يعاني الكثير من الأشخاص من المشاكل الهضمية منها العابرة أو المرضية، فيما تسهم اليوغا حسب الخبراء في تهدئة وتخفيف أعراض اضطراب الهضم. تقول معلمة اليوغا في حركة الحياة الحديثة غابرييلا إسبينوزا: “تُعرف أمعاؤنا باسم دماغنا الثاني بسبب شبكة اتصال من الأعصاب التي تشكل محور الأمعاء والدماغ، العصب المبهم هو أطول وأقوى عصب ينشأ في جذع الدماغ ويتصل بأعضاء مثل الجهاز الهضمي، مما يؤثر على عملية الهضم”. وتضيف إسبينوزا: “تُظهر الأبحاث أن تحفيز العصب المبهم باستخدام اليوغا هو وسيلة فعالة لتحفيز محور الأمعاء والدماغ، حيث يؤدي هذا إلى تشغيل وضع الراحة والهضم السمبتاوي في نظامنا العصبي، إنه يلعب دورا رئيسيا في الحد من التوتر والقلق، وهما المحركان الرئيسيان لمشاكل الجهاز الهضمي مثل الالتهاب، والإمساك، والانتفاخ، والإسهال، والقولون العصبي”. يمكن أن يكون الهضم في بعض الأحيان مزعجا ومرهقا للغاية، لكن إيجاد طرق لتحسين صحة الأمعاء يمكن أن يساعد، بما في ذلك إضافة اليوغا إلى روتينك اليومي. اليوجا تساعد على تحسين وظائف الجهاز الهضمي فتقلل من مشاكله وتنقيه من السموم وتحد من الغازات وفقا للمسح الوطني للرعاية الطبية المتنقلة، يعاني من 60 إلى 70 مليون شخص من درجة ما من اضطراب الجهاز الهضمي، ولكن في حين أن هناك العديد من العوامل المساهمة (مثل النظام الغذائي والنوم المضطرب)، تعتقد إيف كالينيك، أخصائية التغذية المسجلة وأخصائية صحة الأمعاء، أن الإجهاد يلعب دورا حيويا. تقول كالينيك: “نحن نعلم الآن أن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول يمكن أن تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الأمعاء، ويمكن أن يؤدي هذا الإجهاد إلى إتلاف حاجز القناة الهضمية والتوازن بين الحشرات الجيدة والسيئة وإضعافها، لذلك بدأنا نشعر بالمزيد من الالتهابات الجهازية في الجسم”. وتضيف أيضا أنه في الكثير من الأحيان نميل إلى إلقاء اللوم على الطعام باعتباره سببا للانتفاخ، لكن التوتر يمكن أن يكون له نفس التأثير. وتتابع: “أسميها نفخة العقل، إن إفراز هرمونات التوتر يمكن أن يضعف تكسير الطعام ويغير حركية الأمعاء، مما يؤثر على كيفية ووقت التبرز، تعد إدارة ضغوطنا النفسية جزءا أساسيا من المساعدة في إدارة الانتفاخ والهضم”. وجدت دراسة نشرت في “بان ريسارتش أند منجمنت” أن المراهقين الذين يعانون من القولون العصبي والذين مارسوا اليوغا أبلغوا عن أعراض معدية معوية أقل بكثير من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، وساعدتهم الممارسة المنتظمة على إدارة أعراض القولون العصبي. ووجدت دراسة أخرى نشرتها المجلة الأوروبية للطب التكاملي انخفاضا كبيرا في أعراض مرضى القولون العصبي واقترحت أن تكون وحدة اليوغا العلاجية لمدة 12 أسبوعا علاجا فعالا أو خيارا تكامليا لمرضى القولون العصبي. تعتقد كالينيك أيضا أن اليوغا يمكن أن تكون أداة مفيدة بشكل لا يصدق لدعم صحة القناة الهضمية. الأمعاء والدماغ هما المحركان الرئيسيان لمشاكل الجهاز الهضمي العابرة أو المرضية مثل الالتهاب والإمساك، والانتفاخ والإسهال والقولون العصبي الأمعاء والدماغ هما المحركان الرئيسيان لمشاكل الجهاز الهضمي العابرة أو المرضية مثل الالتهاب والإمساك، والانتفاخ والإسهال والقولون العصبي وتقول كالينيك إن “اليوغا قد تساعد في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي مثل الغازات والانتفاخ، وهناك وضعيات محددة، مثل المواقف الملتوية، التي تحفز