البرتغاليون في كاليفورنيا يحافظون على تقليد مصارعة الثيران

  • 7/23/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على غرار أي مصارعة ثيران برتغالية، يقود فارس أنيق حصانه ببراعة حول ثور هائج متفاديا التصادم بقرونه، قبل أن ينحني لغرس الرمح في ظهره... هذا المشهد يحصل في قلب ريف كاليفورنيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من البرتغاليين الأميركيين منذ عقود. ولا تؤدي هذه الممارسة إلى إراقة دماء الحيوان لأن الرمح الصغير المبطّن يعلق في وسادة موضوعة على ظهر الثور. وتتم المصارعة تزامنا مع هتافات تطلقها جماهير تتحدث غالبيتها اللغة الإنجليزية. ويُنظّم هذا النشاط في ترلوك، وهي بلدة صغيرة وسط ريف كاليفورنيا يقطنها منذ عقود عشرات الآلاف من الأميركيين من أصول برتغالية، لا يزالون محافظين على تقاليد موطن أجدادهم، ومن بينها مصارعة الثيران. لكنّ قانون ولاية كاليفورنيا يحظر أي مصارعة للثيران تُراق خلالها الدماء. ويقول جواو سولير غارسيا، وهو فارس وصل من لشبونة للمشاركة في الحدث، “عندما زرت كاليفورنيا للمرة الأولى قبل 15 سنة، اندهشت بما صادفت، إذ فيها عادات مماثلة للسائد في البرتغال”. ويضيف قبل لحظات على دخوله الحلبة التي تضم 4000 متفرج “إن شاهدتم مصارعة الثيران في البرتغال ستلاحظون أنها مماثلة لتلك المنظمة هنا”. أما الجماهير الحاضرة فغالبيتها من أصل برتغالي، ومعظم هؤلاء يمثلون مهاجرين من جزر الأزور، بدأوا يستقرون في المنطقة الزراعية أوائل القرن العشرين. وبدأ المجتمع البرتغالي يتطوّر منذ تلك المرحلة، وأصبحت لديه صحف ومحطات إذاعية وجمعيات خاصة به. ويفخر نحو 350 ألفا من سكان كاليفورنيا بالإرث البرتغالي، وغالبا ما يحافظون بشكل كبير على ثقافتهم ولغتهم، على غرار جوزيه (30 عاما) الذي أتى برفقة أصدقائه لمشاهدة مصارعة الثيران. الثيران البرتغالية لا تُقتل في الحلبة الثيران البرتغالية لا تُقتل في الحلبة وجوزيه المولود في كاليفورنيا يمرر أثناء حديثه بالإنجليزية تعابير باللغة البرتغالية من دون قصد. ويقول إنّ “ذلك يحصل معي تلقائيا، فعدد كبير من الأشخاص يتحدثون البرتغالية في حياتهم اليومية، حتى الصغار منهم”. ويضيف “أحيانا يكون من الأسهل لي التعبير عن مشاعري أو المزاح بالبرتغالية”. وفوق الحلبة، يرفرف علم البرتغال إلى جانب العلم الأميركي، فيما يُسمع النشيد الوطني البرتغالي قبل إذاعة النشيد الأميركي. وتتولى تنظيم مصارعة الثيران مجموعة دينية بقيادة أنطونيو مينديز، وهو مربي مواش سبعيني أعاد إحياء هذا التقليد سنة 1993. ويقول “نحن برتغاليون ومصارعة الثيران تشكل جزءا من حياتنا، بخاصة في الجزيرة التي أتحدر منها، فهذه الممارسة متجذرة فينا”. وتختلف مصارعة الثيران البرتغالية عن تلك الإسبانية بأنّ الحيوانات لا تُقتل في الحلبة. لكن في مصارعة الثيران البرتغالية التقليدية، يتم إضعاف الثور نتيجة تلقيه عددا من الضربات بالرمح، في الوقت الذي يدخل فيه الـ”فوركادو”، وهي مجموعة من ثمانية رجال، الحلبة من دون خيول أو أي عامل يحميهم، بهدف تثبيت الحيوان بأياديهم فقط. وبما أنّ الثيران في ترلوك لم تصب بأي أذى، أنتج المربون على غرار ما فعل مينديز سلالة تتمتع بالقدرة القتالية نفسها، لكنها أقل وزنا. ويقول جورج مارتنز، وهو قائد إحدى مجموعات “فوركادو”، إنّ “الثيران هنا تزن بين 900 و1000 رطل، لأن الفعاليات لا تنتهي بإراقة دماء”، أما “الثيران في البرتغال فيتراوح وزنها بين 1300 و1400 رطل”. وغالبا ما يطلق على المجموعات المماثلة لتلك التي يقودها مارتنز تسمية “الفرق الانتحارية”، إذ ينبغي على أحد أعضاء المجموعة أن يمسك الثور من قرنيه متلقيا ضربات رأس قوية على معدته، فيما يتصارع زملاؤه مع الحيوان. مصارعة الثيران في كاليفورنيا لا تؤدي إلى إراقة الدماء لأن الرمح الصغير المبطّن يعلق في وسادة موضوعة على ظهر الثور مصارعة الثيران في كاليفورنيا لا تؤدي إلى إراقة الدماء لأن الرمح الصغير المبطّن يعلق في وسادة موضوعة على ظهر الثور ويشير مارتنز إلى أنّ هذه المهمة “لا تعتمد فقط على القوة الجسدية، بل تتطلب إيضا تقنيات كثيرة”. أما الفارس جواو سولير غارسيا فيشير إلى أنه يحبّذ الأسلوبين البرتغالي التقليدي، وذلك المحدّث في كاليفورنيا. ويقول “مقارنة مع مصارعة الثيران البرتغالية التقليدية، ينطوي الأسلوب الثاني على خطورة أكبر، لأنّ الثور لم يُصب بأذى وهو بكامل قوته… فعلينا إذا أن نكون حذرين جدا”. أما ماكسين سوس – كورييا المتحدرة من عائلة تربي المواشي، وتتولى منذ سبعينات القرن الفائت إعداد ثيران تشارك في المعارك المنظمة بكاليفورنيا، فترى أنّ استخدام لاصق الفيلكرو ينقص من أهمية هذه الممارسة. وتقول “هو لسوء الحظ مجرّد تقليد… وابتُكرت فكرة وسادة الفيلكرو ولاصق الفيلكرو الموضوع على رأس الرمح لتضيف أقله بعض الألوان والبهرجة”. وتتابع “لكن في الوقت نفسه لا نتعامل مع الثيران بشكل عادل، لأنّ الهدف من هذه السلالة هو المشاركة في العروض القتالية”. ويرى زوجها فرانك كورييا أن استخدام لاصق الفيلكرو “فكرة سيئة”. ويقول “ينبغي أن نتّبع الطريقة المعتمدة في البرتغال، لكنّنا عاجزون عن ذلك، لأننا في الولايات المتحدة، حيث لا تقدير لهذا الفن”.

مشاركة :