قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن مسئولين أميركيين أجروا اتصالات سرية مع أعضاء في حكومة الرئيس بشار الأسد في محاولة للحد من العنف في سورية واستكشفوا سبل التشجيع على القيام بانقلاب عسكري في العام 2011 حينما بدأت الحرب الأهلية. وقالت الصحيفة استناداً إلى مقابلات مع أكثر من 20 شخصاً منهم مسئولون أميركيون حاليون وسابقون إن مسئولي مخابرات أميركيين حدَّدوا ضباطا في الجيش ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد ويمكنهم قيادة انقلاب لكنهم لم يجدوا مواطن ضعف تذكر يمكن استغلالها. وأضافت الصحيفة أن هذه التحركات جرت حينما بدأت حكومة الأسد حملتها على الاحتجاجات المناهضة لها وبدأ الجنود ينشقون عن الجيش. ونقل الصحيفة عن مسئول رفيع سابق في الحكومة الأمريكية قوله: "سياسة البيت الأبيض في العام 2011 كانت محاولة الوصول إلى انتقال في سورية عن طريق إيجاد ثغرات في النظام وعرض حوافز على الناس ليتخلوا عن الأسد". وقالت الصحيفة إن حكومة الرئيس باراك أوباما تحولت عن محاولة التأثير على حكومة الأسد لتتجه نحو مساندة مقاتلي المعارضة السورية في العام 2012. وذكرت الصحيفة أن مسئولين كبارا من الولايات المتحدة وسوريا تحادثوا وجها لوجه أو بعثوا برسائل بعضهم إلى بعض من خلال أطراف ثالثة منها روسيا وإيران حليفتا سورية. وقال مسئولون أميركيون للصحيفة إن نائب وزير الخارجية وليام بيرنز أجرى محادثتين هاتفيتين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ليحذر نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع. وتقاعد بيرنز من منصبه العام الماضي. وأوضح مسئول أميركي رفيع أن الاتصالات السرية كانت مختلفة عن تلك التي أجريت مع كوبا أو إيران والتي كانت الولايات المتحدة تعتقد فيها أنه يمكنها تسوية القضايا في هدوء ولكنها كانت أكثر تركيزا على جوانب مُعيَّنة. وقال مسئول أميركي رفيع للصحيفة: "قلنا مرارا: يمكنكم خلق بيئة أفضل لوقف إطلاق النار إذا توقفتم عن إسقاط البراميل المتفجرة".
مشاركة :