•ما الذي يحدث في مصر ؟! .. ماذا يجري في ميادينها التي أبهرت العالم في 2011 ، ثم عادت لترمي بشررها في 2013 ؟! .. كيف اختلطت الحقيقة بالإشاعة حتى أصبحا كائناً هلامياً لا ملامح ولا مصداقية له .. وكيف صارت الحقيقة الوحيدة الماثلة أمام الأعين - غير سقوط حكم الإخوان بعد عام من الحكم الفعلي وثمانين أخرى من الانتظار والتخطيط - هي شرارة العنف التي تزداد قوة ووضوحاً يوما بعد يوم ! . •قلت قبل إعلان الجيش المصري عزل الرئيس المنتخب مرسي إن أسوأ سيناريو يمكن حدوثه في مصر هو أن تكفر الجماعات الراديكالية بالديموقراطية التي سحبت البساط من تحتها ، وتعود سيرتها الأولى في ممارسة العنف ! .. لم أقل هذا لان تلك الجماعات حديثة عهد بالديموقراطية وألاعيبها فحسب ، بل لمعرفتي بطبيعة تركيبة الجماعات الأصولية وطرائق تفكيرها .. فالأحزاب والحركات السياسية الخالصة - سواء كانت في الحكم او خارجه – لديها من الخبث والمكر السياسي والخبرة ما يمكنها من المناورة وامتصاص الصدمات وهو ما تستطيع به المقاومة والبقاء والاستمرار .. أما التنظيمات والجماعات الراديكالية والأيديولوجية ، فلا تعرف -في الغالب- غير نوعين فقط من ردود الأفعال .. فإما فرحة عارمة قد تصل حدود الهستيريا التي تدفعها في أحيان كثيرة إلى تجاهل ما عداها من قوى سياسية في حالة وصولها إلى سدة الحكم !.. أو غضب عارم يحدث عندما تشعر بالغبن و القهر ، فتأتي ردودها -في الغالب- قوية وفاقدة للاتزان ، الأمر الذي يظهرها أمام الجميع كجمل هائج في مصنع فخار ، لا يمكن أن يخرج دون أن يتسبب في خسائر فادحة ! . •ما يزيد طين مصر بله هو ذلك التعامل الإعلامي المؤدلج وغير المهني الذي تمارسه القناتان الإعلاميتان الأكبر في المنطقة ..اللتان زادتا المشهد المصري ضبابية وارتباكاً بوقوف كل منهما في صف طرف من أطراف اللعبة ، على حساب الحقيقة التي غُيبت عمداً عن رجل الشارع والمتظاهر البسيط ، طمعاً في تجييشه وتجنيده ! . •الوضع في مصر – الذي يذكرني بلعبة السلم والثعبان، ضربة قد تصل بك إلى القمة ، وضربة أخرى قد تهوي بك سبعين خريفاً - وصل نقطة اللاعودة .. فحتى إن نجح أنصار مرسي في إعادته إلى قصر الاتحادية فسيعود المعارضون للاحتشاد والتظاهر وتجييش الشعب من أجل إسقاطه !!..وستعود اللعبة بسلالمها وثعابينها للعمل من جديد .. و بقدر ما سيشعرنا ذلك بالمرارة فإنه سيشعرنا أيضا بالخوف .. فانزلاق مصر حينها نحو العنف سيكون أمراً شبه مؤكد .. خصوصاً في ظل غياب قيادة سياسية قوية ، تؤمن بالمصالحة بين جميع الأطراف .. وهى المصالحة التي يجب أن تستند على الإيمان بحقوق المواطن المصري الغلبان الذي أنهكته الأحداث و(وقّفت حاله ) ، باعتباره حجر الزاوية .. وهو ما يدفع بضرورة العمل على إيجاد دستور حقيقي ، وقوانين نزيهة ، وزعماء وطنيين لا شأن لهم لا بالسلم ولا بأي ثعبان . m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :