صور الطعام تفسد «الحمية» .. المتهم «إنستاجرام»

  • 12/13/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بينما يبث "إنستاجرام" موقع التواصل الاجتماعي، نحو ثمانية ملايين صورة لأصناف من الأطعمة يوميا، لوح عدد من اختصاصيي التغذية بالراية البيضاء مستسلمين لانقياد مراجعي عياداتهم لتلك الصور والعودة إلى "شراهة الأكل" وترك الحمية الغذائية المبرمجة لهم بشكل دقيق. وأوضحت لـ "الاقتصادية" بتول حمدان إخصائية التغذية، أن تتبع صور الطعام عبر "الإنستاجرام" أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، يرفع من الرغبة في التهام مزيد من الطعام، وتزداد شهيتهم لتجربة أنواع من الأصناف الجديدة. وأشارت إلى أن تصوير الوجبات أصبح أسلوبا متبادلا لدى السعوديات خصيصا، على الرغم من سلبيته، مؤكدة أنه أصبح عاملا واضحا لزيادة الوزن إلى جانب قلة ممارسة الرياضة. وأبانت أن كثيرا من مطاعم الوجبات السريعة أصبحت تستغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور الوجبات بشكل يغري لاستهلاك المزيد من الطعام، مشددة على أن هذه الصور زادت من صعوبة عمل إخصائيي التغذية لإقناع مراجعيهم بالالتزام بالغذاء الصحي وعدم الاستسلام للمغريات. وأكدت ضرورة الابتعاد عن مشاهدة الحسابات التي تحتوي على صور للطعام بأشكالها المتنوعة والاستفادة من وسائل الإعلام الاجتماعي بالاشتراك بمجموعات لاتباع حمية غذائية أو إرشادات صحية مناسبة. وتشير إحصائيات "الإنستاجرام" العالمية إلى أن حسابات المطاعم هي ثاني الحسابات متابعة بعد حسابات السيارات، إذ يحصد "الهاش تاج" الخاص بالأطعمة في "الإنستاجرام" نحو ثمانية ملايين صورة من بين 40 مليون صورة متنوعة يتم نشرها يوميا، فيما تبلغ صور الطعام لدى السعوديين نحو 85 في المائة من الصور التي يتم نشرها في موقع التواصل "إنستاجرام". وكانت دراسة سابقة من جامعة بريجام يونج الأمريكية، نشرتها جريدة الديلي ميل البريطانية، قد خلصت إلى نتيجة عكسية لما سبق، إذ أكدت أن تبادل الصور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقلل من شهية الأفراد ويحد من استهلاكهم للأطعمة وشعورهم بلذة الطعام ويشغلهم عن تكملة الوجبة. وقالت الدراسة إنه أصبح من السائد لدى الأفراد الآن الاحتفال بالمناسبات ليس بتناول الطعام نفسه، بل بالتقاط صور له، وهو ما ولد جملة جديدة في اللغة مفادها غرد قبل أن تأكل، حيث أجريت الدراسة على 233 شخصا طلب منها مشاهدة صور من الأطعمة المالحة والحلوة على "الإنستاجرام" قبيل أن يطلب منهم تناول الأطعمة وتقييمها، وكانت نتيجة تقييمهم جميعهم للطعام أقل من المعتاد أو المتوقع. يذكر أن تقريرا أصدره كرسي أبحاث وعلاج السمنة في جامعة الملك سعود بين أن نسبة السمنة في السعودية بلغت 70 في المائة لدى الشباب والأطفال الذين يمثلون 50 في المائة من السكان مما أدى إلى تفشي الكثير من الأمراض، وقدرت حالات الوفاة بما يقارب 20 ألف وفاة سنويا بسبب السمنة ومضاعفاتها، وتقدر تكلفة العلاج سنويا بما يقارب الـ 19 مليار ريال. وبينت الدراسة أن معدلات السمنة في السعودية ارتفعت 30 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة، وكانت نسبة السمنة في النساء أكثر من الرجال، إذ إن 29 في المائة من الرجال يعانون من زيادة الوزن فيما تعاني 37 في المائة من النساء من السمنة، كما أن هذه النسب هي من أعلى المعدلات في العالم خاصة بين النساء. وأوضحت الدراسة أن أهم أسباب السمنة هي الإفراط في الأكل وخاصة الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأكل بين الوجبات وقلة الحركة، التي تقود إلى أمراض مزمنة تتسبب بآلاف الوفيات.

مشاركة :