مع دخولها الشهر السادس، ماذا لو خرجت حرب أوكرانيا عن السيطرة؟. تساؤل طرحته جريدة فورين أفيرز في ظل التصعيد المتنامي بين روسيا والغرب رغم حرص الجانبين على عدم تجاوز الخطوط الحمراء حتى الآن. فروسيا قبلت تسليم الغرب للأسلحة الثقيلة والدعم الاستخباراتي لأوكرانيا، ، ودول الغرب قبلت الحرب التقليدية الروسية داخل حدود أوكرانيا في ظل عدم استخدام أسلحة الدمار الشامل. وبالتالي استمرت هذه القواعد غير المرئية في العمل كدليل على أن لا الرئيس الأمريكي جو بايدن ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريدان حربا أوسع. فبايدن يريد أن تفوز أوكرانيا بشروطها وعلى أراضيها، دون أن تقصف الداخل الروسي، وبوتين رغم تهديداته بحرب أوسع في أزمة كالينينغراد لكنه يدرك عدم قدرته على تحمل حرب أوسع. لكن فورن أفيرز ترى إمكانية خروج الصراع عن نطاق السيطرة حتى لو لم يتخذ أي من الطرفين قرارًا متعمدًا بالتصعيد. ويهدد القواعد غير المرئية التي وضعتها الولايات المتحدة وروسيا احتمالات للتصعيد غير المتعمد منها وقوع أي حادث عرضي عابر، ويمكن أن يكون حادث واحد ذريعة لدوامة تصعيدية. فالقواعد غير المرئية للحرب واضحة لبوتين ولكنها أقل وضوحًا لضباطه الذين قد يدفعهم الوضع الميداني إلى توجيه ضربة عسكرية خارج أوكرانيا لوقف مرور الأسلحة مثلا ما قد يعتبره الغرب هجوما على دولة عضو في الناتو. وكذلك قد يدفع ضرب أهداف عسكرية في روسيا من قبل الجيش الأوكراني فيصيب هدفا مدنيا أن يستخدم الكرملين ذلك كذريعة لاعتبار الناتو السبب من خلال دعم كييف، فيكون الرد الذي قد يؤدي لدخول الناتو للحرب. ومن أجل سياسة جيدة طويلة الأمد فلا بد من إدراك أن الحرب من المحتمل أن تتحول لحرب عالمية تؤدي لقلب النظام الدولي الذي يقترب من الفوضى ما يفرض وجود تعلم الساسة كيفية التغلب على غياب النظام. خروج الصراع عن السيطرة بداية، قال ديميتري بابيتش، الخبير الاستراتيجي، إن لا أحد يعلم ما الذي سيجري في الأيام القادمة بشأن الحرب في أوكرانيا، لكني لا أتوقع خروج الصراع عن السيطرة. وأضاف بابيتش خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن أوكرانيا حاولت شن هجوم على جسير في خيرسون، وهو ما أثر بشكل كبير على حياة المدنيين، وهناك مآسي نتجت عن هذه الحرب. وأوضح بابيتش أن الحرب في أوكرانيا يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن عبر تسوية ما. مزيد من التصعيد ومن واشنطن، قالت آنا بورشفسكايا، كبيرة الباحثين في معهد واشنطن وخبيرة الشئون الروسية، إن الحرب في أوكرانيا ستستمر، وسنرى المزيد من التصعيد خلال الشهر المقبل. وأكدت بورشفسكايا أن روسيا لديها نية في استكمال العملية العسكرية التي بدأتها في الـ “24” من فبراير الماضي، بينما يعتقد الجيش الأوكراني أنه سيفوز ميدانيا في نهاية المطاف. وتابعت قائلة:” في الحروب لا توجد ضمانات لاي شيء، ولكن الصراع لا زال تحت السيطرة”. الرد الغربي ومن لندن، قال نيكولاس ويليامز، المسئول السابق بوزارة الدفاع البريطانية، إن هناك احتمالات لخطر التصعيد في أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة. وأكد ويليامز أن لا أحد يعرف ما يدور في رأس بوتين، وما هي أهدافه منالحرب في أوكرانيا. وأشار ويليامز إلى أن التحركات المقبلة ستكون ضد مدن كبرى مثل أوديسا، علما بأنها ستسبب مشاكل إنسانية كبرى، وسيجبر الغرب على الرد. وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، في 24 فبراير الماضي بعد إعلان الأخيرة نيتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” وهو ما تراه موسكو يمثل خطرًا على أمنها القومي بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للغرب قرب حدودها. وفور الغزو الروسي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية وعنيفة على روسيا في محاولة لعزلها عن العالم.
مشاركة :