طهران – كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عن تلقي بلاده رسالة من وزير خارجية العراق تفيد بأن السعودية مستعدة لإطلاق محادثات علنية على المستوى السياسي مع طهران. وفي حوار مع التلفزيون الإيراني، قال عبداللهيان "أجرينا خمس جولات من المباحثات مع السعودية على المستوى الأمني، ووزير الخارجية العراقي أبلغنا الأسبوع الماضي بأن السعودية مستعدة لنقل المحادثات من المستوى الأمني إلى المستوى السياسي وبشكل علني". وتستضيف بغداد منذ العام الماضي مباحثات أمنية بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل الماضي، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016 والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها الحرب في اليمن والبرنامج النووي الإيراني. وأشار عبداللهيان إلى أن الجانب الإيراني أبلغ الرياض بأن طهران مستعدة لمواصلة الحوار على المستوى السياسي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحسب ما أوردته وكالة أنباء فارس الإيرانية. وقال الوزير الإيراني إن "الإمارات والكويت سترسلان سفيريهما إلى طهران قريبا". وتأتي هذه التصريحات بعد جولة قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى السعودية وإيران في أواخر يونيو الماضي حيث التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة، وبالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، وذلك في إطار جهود بغداد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين طهران والرياض. ويبدو من خلال تصريحات زعماء البلدان الثلاثة أن هناك نقطة اشتراك الآن ما بين إيران والسعودية فيما يخص الملف اليمني، واتفاقا بينهما على وقف إطلاق النار والذهاب إلى حوار سياسي، من أجل حلحلة الأزمة اليمنية وإيصال المساعدات الإنسانية. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد قال، السبت الماضي، في مؤتمر صحافي بعيد قمة جدة للأمن والتنمية، وزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية، إن يد المملكة "ممدودة لإيران". وأكد بن فرحان حرص الرياض على الوصول إلى علاقات طبيعية معها، لكنه في الوقت ذاته ربط ذلك بـ"إيجاد حلول لمصادر قلقنا"، موضحاً أن المحادثات مع إيران في بغداد "إيجابية"، لكن لم تصل إلى نتائج حتى الآن. وتعليقا على ما يبدو على تصريحات نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أكد وزير الخارجية الإيراني الثلاثاء، في تغريدة باللغة العربية، أن بلاده "تشد على اليد الممدودة تجاهها، وتمضي نحو توطيد العلاقات مع جيرانها". وأوضح عبداللهيان أن هذه السياسة الإيرانية تأتي في "في إطار منح الأولوية للجيران، في سياستها الخارجية"، مؤكداً "مسؤولية أبناء المنطقة في استتباب الأمن والاستقرار وتشجيع بلاده على التعاون البنّاء والمثمر في سبيل ازدهار المنطقة، وتنميتها الاقتصادية الشاملة". وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران في يناير من عام 2016 بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر، ضمن متهمين بالإرهاب. وتدعم السعودية وإيران أطرافا متنازعة في الصراعات الإقليمية والخلافات السياسية في سوريا ولبنان والعراق منذ سنوات، وتقود الرياض تحالفا عربيا يشن حربا على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن منذ عام 2015. وتورط الحوثيون في تنفيذ هجمات ضد السعودية بأسلحة إيرانية الصنع عبارة عن صواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وتتهم دول خليجية تتقدمها السعودية إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا.
مشاركة :