أعلنت الوزيرة الفرنسية للتحول في مجال الطاقة أنييس بانييه روناشيه، الأحد، عن قرارات جديدة لإجبار المتاجر المكيفة على إغلاق أبوابها، ولتقليل الإعلانات المضيئة، بهدف توفير الطاقة، بسبب الأزمة التي تعيشها أوروبا بعد تقليص إمدادات الغاز الروسي. حيث قالت الوزيرة «في الأيام القليلة المقبلة سأصدر مرسومين: الأول يعمم الحظر المفروض على الإعلانات المضيئة بين الواحدة والسادسة صباحاً، باستثناء المطارات ومحطات القطارات، والثاني يحظر على المحلات ترك الأبواب مفتوحة بينما تعمل المكيفات أو أجهزة التدفئة». أوضحت أن ترك الأبواب مفتوحة يعني استهلاك أكبر بنسبة 20% وهذا غير معقول. وأصدرت مدن مثل ليون وبيزانسون وباريس مراسيم بلدية، منذ منتصف يوليو 2022، لإغلاق أبواب المتاجر المكيفة تحت طائلة الغرامة، بينما شهدت فرنسا موجة حر استثنائية. تخطط الحكومة لتعميم هذا السلوك على الدولة بأكملها، مع غرامة تصل إلى 750 يورو، لكنها ستركز في البداية على التجار. أما بالنسبة للإعلانات المضيئة فإن التنظيم الموجود حالياً يميز بين التجمعات السكانية التي يزيد عدد سكانها عن 800 ألف نسمة، وتلك التي تضم عدداً أقل، فالإعلانات المضيئة محظورة بين الساعة الواحدة والسادسة صباحاً في فرنسا، في التجمعات التي يقل عدد سكانها عن 800 ألف نسمة، أما في المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر فيتم الاعتماد على القواعد المحلية لتنظيم الإعلانات إذا وجدت. ويفرض القانون الحالي أيضاً إطفاء واجهات المتاجر ولافتاتها من الساعة الواحدة صباحاً. وتلوح في الأفق أسئلة حول إمدادات الغاز في أوروبا، حيث تحاول البلدان ملء مرافق التخزين قبل الشتاء. قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية «ستكون الشهور المقبلة حرجة للغاية، إذا قررت روسيا قطع إمدادات الغاز تماماً قبل أن تتمكن أوروبا من رفع مستويات تخزينها إلى 90% سيكون الوضع أكثر خطورة». تُعاني ألمانيا بشكل خاص مما قد يحدث أو لا يحدث، بناءً على قرارات الرئيس الروسي وشركة الطاقة الروسية العملاقة Gazprom بخصوص قطع الإمدادات، الخطوة التي قد تضر موسكو، لكنها ستخنق عدداً من الاقتصاديات الكبرى في أوروبا. بعيداً عن الحرب يدفع القادة الأوروبيون نحو مستقبل طاقة لا يعتمد على روسيا، لكنهم قد يواجهون عجزاً كبيراً على المدى القريب، أدت احتمالية قطع إمدادات الطاقة الروسية إلى خطوات إشكالية لبعض القادة في أوروبا. على سبيل المثال اتخذ روبرت هابك، أحد أبرز السياسيين المناصرين للطاقة الخضراء في أوروبا، تدابير تتعارض بشكل مباشر مع التزامات الحد من الانبعاثات التي تعهدت بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولم يكن الوحيد الذي فكر في هذا التوجه. تقول محللة العلاقات الدولية كونستانز ستيلزينمولر «خيارات أوروبا محدودة وغير مثالية، وغير سعيدة، يعيد روبرت هابك محطات الفحم القذرة للعمل مرة أخرى، ويطلب من الأشخاص تقليل مرات استحمامهم، وبدأ تخفيف القيود البيئية لبناء محطات ثابتة للغاز الطبيعي المسال؛ وحتى إنشائها يستأجر محطات عائمة متنقلة، وبدأ يتقرب لزعماء الخليج المستبدين بحثاً عن إمدادات بديلة للغاز الطبيعي».
مشاركة :