التطوّع في الإمارات.. قيمة أصيلة ونهج متجدّد

  • 7/23/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

التطوّع قيمة أصيلة في المجتمع الإماراتي، ومن أوضح صوره «الفزعة» التي تُجسِّد قيم التلاحم والتعاضد التي جُبل عليها أبناء الإمارات منذ القِدم. وقد حرصت الدولة على تنظيم هذه القيمة المجتمعية النبيلة، فوفّرت كلّ أشكال الدعم والتأييد للعمل التطوعي، ووضعت التشريعات التي تؤطِّره، وأنشأت آليات وطنية ومحلية تنظِّم التطوّع وتشجِّع عليه، وحرصت على التوعية به في مختلف الأوساط المجتمعية، من أجل جعله قيمة وسلوكًا حيًّا لدى كل شخص يعيش على أرض هذا الوطن. وقد حرصت قيادتنا الرشيدة على جعل التطوُّع ثقافة مجتمعية راسخة تعزّز التلاحم المجتمعي والتآخي الإنساني، وركيزةً مهمةً في تعزيز التنمية المستدامة، حتى أصبح التطوُّع نشاطًا أساسيًّا في دولة الإمارات، يعكس مدى النضج الاجتماعي والثقافي لدى جميع فئات المجتمع. وتزخر الإمارات بالعديد من المؤسسات التي تنظِّم العمل التطوُّعي وتشجِّع عليه، وفي مقدّمتها «المنصة الوطنية للتطوع»، وهي أول وأكبر منصة من نوعها في الدولة، تؤدّي دور الوسيط بين الراغبين في التطوع، والفرص التطوعيّة المعروضة من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وجمعيات النفع العام. كما استحدثت الدولةُ «البرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث»، الذي يوفِّر أعدادًا من المتطوعين المدرَّبين لدعم جهود الاستجابة الوطنية في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث؛ ومبادرة «كلّنا شرطة»، التي تعزّز انخراط أفراد المجتمع في جهود الأمن والسلامة والإسعاف والأزمات، فضلًا عن «الهلال الأحمر الإماراتي»، الذي يجمع بين العمل الإنساني والعمل التطوُّعي العابر للحدود الوطنية. وشكّل «إكسبو 2020 دبي» محطة تاريخية في مسيرة العمل التطوعي في الدولة، حيث شارك فيه أكثر من 30 ألف متطوع ومتطوعة، جسّدوا أحسن تجسيدٍ واقعَ المجتمع الإماراتي المحب للتعاون والمقبل على الخير، مقدّمين دولتَهم للعالَم أجمع في أبهى صورة من التآزر والمسؤولية الاجتماعية والتفاني وحسن الضيافة. كما قدّم المتطوّعون صورةً بديعةً أخرى من التفاني والتضحية خلال جائحة «كوفيد-19»، فكانوا جزءًا فاعلًا في خط الدفاع الأول، والسند القوي للمنظومة الطبية في الدولة، وعاملًا مهمًّا في النجاح الكبير الذي حقّقته الإمارات في إدارة هذه الجائحة العالمية. كما أتاح حسُّ المسؤولية والالتزام اللذين تحلَّى بهما آلاف المتطوعين الذين شاركوا في التجارب السريرية لتطوير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، أن تكون الإمارات ضمن لفيف معدود من الدول التي قادت الجهودَ العالميةَ للتطعيم ضدَّ هذا الفيروس. وهكذا أصبح التطوع ثقافة متجذرة في روح المجتمع الإماراتي، تنسجم مع قيمه الدينية وتقاليده العريقة، وهو نهج ينمو باستمرار، يتسابق فيه أهل الإمارات من مواطنين ومقيمين، لرد الجميل لهذا الوطن ولقيادته الرشيدة التي لا تدّخر جهدًا في تحقيق رفاهية وسعادة كلِّ مَن يعيش على أرض الإمارات. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

مشاركة :