزار صابور، الذي يطرح في أعماله قضايا إنسانية عميقة ومؤثرة، وترصد لوحاته تأثير الحروب على نمط الحياة، وتبشر بالأمل في حياة أفضل لإيصال رسالة مفادها بأن الشعب السوري يقدم نموذجا في إرادة الحياة، التي تشربها من تاريخ وطنه العريق. وخلال افتتاح المعرض أوضح سفير سوريا لدى روسيا رياض حداد أن أهمية المعارض التي يقيمها الفنان صابور، الذي ساهم في رفد الحركة التشكيلية السورية والعربية، تأتي من كونها تطرح دوما قضايا إنسانية عميقة ومؤثرة وترصد تأثير الحروب على نمط الحياة وتستشرف الغد. وأعرب مدير المتحف ألكسندر سيدوف عن تقديره للفنان صابور وإعجابه بلوحاته التي أغنت المتحف بالشكل والمضمون، مشيرا إلى أن الثقافة السورية العريقة وتراثها الحضاري التاريخي باتا ينبوعا يرفد نهر الحياة بأعمال فنية رائعة، ومنها أعمال المعرض التي قدمها الفنان صابور. وقال الفنان السوري نزار صابور إن “الفن يبعث على الأمل وله دور مهم خلال الظروف غير الطبيعية”، معتبرا أنه رغم اليأس الذي ألم بالبشرية فإن “الفن كالحياة لا يموت”. وأوضح أن المعرض “الحياة لا تموت” هو الثالث له في روسيا والثاني في موسكو كما كان مخططا له أن يقام في العام 2019، لكن تم تأجيله بسبب كورونا. وفي تصريح مماثل قالت الباحثة العلمية بالمتحف بالينا كوروتشيكوفا إن “صابور يمزج في أعماله بين الرؤى الفكرية والثقافة الفنية، ما يجعله يظهر من جانب بمظهر الفنان العريق، ومن جانب آخر بمظهر المفكر الواقعي، وهذا يتجلى في موضوعات أعماله”. وأعربت المواطنة الروسية أولغا كوفالينكو من زوار المعرض عن إعجابها بأعمال الفنان صابور، التي تجبرك بحسب تعبيرها على الوقوف والتأمل في كل لوحة وما تحمله من قيم جمالية، مبينة أن التراث السوري العريق يبدو واضحا في هذه الأعمال، رغم التفاصيل الخفية التي تزيده ألقا. وقالت طالبة العلاقات الدولية في جامعة موسكو الحكومية الروسية داريا كاسكاكالوفا إن “الأعمال الفنية والتقانة المستخدمة فيها أثارتا دهشتي، وخاصة لكون هذا المعرض مكرسا للثقافة العربية، وأن القيمة الجمالية في اللوحات أكدت لي كم نحن بعيدون عن هذه الثقافة العريقة التي نتعرف عليها اليوم من خلال هذا الفن التشكيلي الرائع”. والفنان نزار صابور من مواليد اللاذقية عام 1958، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير عام 1981، وحاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة علوم الفن من موسكو عام 1990، وهو عضو الهيئة التدريسية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سوريا وخارجها، وحاصل على عدة جوائز من سوريا والإمارات وإيران، وأعماله موجودة في سوريا والأردن والبحرين والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، وضمن مجموعات خاصة في عدة دول من العالم.
مشاركة :