زراعة الأسنان طريقك لتعويض الأسنان المفقودة

  • 7/24/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرا ما نسمع عن عمليات زراعة الأسنان وما يثار حولها من معلومات بعضها صحيح وبعضها يجافي الحقيقة.. لذلك أحببنا أن نلقي الضوء وأن نجيب عن كثير من التساؤلات التي تتعلق بهذا الموضوع. إن طرق تعويض الأسنان المفقودة تنحصر في ثلاث طرق: التركيبات المتحركة والتركيبات الثابتة وزراعة الأسنان. وتعد الزراعة هي الوسيلة الأفضل والأحدث لتعويض الأسنان لأنها تغلبت على عيوب التركيبات المتحركة والثابتة. وقد بدأت فكرة زراعة الأسنان أو غرس جسم عظمي أو معدني داخل عظم الفك لتحل محل الأسنان منذ زمن طويل، حتى أن بعض البرديات الطبية عند المصريين القدماء تحدثت عن استخدام أسنان بعض الحيوانات وزراعتها في فك آدمي. لكن الزراعة بفكرتها ومفهومها الحالي بدأت منذ حوالي 60 عاما، إذ سجلت أول حالة زراعة أسنان في عام 1965م في السويد، حيث تقدم رجل سويدي يدعى «غوستالارسن» كأول متطوع لزراعة الأسنان لدى البروفيسور «إنغفار برانيمارك». عندها قام بيرنمارك باستخدام طريقة دقيقة للغاية ابتكرها هو وفريقه البحثي وقام بزرع سلسلة من قطع التيتانيوم في لثة «لارسن» وبقيت موجودة في لثته طوال حياته. وقد تطور علم زراعة الأسنان وتعددت الشركات المنتجة لغرسات الأسنان حول العالم حتى تجاوزت المائة شركة. ومع وجود هذا الكم الكبير من شركات انتاج زرعات الأسنان، فقد تفننت هذه الشركات في إتقان عملها وأصبحت هناك معايير مهمة يتم على أساسها تقييم الزرعات: أولا: مادة تصنيع الزرعة: إذ تصنع الزرعات من مادة التيتانيوم وهو معدن نفيس مقاوم للتآكل. ثانيا: المعالجة السطحية لجسم الزرعة: حيث يتم تعريض سطح الزرعة لبعض العوامل التي تزيد من قدرة التيتانيوم على الالتحام بعظم الفك فيما يعرف بمصطلح (osteointegration). ثالثا: تصميم الزرعة سواء الدعامات المعدنية التي تشبه البراغي وتثبت في العظم وتقابل الجذور في الأسنان الطبيعية، أو الجزء (abutment) العلوي الذي يتم تركيبه فوق الدعامة ويقابل التاج في الأسنان الطبيعية. رابعا: الدعم الفني واللوجستي وتوافر مكونات الزرعة عالميا بحيث يتمكن المريض من متابعة الزرعات الموجودة في فمه في أي دولة في العالم وعند أي طبيب زراعة أسنان في حال إذا تعرضت هذه الزرعات لأي خلل. ومن المهم أن نعلم أن غرسات الأسنان تصلح لأغلب المرضى بما في ذلك مرضى السكري ما دام المريض محافظا على ضبط نسبة السكري في الدم. وتستثنى بعض الحالات التي لا ننصح معها بزراعة الأسنان وهي: حالات مرضى السكري غير المنتظمة Uncontrolled Diabetic Cases. حالات هشاشة ولين العظام. بعض حالات المدخنين الشرهين إذ يؤثر النيكوتين على التئام العظم مع الزرعة. مرضى السرطانات وضعف المناعة. المرضى الذين يشربون المشروبات الكحولية والخمور. ولعل أهم ميزة لزراعة الأسنان هي تعويض السن المفقود دون الحاجة إلى برد أو حك الأسنان المجاورة، وليس كما هو الحال في الجسور والتركيبات الثابتة. لكن لابد أيضا من الإشارة إلى بعض عيوب زراعة الأسنان، إذ يقلق بعض المرضى من أي خطوات جراحية، ما يجعلهم يتخوفون من زراعة الأسنان رغم سهولة العملية وبساطتها.. كذلك قد يكون ارتفاع الكلفة المادية سلبية أخرى من سلبيات الزراعة. كما أن الوقت المطلوب للزراعة يشكل أحيانا عامل إزعاج للمريض، إذ يتم غرس الدعامة داخل عظام الفك ثم ينتظر المريض فترة تتراوح بين من 3 إلى 5 شهور حتى يحدث التئام كامل للعظم مع الزرعة.. ثم يتم تركيب الجزء العلوي ثم عمل تلبيسة عليه من الزيركون أو البورسلين التي قد تستغرق أسبوعين تقريبا.. ويستطيع طبيب الأسنان وضع غرسة أو أكثر في مرة واحدة حسب حالة المريض ووضعية عظام الفك. لكن رغم هذه السلبيات، إلا أن زراعة الأسنان تظل هي الطريقة الأفضل لتعويض الأسنان المفقودة. د.أحمد والي أخصائي زراعة وتجميل الأسنان عضو الجمعية الألمانية لزراعة الأسنان

مشاركة :