زيارة بايدن تؤكد الدور المتنامي للسعودية على الساحة الدولية

  • 7/23/2022
  • 22:24
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عكست زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المملكة هذا الأسبوع قوة العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، والتي تمتد منذ عقود، وذلك منذ الاجتماع التاريخي بين مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، والرئيس فرانكلين روزفلت قبل 77 عاما، حيث استمر البلدان في الاعتماد على نقاط القوة الخاصة لبعضهما البعض والاستفادة منها للحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي.وجاءت الزيارة في وقت شديد التعقيد، خصوصا مع ارتفاع تكاليف الطاقة، ومعدلات التضخم، والتغير المناخي، والمخاوف من تعطل الإمدادات الغذائية بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لتحقيق العديد من النتائج الإيجابية للأزمات التي يعيشها العالم، خصوصا أن المملكة أكبر مصدر للنفط الخام، والولايات المتحدة أكبر مستهلك له، ولذلك فإن السعودية والولايات المتحدة في وضع فريد للعب دور رئيس لتهدئة الأسواق المتوترة والمتقلبة، وهو ما جعل الزيارة محط أنظار العالم ترقبا لنتائجها.لقد لعبت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، دورا رئيسا في حل أزمات العالم، حيث اتخذت خطوات ملموسة لتصبح لاعبا عالميا في معالجة التحديات البيئية والمناخية، بالإضافة إلى استدامة الطاقة. وبموجب رؤية المملكة 2030، التزمت الحكومة السعودية بالتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس، وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك في سبيل مواجهة التغير المناخي من خلال التنمية المستدامة والمسؤولة.كما انضمت المملكة إلى أكثر من 100 دولة أخرى، وتعهدت بالوصول الى الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2060، وخصصت أكثر من 180 مليار دولار في استثمارات لتحقيق هذا الهدف، عبر تنفيذ مبادرات عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر تقنية احتجاز الكربون، تكنولوجيات السيارات الكهربائية وصناعة البطاريات، إنتاج الهيدروجين، والمبادرة الخضراء، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة (ترشيد) لريادة التقليل من استهلاك الطاقة.وكأكبر مصدر للنفط في العالم مع دور لا غنى عنه في مكافحة التغير المناخي، أظهرت السعودية قيادة مسؤولة لضمان بيئة مستدامة للأجيال القادمة. وتعتبر رؤية المملكة 2030 اليوم نموذجا ملهما للتنمية السلمية والمستدامة والمزدهرة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.ولعقود من الزمان، أثبتت العلاقة القوية بين الولايات المتحدة والمملكة مرارا وتكرارا أنها ركيزة الاستقرار لكلا البلدين وللاقتصاد العالمي. ومع عودة ظهور COVID-19 على مستوى العالم، ومعدلات التضخم المرتفعة، وتكاليف الطاقة العالية ومخاطر الإمدادات الغذائية، أصبحت هذه العلاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى.بصفتي شخصا عمل في مناصب عدة في تعزيز العلاقات السعودية - الأمريكية وبحكم مسؤولياتي السابقة في مكتب شؤون الكونجرس الأمريكي في السفارة السعودية في العاصمة واشنطن، ورئيسا تنفيذيا حاليا لشركة جونسون كنترولز العربية، أعتقد أن الوقت قد حان لنقل العلاقات التجارية بين البلدين من علاقات تجارية فردية إلى تحالف اقتصادي شامل كخطوة طبيعية تالية، ولتوسيع نطاق الوصول إلى السوق السعودية؛ يجب توجيه المزيد من الاستثمارات الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية لإقامة شراكات جديدة مع القطاعين العام والخاص.إن البرنامج الخماسي الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، والذي أعلنت عنه الحكومة السعودية سابقا، والذي يهدف إلى توسيع العمليات التجارية الأمريكية في المملكة، هو بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح.والخلاصة أن العلاقة السعودية الأمريكية القوية يجب أن تستمر وتتقدم لأن استقرار العالم يعتمد عليها.

مشاركة :