الشيخ مروعي بن يحيى هملان قد يكتب عنه الكثير لكن لا أحد سيوفيه حقه ولن يوفيه حقه أحد، لأنه قصة وحكاية يصعب سردها من أين ابدأ وأين انتهي؟! وماذا أذكر وكيف سأصف رجلاً يعجز الوصف أن يصفه!! أقول ذلك وكلي ثقة أن كلماتي ستكون قليلة جداً في حقه. ولد جدي الشيخ مروعي عام ١٣٣٦ وتعلم القراءة والكتابة على يد شيوخ الكتاتيب وكان شيخاً لقرية مسلية من عام ١٣٦٨ إلى عام ١٣٨٥ وعمل مراقباً في مدارس الشيخ عبدالله القرعاوي وبعدها عينه تركي السديري على وظيفة خوي ووكيلاً على ارضه بالنخري وكان قائداً لشوكة قبائل بيش خلفاً لاخيه شيخ شمل قبائل بيش الشيخ حسن بن قاسم عكفي شارك في الكثير من الواساطات في قضايا الدم وحل المنازعات بين القبائل. كان شيخاً بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى من صدقٍ في الاقوال والافعال فلا يقول كلمة الا يتبعها بفعل فهو وفي بالوعود والعهود فلا يخلف له عهد ولا وعد وكان يكرم الضيف ولايكاد يخلو بيته من الضيوف في كل وقت وحين، وينفق المال بسخاء ويساعد المحتاجين ولايبخس الناس حقهم واموالهم ولم يكن يغتاب أحد في ظهره أو ينافق، لانه كان يملك من القوة والشجاعة والثقة في النفس مايجعله صريحاً ليحكي للناس حقيقتهم في وجودهم وكان يحمل علماً وثقافة جمة ويحفظ الاشعار والأسفار ويرتجل الشعر ويحفظ الكثير من تاريخ وأنساب قبائل المخلاف السليماني ومخلاف عثر وكان يغوص في بحر العلم ليصيد الؤلؤ والمرجان من القصص والاخبار والأسفار وحينما يقابل أي شخص يخبره بنسبه ويذكره بافعال أجداده الخيرة ويذكر الوقائع والأحداث التاريخية مستشهداً بتاريخ كل قصة في أي عام حدثت وكأنه يحمل ذاكرة من ذهب لا تصدأ، مهما تقدم به العمر أ غزا جسمه مرض، وكان ذو ذكاء فذ وفراسة في معرفة الأشخاص وردهم لذويهم حينما يشاهدهم ويسمع أصواتهم وكان ذو شجاعة وبسالة حيث شارك في الحملة الأولى عام ١٣٦٨والثانية عام ١٣٧٥ على المخالفين من قبائل الريث وكان ذو هيبة ووقار يفرض احترامه وتقديره على كل من عرفه وحتى في سنواته وأيامه الأخيرة كان مستلقياً على ذلك السرير لا يشكو ولا يئن ولايجزع من مرض أو تعب لأنه عزيز النفس ذو كبرياء وأنفه وكرامة لايظهر ضعفه لأحد. توفي الشيخ مروعي عام ١٤٣٧ قد يشعر القارئ أني أبالغ !! ولكنها الحقيقة المؤلمة التي ذكرها أحد كتاب التاريخ حينما قال: (من الظلم أن يرحل هذا الرجل بكل هذه الذاكرة المكتنزة دون ان يدون في كتب التاريخ ).