في خطوة قد تمثل تعقيداً إضافياً للمشهد السياسي المتأزم، دشن الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين السودانيين وتكتلات سياسية أخرى تحالفاً سياسيا جديدا لـ«التغيير الجذري» في السودان. وقال محمد مختار الخطيب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي في مؤتمر صحفي أمس، إن «التحالف سيضم كل القوى السياسية والنقابية ولجان المقاومة المؤمنة بالتغيير الجذري والرافضة لأفكار التسوية مع العسكريين». وأضاف الخطيب: «أوضاع السودان تدهورت على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يستدعي توحيد قوى الثورة لاستلام السلطة وتنفيذ مشروع تغيير جذري»، مشيراً إلى فشل مشروع الشراكة بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري. وقال الخطيب إن «قوى الحرية والتغيير لا تزال مؤمنة بالتسوية مع العسكر، وتسير عكس تطلعات الشارع الثوري»، مستبعداً مشاركة «الجبهة الثورية» التي تضم حركات مسلحة وقعت اتفاق سلام مع الحكومة. وقال خبراء سودانيون لـ«الاتحاد» إن الإعلان عن التحالف الجديد الذي كان موجوداً على الأرض منذ فترة، يزيد من تعقيد الأزمة في السودان، التي تجعله الآن على «شفا هاوية». مشيرةً إلى أن «بطء التوصل إلى الحلول والتطرف في تمترس الأطراف خلف مواقفها أدى إلى تطرف مضاد، وأنه لا سبيل سوى عملية سياسية جادة تستجيب للحد المعقول من مطالب الشعب، وتمنع انزلاق البلاد إلى المجهول».
مشاركة :