باستخدام مجرفة، يرسم فنان فلبيني مقيم في دبي لوحات وصورا على رمال شواطئ المدينة. في الساعات الأولى من الصباح، يتوجه ناثانيال ألابيدي إلى أحد الشواطئ في دبي وينتظر المد المنخفض المثالي ليبدأ في رسم عمله الفني الجديد على الرمال المسطحة والرطبة. وقال “فن الرسم على الرمال هو مجرد طريقة أخرى للتعبير عما أفعله، وأنا أحب القيام بذلك لأنه يشمل تلك الطبيعة العابرة، أنا أبتكر شيئا ما لمدة ثلاث أو أربع ساعات ثم عندما يبدأ الماء في الارتفاع، يمحوه أو يأخذه بعيدا. أحب فكرة الطبيعة العابرة. إنها تذكرك كثيرا بالحياة”. ويزور معظم الأشخاص الشاطئ في فصل الصيف للاستمتاع بالبحر والحصول على لون “البرونزاج” المثالي، عدا هذا الفنان الذي يقضي وقته على الشاطئ لتفريغ مواهب رسمه على الرمل. وقبل أن يشرع في رسمه الجديد، عليه أولا التأكد من توقعات المد. ويقول “أولا قبل أن أبدأ في الرسم على الرمال، أتحقق من توقعات المد لأني بحاجة إلى منطقة رطبة ومسطحة، وعادة ما تتكون في أثناء انخفاض المد. لذا بمجرد أن ينخفض المد، يمكنني رسم شيء ما عليها، وأنا أستخدم المجرفة كفرشاة لرسم الصور على الرمال”. موهبة الرسم على الرمال التي يطلق عليها ناثانيال اسم “صلاة الصباح”، اكتشفها في نفسه عام 2014 عندما قرر رسم شجرة عائلته على الشاطئ تكريما لجدته الراحلة. وقال “إنه شعور مرض للغاية، فهو يجعلك تشعر بالارتباط بمجتمعك، وبالناس أيضا. وطالما أنا هنا، سأستمر في القيام بفن الرسم على الرمل لأنه بالنسبة إلي هو شكل من أشكال صلاة الصباح بطريقة ما”. Thumbnail الفنان البالغ من العمر 44 عاما، والذي كان يعمل في السابق في حديقة للأحياء المائية، حوّل هوايته إلى مهنة بدوام كامل إذ يتولى مهام فنية لحساب فنادق. وفي جائحة كورونا كانت دبي كغيرها من مدن وعواصم العالم تعيش إجراءات وقائية صارمة تفرض على المواطنين والوافدين العزل المنزلي للحد من انتشار الوباء. وفي الوقت الذي أغلقت فيه شواطئ مدينة دبي حولت الرسالة الترفيهية التي كان يرسمها الفنان الفلبيني في السابق على الرمال، لتصبح رسالة ذات هدف توعوي تبعث بأمل لغد أفضل، وبينما يفرغ الفنان الفلبيني ألابيدي موهبته بالرسم على الرمال يكتب جملة “خليك فى البيت”. ولم يخل عمل الفنان الفلبيني وقتها من الصعوبات التي كانت أبرزها الأمواج وظاهرة المد البحري، وصرح لموقع الـ’سي.إن.إن بالعربي’ قائلا “اضطررت إلى كتابة الرسالة بالقرب من الشاطئ، وكان من المفترض أن أنهيها قبل أن تمحيها المياه”. وكان العمل الفني، الذي استغرق حوالي ساعة ونصف ساعة، يهدف آنذاك إلى نشر رسالة توعية تدعو للتعاون معا للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد لأكبر عدد ممكن من الأشخاص في مدينة دبي ودولة الإمارات. وفي وقت سابق من هذا العام انتقل ناثانيال بأعماله الرملية إلى وسط الصحراء، وسجل رقما قياسيا في موسوعة غينيس لأكبر صورة رملية في العالم لخارطة الإمارات وقادتها. وعن هذا العمل تحدث الفنان الفلبيني قائلا “بالنسبة إلى هذا العمل، استغرق الأمر 30 يوما للانتهاء منه، في الواقع كنا على وشك الانتهاء منه في غضون 20 يوما، ولكن بعد ذلك جاء وقت كان الطقس فيه سيئا للغاية وهطلت الأمطار وهبت الرياح القوية ومحت ما يقرب من 70 في المئة من العمل، لذلك كان علينا البدء من جديد”. الفنان، الذي علم نفسه بنفسه، رسم بالرمال لوحة الموناليزا للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي وصورة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، فقط باستخدام يديه ودون أي أدوات.
مشاركة :