يمكن للروبوتات الدقيقة الطبية أن تساعد الأطباء في علاج الأمراض والوقاية منها بشكل أفضل. لكن معظم هذه الأجهزة مصنوعة من مواد اصطناعية تؤدي إلى مشاكل مناعية في الجسم الحي. والآن، ولأول مرة، استخدم الباحثون الليزر للتحكم الدقيق في “العدلات” – نوع من خلايا الدم البيضاء – باعتباره روبوتا دقيقا طبيعيا متوافقا حيويا مع الأسماك الحية، ووفقا للورقة البحثية سيمكن ذلك من التغلب على مشكلة رفض الجسم للروبوتات الدقيقة التي تم العمل على تطويرها حتى الآن. وقامت “النيوتروبوتات” (وهي روبوتات مجهرية قائمة على العدلات) بمهام متعددة، ما يدل على أنها تستطيع يوما ما توصيل الأدوية إلى مواقع محددة في الجسم. واستخدام الليزر للتحكم الدقيق في خلايا الدم البيضاء في الأسماك الحية. وأثبت الباحثون أن بعض خلايا الجسم الأصلية يمكن “التحكم فيها عن بُعد” لإنجاز مجموعة متنوعة من المهام بطريقة دقيقة للغاية. وقد تشمل هذه المهام في يوم من الأيام تطبيقات طبية حيوية مثل توصيل الأدوية المستهدفة والعلاج الدقيق للأمراض الالتهابية. استخدام الخلايا الموجودة في الجسم البشري روبوتا بديلا لإيصال الأدوية يحل مشكلة إعاقة الجهاز المناعي ويشار إلى أن الروبوتات الدقيقة قيد التطوير حاليا للتطبيقات الطبية الحقن أو استهلاك كبسولات لإدخالها داخل حيوان أو شخص. وكان العلماء قد ابتكروا روبوتا مستوحى من فن طي الورق الياباني (فن الأوريغامي)، يمكنه السفر وتوزيع الأدوية عبر جسم الإنسان لعلاج الأمراض. ويتم التحكم بالجهاز الذي يغير شكله عن طريق المغناطيس، ويمكنه الزحف والدوران والسباحة في المساحات الضيقة. كما يمكنه أيضا تغيير الاتجاه في أي لحظة. ويمكن أن تحمل الروبوتات الصغيرة ذات القياس المليمتري، الحمولات مباشرة إلى ورم أو جلطة دموية أو عدوى، ويمكنها توزيع الأدوية أو التحقيق في الأعمال الداخلية. ويأمل الباحثون أن تُحدث الروبوتات ثورة في الطب، لتحل محل الحبوب أو الحقن التي يمكن أن تسبب آثارا جانبية غير مرغوب فيها، والتي يمكن أن يكون بعضها مهددا للحياة. وتحاكي الروبوتات ما حدث في فيلم الخيال العلمي الكلاسيكي “فانتاستيك فوياج” عام 1966، حيث تقلصت غواصة وطاقمها وحُقنت في مريض يحتضر، ويغامرون عبر عروقه في دماغه ويدمرون انسدادا باستخدام مسدسات الليزر. والروبوت الجديد مزود بلوحة مغناطيسية وهو قادر على السفر بسرعة فوق الأسطح غير المستوية من الأعضاء والسباحة عبر سوائل الجسم، ويدفع نفسه لاسلكيا أثناء نقل الأدوية السائلة. الروبوت الجديد قادر على السباحة عبر سوائل الجسم الروبوت الجديد قادر على السباحة عبر سوائل الجسم وعلى عكس الأقراص التي يتم ابتلاعها أو حقن السوائل، فإن الروبوت يحجب الدواء حتى يصل إلى الهدف ثم يطلق دواء عالي التركيز. وعلاوة على استخدام قابلية الطي، يمكن أيضا مقارنة حركات هذا الروبوت بأكورديون صغير يضغط على الدواء. وتسمح الأبعاد أيضا له بالبقاء جامدا ومكشوفا في طريقه إلى الهدف. ويمكن للروبوت أن يبحر بعشرة أضعاف طوله في قفزة واحدة فقط عن طريق تحويل قوة واتجاه المجال المغناطيسي. لكن الباحثين وجدوا أن هذه الأجسام المجهرية غالبا ما تؤدي إلى ردود فعل مناعية لدى الحيوانات الصغيرة، ما يؤدي إلى إزالة الروبوتات الدقيقة من الجسم قبل أن تتمكن من أداء وظائفها. وقد يكون استخدام الخلايا الموجودة بالفعل في الجسم، مثل العدلات، بديلا أقل توغلا لإيصال الأدوية التي لا تؤدي إلى إعاقة الجهاز المناعي. الروبوتات الدقيقة قيد التطوير حاليا للتطبيقات الطبية الحقن أو استهلاك كبسولات لإدخالها داخل حيوان أو شخص وتلتقط خلايا الدم البيضاء هذه الجسيمات النانوية وخلايا الدم الحمراء الميتة بشكل طبيعي ويمكن أن تهاجر عبر الأوعية الدموية إلى الأنسجة المجاورة، لذا فهي مرشحة جيدة لتصبح روبوتات دقيقة. وفي السابق، كان الباحثون يوجهون العدلات بالليزر في أطباق المختبر، وتحريكها على أنها “نيوتروبوتات”. ومع ذلك، لا توجد معلومات حول ما إذا كان هذا النهج سيعمل في الحيوانات الحية. لذلك، أراد شيان يوانغ يانغ وباوجون لي، وزملاؤهم إثبات جدوى “النيوتروبوتات” التي يحركها الضوء في الحيوانات، واستخدموا أسماك الزرد الحية. وتلاعب الباحثون بالعدلات في ذيول الزرد ومناورتها باستخدام أشعة الليزر المركزة كملاقط بصرية بعيدة. ويمكن تحريك الروبوت الصغير الذي يعمل بالضوء بسرعة تصل إلى 1.3 ميكرومتر في ثانية، وهو أسرع بثلاث مرات من حركة العدلة بشكل طبيعي. وفي تجاربهم، استخدم الباحثون الملاقط البصرية للتحكم بدقة وفعالية في الوظائف التي تؤديها العدلات كجزء من جهاز المناعة. ومن المأمول أن تحمل الروبوتات في نهاية المطاف أدوات أو كاميرات إلى الجسم بالإضافة إلى صرف الأدوية، ويمكن أن تغير الطريقة التقليدية لفحص المرضى. على سبيل المثال، تم نقل “نيوتروبوت” من خلال جدار الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة. والتقط آخر ونقل جسيمات نانوية بلاستيكية، ما يدل على قدرتها على حمل الدواء. وعندما دُفِع “النيوتروبوت” نحو حطام خلايا الدم الحمراء، اجتاح القطع. والمثير للدهشة، في نفس الوقت، أن العدلة المختلفة، التي لم يتم التحكم فيها بواسطة الليزر، حاولت بشكل طبيعي إزالة الحطام الخلوي.
مشاركة :