اقترتب شركة الأقمار الاصطناعية البريطانية "ون ويب" (OneWeb) من التوصل إلى اتفاق اندماج مع "يوتيلسات كوميونيكيشنز" (Eutelsat Communications) الفرنسية، في صفقة سينتج عنها قيام مشغل للأقمار الاصطناعية في أوروبا قادر على المنافسة بشكل أفضل مع مشروع "ستار لينك" (Starlink) التابع للمليارديرإيلون ماسك، وفق ما قاله أشخاص مطلعون على الأمر. أوضح هؤلاء الأشخاص، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لسرية المناقشات، أن "ون ويب" و"يوتيلسات" يمكن أن تتوصلا إلى اتفاق الأسبوع المقبل. وأضافوا أن "ون ويب"، التي تمتلك فيها حكومة المملكة المتحدة حصة أقلية، ستقدر قيمتها بحوالي 3 مليارات دولار أو أكثر. تعد "يوتيلسات" المُدرجة في بورصة باريس، والتي تبلغ قيمتها السوقية نحو 2.4 مليار يورو (2.5 مليار دولار)، مدعومة من قبل شركة الاستثمار الفرنسية الحكومية "بي بي آي فرانس" (BPIFrance)، وهي أيضاً مستثمر بحصة أقلية في "ون ويب". وبحسب الأشخاص المطلعين، فإنه بموجب الصفقة المقترحة، سيواصل المستثمرون الحاليون في "ون ويب" الاحتفاظ بحصص أقلية. ومن بين هؤلاء المستثمرين حكومة المملكة المتحدة وشركة "بهارتي إيرتيل" (Bharti Airtel)، التي يديرها قطب الاتصالات سونيل ميتال. قال هؤلاء الأشخاص إن الشركة الناتجة عن عملية الاندماج ستُدرج في بورصة "يورونكست" (Euronext) في باريس، رغم أنها قد تسعى أيضاً إلى الإدراج في لندن في المستقبل. وأوضحوا أنه على الرغم من وصول المناقشات إلى مرحلة متقدمة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، ولا يزال من الممكن أن تنتهي المحادثات دون اتفاق. رفض متحدث باسم "ون ويب" وممثل عن حكومة المملكة المتحدة التعليق على الأمر. ولم يكن المتحدث باسم "يوتيلسات" متاحاً على الفور للتعليق خارج ساعات العمل في فرنسا. تحدٍ غير مسبوق تجدر الإشارة إلى أن أسطول أقمار "ستارلينك" التابع لماسك الذي يضم أكثر من 1500 قمر اصطناعي جرى إطلاقها في السنوات الثلاث الماضية بواسطة "سبيس إكس" (SpaceX)، أوجد تحديات غير مسبوقة للمنافسين، ما أدى إلى موجة من الاندماج في هذا القطاع. في العام الماضي، وافقت شركة "فياسات" (Viasat) على شراء "إنمارسات غروب هولدينغز" (Inmarsat Group Holdings) مقابل 4 مليارات دولار، لإنشاء أكبر شركة أقمار اصطناعية ثابتة بالنسبة إلى الأرض على مستوى العالم. ورفضت شركة "يوتيلسات" نفسها عرضاً للاستحواذ من الملياردير باتريك دراهي بقيمة 2.8 مليار يورو. نجت "ون ويب" من الإفلاس في عام 2020 من خلال خطة إنقاذ من المملكة المتحدة بمساعدة ميتال، ما يعكس إستراتيجية اصطناعية أكثر تدخلاً من قبل الحكومة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد تشكّل الصفقة مع "يوتيلسات" مثالاً استثنائياً على اندماج بين شركتين بريطانية وفرنسية، حيث تلقي الصفقة بين شركتين مدعومتين من الدولة الضوء على مدى انخراط الحكومتين في صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية. يذكر أن "ون ويب" تأسست في عام 2012 بهدف بناء مجموعة من الأقمار الاصطناعية الصغيرة في مدار أرضي منخفض، وبث اتصالات الإنترنت إلى الأماكن المعزولة. وجمعت الشركة 3.4 مليار دولار من كل من "سوفت بنك غروب" (SoftBank Group Corp) و"إيرباص" (Airbus) ومؤسسات كبيرة أخرى قبل الانهيار، عندما سحب المستثمرون الرئيسيون أموالهم في ذروة جائحة فيروس "كورونا".
مشاركة :