في خطوة فريدة من نوعها اعتذرت كبرى المحطات التلفزيونية الإسرائيلية للمسلمين -وخاصة للسعوديين- إثر تسلل مراسلها إلى مدينة مكة المكرمة التي تمنع السلطات السعودية دخولها على غير المسلمين. وقالت القناة 13 الإسرائيلية الخاصة في تغريدة غير مسبوقة باللغة العربية “زيارة محرر الشؤون الخارجية إلى مكة المكرمة لم تأتِ للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية”. وأضافت “نحن في قناة الأخبار 13 نُعبّر عن اعتذارنا وأسفنا إن شعرَ أحدٌ بالغضب بسبب هذه الزيارة، إنّ الفضول الصحافي هو جوهر العمل الصحافي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من مصدر أول”. جيل تماري، الذي يحمل الجنسية الأميركية، اعترف في مستهل تقريره بأنه تسلل إلى مكة دون موافقة السلطات السعودية وتابعت “هذه المبادئ كانت على رأس الأولويات في زيارة المراسل جيل تماري إلى السعودية، نحن في قناة الأخبار 13 نعتبر أن المعرفة والتعرف على الأماكن الهامة من مصدر أول هما في غاية الأهمية. نحن في قناة الأخبار 13 ندعو إلى التسامح بين الأديان، وإلى معرفة الآخر وإلى احترام كل الأديان”. والأسبوع الماضي عجت المملكة بصحافيين من العديد من الدول، لمواكبة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأولى إلى السعودية وحضور “قمة جدة للأمن والتنمية” التي حضرها قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق. ونشر المواطن السعودي صالح جريبيع الزهراني التقرير الذي بثته القناة الإسرائيلية وعلّق عليه قائلا: وأثارت هذه الحادثة أيضا ردود فعل فلسطينية، حيث قال الكاتب والسياسي الفلسطيني فايز أبوشمالة: وكانت القناة الإخبارية 13 قد بثت الأحد تقريرا حول تسلل جيل تماري، مراسلها للشؤون الخارجية، إلى مكة المكرمة، مع مواطن سعودي دون أن يخبره بأنه يهودي. ويُحظر على غير المسلمين الدخول إلى منطقة مكة المكرمة، وهو ما أدى إلى ردود فعل غاضبة على المحطة الإسرائيلية ومراسلها ضمن منصات التواصل الاجتماعي. غير أن الاعتذار لم يكن كافيا لتبديد غضب المسلمين. وكتب عبدالرحمن من السعودية في تغريدة ردا على الاعتذار: @ksa94987 الفضول لا يكون بارتكاب الجرائم ومخالفة الأنظمة؛ هل تقتل شخصا لمجرد الفضول؟ الفضول الصحافي يكون في كشف الحقائق والتشجيع على المحافظة على الأنظمة الأمنية والمجتمعية. وقال شخص آخر على تويتر (لم يعرّف بنفسه) “كيف تريدون التسامح وأنتم تخالفون الأنظمة؟ هذا يدل على النزعة الفوضوية والعبث لديكم، يمكنكم التواصل مع الجهات المسؤولة إذا كان قصدكم شريفا. أما “أبوالبراء” فكتب على تويتر: وكان جيل تماري، الذي يحمل الجنسية الأميركية، قد اعترف في مستهل تقريره الذي بثته القناة بأنه تسلل إلى مكة دون موافقة السلطات السعودية؛ حيث قال “هذه المدينة مغلقة أمام غير المسلمين، وببساطة لا يمكن الدخول إليها”. وأضاف “كان واضحا لي أن احتمالاتي بزيارة مكة هي صفر، لكنني نجحت في العثور على الشخص الصحيح الذي وافق على المخاطرة”. وتم تشويش صوت وصورة الشخص الذي ساعد الصحافي على التسلل إلى مكة. وقال إنه لم يعترف للمواطن السعودي في أي مرحلة بأنه صحافي إسرائيلي، مضيفا “لذلك أنا أوثق ملاحظاتي باللغة الإنجليزية وتحدثت معه طوال الوقت باللغة الإنجليزية”. وزيارة تماري إلى المملكة ليست الأولى أو الوحيدة لمراسلين إسرائيليين، ففي مطلع يوليو الجاري أعلن مراسل القناة 13 الإسرائيلية ألون بن دافيد عن إجرائه زيارة سرية إلى السعودية. وظهر الإعلامي الإسرائيلي في المقطع وهو يتوضأ ويدخل إلى أحد المساجد في المملكة، لكن ذلك لم يثر الجدل الذي أثاره تقرير تماري. وعلّق الصحافي السعودي حسين الغاوي قائلا: وإثر هذه الحادثة والجدل الكبير الذي أحدثته نقلت وسائل إعلام سعودية عن مصدر في النيابة العامة السعودية أن النائب العام سعود بن عبدالله المعجب أمر بتشكيل فريق للتحقيق في دخول مراسل القناة العبرية إلى المشاعر المقدسة والحرم، والتي لا يجوز دخولها لغير المسلمين، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي إلى حد اللحظة من السلطات السعودية.