أعضاء الجهاز الهضمي بلطف، وتسمح بحركة الأمعاء بشكل أفضل. تعمل هذه الأوضاع أيضا على تعزيز حرقة الجهاز الهضمي لتسهيل عملية الهضم وإطلاق السموم وتحسين تدفق الدم المؤكسج”. وتضيف كالينيك أن الميزة الأخرى لليوغا في عملية الهضم هي استخدام التنفس البطني من خلال الحجاب الحاجز ما يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على تقليل مستويات التوتر من خلال تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي، وهو جزء أساسي من دعم صحة الأمعاء. وتوضح أن الجانب التأملي لليوغا يقلل من مستويات التوتر مما يؤثر بشكل إيجابي على اتصال القناة الهضمية بالدماغ، ويقلل من الكورتيزول، ويزيد من صحة الأمعاء بشكل عام. وتبحث الكثير من السيدات دائمًا عن طرق لتعزيز صحة الجهاز الهضمي لتحسين صحة الأمعاء، لكن معظمهن لا يعرفن أن ممارسة اليوغا لا تخفف التوتر والقلق فحسب، بل يمكن لليوغا تخفيف أعراض الجهاز الهضمي مثل الغازات والانتفاخ والتشنج. ويمكن أن يؤدي أداء أوضاع معينة إلى تأثير إزالة السموم من الجسم. حيث تساعد العديد من الأسانات (الوضعيات الجسدية)، في نقل فضلات القولون من الأمعاء الغليظة والقولون. وتركز وضعية القارب على عضلات البطن وتقوية الأمعاء والمساعدة في الهضم. كما أنها تزيد من إفراز الإنزيمات الهاضمة. وعند القيام بهذه الوضعية فإنها ترفع الحجاب الحاجز، مما يخفف من ضغط المعدة والكبد. أما وضع الانحناء إلى الأمام فيحفز الكبد والكلى بينما يساعد في الهضم. وعندما يتحرك الجسم إلى الأمام في هذا الوضع، يتم الضغط على أعضاء الجهاز الهضمي والحوض. وبسبب هذا الضغط، فإن الشخص يشفي الأعضاء من الداخل، ويفضل أداء هذا الوضع قبل النوم لمساعدة جسمه على الاسترخاء والحصول على نوم جيد ليلاً. اليوغا مفيدة للعقل والجسم اليوغا مفيدة للعقل والجسم وفيما يتعلق بوضع تخفيف الرياح فإنه كما يوحي الاسم، فإن وضع تخفيف الرياح يزيل الغازات ويخفف من أمراض المعدة. وتؤدي هذه الوضعية إلى إرخاء الجسم والأمعاء، مما يساعد على إخراج الغازات. كما يزيد وضع الجمل من الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الجهاز الهضمي. ويحفز الجهاز الهضمي عن طريق إطالة الجذع، مما يوقظ عملية الهضم. ويساعد هذا أيضًا في تخفيف أعراض الحرقة. وبخصوص وضع جلوس نصف التفاف العمود الفقري، فمن خلال إحداث تأثير عاصبة، فإن الالتواء نصف الشوكي يفرز السموم بكفاءة في الجهاز الهضمي، لذا فهو يحفز باستمرار إزالة السموم من القناة الهضمية. أما وضعية الطاووس فهي تمكن المتدرب من تناول أي شيء يريده والحصول على هضم مثالي إذا مارسها باستمرار. وتضغط هذه الوضعية على أعضاء الجهاز الهضمي من خلال موازنة وزن الجذع على الذراعين، مما يؤدي إلى قطع إمداد الدم إلى أعضاء الجهاز الهضمي للحظة. بعد ذلك، عندما ينتهي المتدرب من الوضعية، سيتدفق الكثير من الدم الغني بالأكسجين إلى أعضاء الجهاز الهضمي ويحسن وظائفها. وسيساعد الضغط أيضًا على تحريك أي شيء قد يكون عالقًا في الجهاز الهضمي. وليست اليوغا مجرد رياضة، بل إنها نظام ساحر لراحة الروح والجسد والعقل، ولها فوائد صحية بالغة الأهمية للتمتع بحياة صحية ونفسية أفضل، ويعد الجهاز الهضمى من أهم الأجهزة فى جسم الإنسان، وتعتمد عملية التمثيل الغذائى بشكل كبير على هذا الجهاز، وإذا توقف عن العمل فإنه قد يسبب العديد من المشاكل، وتمارين اليوغا يمكنها أن تكون مفيدة جدا، للحفاظ على صحة الجهاز الهضمى وبقائه فى حالة ممتازة.
مشاركة :