أكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، حرص مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم ، على تكريس قيم السلام والحوار والتعايش بين الشعوب نحو شرق أوسط مستقر ومزدهر. جاء ذلك لدى مشاركته في منتدى "أسبن" للأمن بولاية كولورادو الأمريكية خلال الفترة من 19-22 يوليو الجاري، بحضور نخبة من صناع القرار وكبار مسؤولي الأمن الداخلي والاستخبارات والدفاع والخارجية وقادة الفكر والإعلام، ورؤساء المؤسسات الصناعية والمالية متعددة الجنسيات في العالم، لمناقشة أبرز قضايا الأمن العالمي، ورسم مسارات الاتجاهات الدولية المقبلة. وفي كلمته أمام جلسة تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، استعرض وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية رئيس مجلس أمناء "دراسات" الرؤية الملكية السامية للأمن والسلام الإقليمي، والتي أبرزها جلالة الملك المعظم، أمام "قمة جدة للأمن والتنمية" بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وبحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة العديد من الدول العربية، وتأكيد جلالته تبني المملكة للسلام كخيار ثابت، ودعوته إلى توحيد الجهود لوقف التدخلات المباشرة في الشؤون الداخلية للدول، والعمل المشترك من أجل الأمن والسلام والرخاء لصالح شعوب المنطقة والعالم. وأشار إلى حرص مملكة البحرين على تعزيز التحالف والشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الالتزام المشترك بحماية أمن الخليج العربي وضمان الملاحة البحرية ومكافحة الإرهاب، ومكانة المملكة كحليف رئيس خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وشريك أمني للولايات المتحدة الأمريكية، واتساع الشراكة الثنائية لتشمل مجالات اقتصادية وتعليمية وثقافية، في ظل نجاحات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإنجازاتها التنموية الشاملة بشهادة التقارير الدولية، وبالتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030. وأوضح الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن اتفاقيات التعاون بين عدد من الدول العربية ودولة إسرائيل، تعكس رؤية متقدمة لترسيخ أسس السلام والرخاء ضمن معادلة "الربح للجميع" بهدف التغلب على التحديات المشتركة، واغتنام الفرص المتاحة، معربا عن أمله في أن يمثل "منتدى النقب"، الذي استضافت مملكة البحرين الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المنبثقة عنه، لبنة جديدة لإقامة تعاون مثمر، وتعايش حقيقي ومستدام، لافتا إلى اجتماع مجموعات العمل بانتظام على مدار العام لدفع مبادرات تعزيز التكامل الإقليمي. وأضاف أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة فرضتها "قناعات واقعية"، ويمكن وصفها بأنها "إعادة ضبط بوصلة العلاقات وتصحيح المسار"، وأظهرت أن الولايات المتحدة ليست بمنأى عن تطورات الشرق الأوسط، في ظل التحالف الخليجي الأمريكي القائم منذ عقود طويلة، مؤكداً أن منطقة الخليج العربي، ووسط ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث وأزمات وتفاعلات بعنوان "التحدي والاستجابة"، أثبتت أنها ذات أهمية جيوستراتيجية للعالم بأسره في ضوء التأثير المتبادل بين الأمن والإقليمي ونظيره العالمي. ودعا إلى تضافر الجهود لدعم بزوغ "الإقليم الجديد" وإحداث تغيير في التوجه الاستراتيجي للشرق الأوسط، عبر تأسيس شراكات اقتصادية ومصالح متنوعة ومتشابكة، والتركيز على الدور المحوري لتكنولوجيا المعلومات والابتكار، لتحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة، فضلا عن توفير قنوات لاستيعاب أفكار وطاقات الشباب، وقطع الطريق على أفكار ومحاولات التحريض الديني والتعصب والتطرف بكل أشكاله، كي تشعر شعوب المنطقة بثمار السلام، مؤكدا إن "صنع السلام هو الطريق الأصعب، ولكنه الطريق الصحيح". وخلص الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى أن ترسيخ السلام والازدهار الإقليمي يتطلب "الاستثمار الجماعي في الردع" ضد كل من يحاول العبث بأمن المنطقة واستقرارها ويرفض السلام، مؤكدا أهمية الشراكات الأمنية والاستراتيجية بين الدول الحليفة والصديقة كضرورة ملحة لحماية مصيرنا ومستقبل الأجيال الجديدة وحقوقها في العيش في سلام ورخاء.
مشاركة :