الانتخابات المقبلة في إسرائيل تحسم المستقبل السياسي لنتنياهو

  • 7/23/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، المنافسات في الانتخابات القادمة، لكنّ احتمالية فشله مجددا بتشكيل حكومة قد تضع حدا لمستقبله السياسي. والانتخابات القادمة في الأول من نوفمبر المقبل، ستكون الخامسة في غضون 3 سنوات ونصف السنة، فشل خلالها نتنياهو 3 مرات بتشكيل حكومة. وكما هو الأمر في الانتخابات السابقة، فإن حزب الليكود اليميني الذي يقوده نتنياهو، ما زال يتصدر قائمة الأحزاب بالكنيست. وتكاد تجري الانتخابات المرتقبة حول شخص نتنياهو، أكثر من أيّ أمر آخر. ويقول إيمانويل نافون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب، إن سبب إجراء جولة انتخابات خامسة خلال أقل من 4 أعوام، هو وجود أغلبية لصالح اليمين، وافتقاد هذه الأغلبية لصالح نتنياهو، بعد أن تخلت عنه بعض الأحزاب. إيمانويل نافون: الفشل يعني أن نتنياهو شخصيا هو العقبة أمام تشكيل حكومة وأضاف نافون “لهذا، فإذا ما نظرت إلى نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن هناك أغلبية لصالح اليمين، ولكن نتنياهو لم يُترجم هذا الأمر بشكل جيد، لأنه لم يعد يحظى بدعم سياسيين يمينيين إسرائيليين”. وتابع “لذا توجهت الأحزاب اليمينية الخارجة عن معسكر نتنياهو قبل عام من الآن إلى أحزاب من الوسط واليسار، رغم الخلافات السياسية فيما بينها”. وتسيطر أحزاب اليمين (الدينية والقومية) على نحو 60 في المئة من مقاعد الكنيست الحالي. واستدرك الأكاديمي الإسرائيلي “لذا فإن الانتخابات القادمة ستكون مرة أخرى عن شخص نتنياهو نفسه، بشكل أساس، سواء أكانت الأحزاب معه أم ضده”. وتُظهر استطلاعات الرأي التي نشرتها محطات تلفزيونية وإذاعات وصحف في الأسبوعين الماضيين أن معسكر نتنياهو يحصل على 59 مقعدا، مقابل 55 مقعدا للمعسكر الرافض له و6 مقاعد للقائمة المشتركة (تحالف 3 أحزاب عربية) ترفض دعم أيّ من المعسكرين. وإضافة إلى حزبه الليكود، يضم معسكر نتنياهو أحزاب “شاس” و”الصهيونية الدينية” و”يهودوت هتوراه”. وأما المعسكر المعارض، فيضم أحزاب “أمل جديد” و”إسرائيل بيتنا” و”يمينا” اليمينية، وأحزاب “هناك مستقبل” و”أزرق أبيض” و”العمل” الوسطية، وحزب “ميرتس” اليساري، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس. ويرفض قادة أحزاب “أمل جديد” و”إسرائيل بيتنا” و”أزرق أبيض” الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، لأسباب شخصية. ويقول قادة هذه الأحزاب إنهم لن يكونوا في حكومة يرأسها نتنياهو، الذي تنظُر المحكمة المركزية الإسرائيلية في لائحة اتهام ضده تشمل شبهات ارتكابه جرائم فساد. ولكي يُشكل حكومة، فإن على نتنياهو ضمان تأييد 61 من أعضاء الكنيست الـ120. ويرجّح مراقبون إسرائيليون أن يسعى نتنياهو لضم حزب “يمينا” الذي ترأسه وزيرة الداخلية إياليت شاكيد خلفا لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، من أجل ضمان تشكيل حكومة. وقد يؤدي فشل نتنياهو بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات القادمة، إلى وضع حد لمستقبله السياسي. مراقبون إسرائيليون يرجّحون أن يسعى نتنياهو لضم حزب "يمينا" الذي ترأسه وزيرة الداخلية إياليت شاكيد خلفا لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، من أجل ضمان تشكيل حكومة ويقول نافون “قد نصل إلى طريق مسدود مجددا، ويخفق نتنياهو في تجنيد 61 نائبا بالكنيست، وفي هذه الحالة ممكن أن يتخلى عنه حزبه والأحزاب الدينية المتحالفة معه لأنهم لن يحتملوا الأمر أكثر بعد إجراء 5 جولات انتخابية في أقل من 4 أعوام”. وأضاف “حاليا فإن حزب الليكود يتقدم دون منافس حقيقي، ولذا فإن الفشل يعني أن نتنياهو شخصيا هو العقبة الرئيسية أمام تشكيل حكومة يمينية”. وفي العام الماضي 2021، خسر نتنياهو السلطة بعد أن بات الأطول في الحكم بين رؤساء وزراء إسرائيل، بفترة امتدت لأكثر من 12 عاما. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لمقربين منه، مؤخرا، إنه إذا ما ترأس الحكومة القادمة فستكون ولايته الأخيرة في رئاسة الوزراء. ولا يوجد في القانون الإسرائيلي سقف زمني محدد لرئاسة شخص للحكومة، طالما أنه قادر على نيل ثقة الكنيست. وتكتلت الأحزاب المعارضة لنتنياهو العام الماضي لتشكيل حكومة ولكنها لم تدُم طويلا. وليس من الواضح إذا ما كان تكتل مشابه سينشأ بعد الانتخابات القادمة، ولكن المعطيات التي تظهرها استطلاعات الرأي، تجعل مهمة تشكيل حكومة صعبة جدا، سواء على نتنياهو أو عل ى رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، الذي يتزعم حزب “هناك مستقبل” الثاني من حيث القوة في الكنيست.

مشاركة :