ألقت الشرطة الفيدرالية في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية القبض على 80 «هكر» نيجيري، قاموا بأكبر عمليات احتيال مالية عبر الإنترنت، امتدت إلى دول الشرق والغرب وأي مكان يستطيعون التغرير بضحاياهم، وحصلوا على ملايين الدولارات عبر الاحتيال وخرق حسابات الضحايا وغسيل الأموال، واستخدمت جميع الوسائل الممكنة سواء الاقناع أو العاطفة للتأثير فيهم وكسب ثقتهم ومن ثم التغرير بهم، وأفادت FBI الأمريكية بأن هؤلاء الهكر أو العصابة ، اتبعت 4 خطوات لتنفذ ذلك، وهي: المرحلة الأولى: تحديد الهدف المراد الاحتيال عليه، سواء كان فردًا أم شركة صغيرة أم كبيرة. المرحلة الثانية: التواصل مع الهدف بغرض استمالته أو إقناعه بالتعامل معهم، وبالرواية التي يريدونك تصديقها، سواء استثمار أو وجود أموال محتجزة في بنوك دولية أو ميراث ليس له صاحب أو الفوز بجائزة أو الاستثمار المالي أو العقاري.. إلخ، وإنك الشخص المناسب للاستفادة من ذلك، وهذه الاستمالة تتم عبر التواصل بالإيميلات أو الاتصال الشخصي، لحين كسب ثقتك واستمالتك لهم. المرحلة الثالثة: تعديل البيانات للضحايا والتحكم بها بعد ذلك حسب ما يحقق أهدافهم للاستيلاء على أموالك. المرحلة الرابعة: التحويل عن بعد والاستيلاء على أموالك، بعد أن وقعت ضحيتهم وكسبوا ثقتك. وقصة القبض عليهم ومعرفة أساليبهم، تستدعي الكثير من القصص التي نسمع بها أو عايشناها، لمن يحولون الورق إلى دولارات أو التراب إلى ذهب، والتي كانت نهايتها مأسوية إذا ارتبطت خسارة المال بخسارة النفس وقتل الضحية، وككثير من المظاهر في الحياة وجد «الاحتيال» منذ التاريخ ، والإنسان يسعى إلى كسب المال والثراء، سواء كانت ببذل الجهد والتعب والتجارة وخوض مغامراتها، أو البحث عن طريق الثراء السريع المريح من دون جهد، بدءًا من قطاع الطرق قديمًا والإغارة على العزل وسلب أموالهم وممتلكاتهم، مستخدمين القوة و»البلطجة»، والذين تطوروا، واستفادوا من التطور التكنولوجي وتحولوا إلى «قاطعي طريق مستخدمين النت»، ولم ييأسوا من استمالة واستقطاب أهدافهم، ولاسيما أنهم يخاطبون الملايين، فمهما كانت نسبة من يقع في شباكهم، يحققون ثراء ومبالغ ضخمة، ومن هذه القضايا التي حدثت في عام 1442هـ بالمملكة، القبض على شبكة من 24 شخصًا من الجنسية الباكستانية، قاموا بجرائم احتيال مالية تجاوزت 35 مليون ريال، بنمط إجرامي واحد، يتمثل في إرسال رسائل نصية، توهم المتلقين بالفوز أو طلب تحديث بيانات، مع التشديد على أن «قطاعي الطرق الجدد» يطورون أدواتهم وأساليبهم ويستخدمون المنصات، لاستقطاب ضحاياهم، طبعًا جميع قصص الاحتيال المالي والنصب والخداع، قائمة على مبدأ رئيس كسب الثقة وتطميع الضحية بالثراء السريع والسهل، ومن الأمثلة على أخذ العبرة من منصات التواصل، هي إلقاء القبض عام 2020م على رامون عباس النيجيري الشهير بـ «هاشبوبي»، ولديه ملايين المتابعين، كرجل أعمال ثري، يعيش حياة باذخة ويتنقل بأغلى السيارات والطائرات الخاصة، ليتبين أنه يقود عصابة مكونة من 10 أفراد، قامت بالاستيلاء على أموال الغير وغسيل الأموال من خلال اختراق حسابات أفراد أو شركات، واستطاعوا أن يقوموا بالنصب على الملايين والحصول على مليارات الريالات، حيث وجد بحوزتهم على عناوين نحو مليوني ضحية، فقاطع الطريق الجديد «هاشبوبي»، لم يظهر كالمحتال رث الثياب والفقير ومدعي الزهد، بل استغل التغرير بضحاياه واستمالتهم، بالخداع بعيش حياة الثراء الفاحش وتكوين معجبين، ونشره الصور التي تعزز ذلك، وتخدع الضحايا، وهذا يوجب رفع الاستعداد والتحوط لنا كأفراد من عدم إفشاء أرقامنا السرية وبياناتنا، ونتذكر مقولة «القانون لا يحمي المغفلين»، مع وجود من ينشرون عمليات القبض على المحتالين وأساليبه، لرفع الوعي وتجنب الوقوع في حبال المحتالين، ومن هؤلاء، د. حزام بن سعود السبيعي في تويتر، علمًا بأن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أطلقت خلال عام 2021م، ثلاث حملات أمنية للحد من عمليات الاحتيال والانتحال بالتنسيق مع الأمن العام، وتم توجيه مقدمي الخدمة بإرسال رسائل توعوية للتحذير من الرسائل الاحتيالية واستقبال البلاغات من المستخدمين على الرقم 330330 ومعالجتها وفق نظام الاتصالات، وتفعيل نظام الترشيح الذكي، وذلك لحجب الرسائل الاحتيالية، وبلغ عدد المكالمات الانتحالية المحجوبة 42.7 مليون مكالمة، وبلغ عدد الأرقام المعلقة 252.2 وعدد الرسائل الاحتيالية المحجوبة أكثر من 42.5 مليونًا، وعدد الرسائل التوعوية 466 مليونًا، وأكثر من 8.7 ملايين البلاغات المستقبلة. خاتمة: يقال «من عاش بالمكر، مات بالفقر، ومن عاش بحسن نية، أنقذه الله من كل بلية».
مشاركة :