على مدار يومين متتالين، عاش جمهور الموسيقى السعودي والعربي على وقع أول مهرجان في الشرق الأوسط مخصص لـ”موسيقى الجاز العربي” في الظهران إكسبو بمدينة الدمام السعودية. وجاء هذا المهرجان انطلاقا من إيمان السلطات السعودية التي تسعى نحو الانفتاح، بأن الموسيقى لغة عالمية، عبرت بها الشعوب عن مشاعرها وتاريخها، ووطنيتها وعراقة أراضيها; فتبوأت بألحانها مكانة عالمية رفيعة ساعدتها على بناء جسور تواصل مع ثقافات العالم المختلفة، وأن مثل هذه المهرجانات الموسيقية تعكس التنوع الثقافي وتمكن من الاستفادة من المواهب والخبرات المحلية والأجنبية لاستدامة هذا القطاع. وجمع المهرجان الذي تنظمه هيئة الموسيقى السعودية احتفاءً بدور آلة العود في موسيقى الجاز، ثمانية فنانين وفرقا عربية تمثل مجموعة من فناني الجاز والملحنين من الوطن العربي وأوروبا. وشاركت في العروض مجموعة من كبار الموسيقيين والمطربين وعازفي الآلات من الوطن العربي والعالم؛ فقدموا معزوفات غنائية مميزة، وتشكيلات فريدة وجديدة لموسيقى الجاز، إلى جانب أجمل الألحان والموسيقى التراثية في المملكة التي قدمتها الفرقة الوطنية السعودية للموسيقى في المهرجان. المهرجان جمع ثمانية فنانين وفرقا عربية تمثل مجموعة من فناني الجاز والملحنين من الوطن العربي وأوروبا وشهدت فعاليات المهرجان مشاركة فرقة “موزيك” التي قدمت مجموعة من المقطوعات الموسيقية من الفلكلور العربي ممزوجة بأسلوب عزف الجاز، ومنها: “فوق إلنا خل”، و”بنت الشلبية”، إضافة إلى مقطوعات من تأليف الفرقة وهي: “كيف فكرت”، و”أسامة”، و”ريم”. كما شاركت الفرقة البحرينية “مجاز” بمجموعة من المقطوعات الموسيقية المقتبسة من ثقافات عالمية مختلفة بعد إضافة روح العزف والهوية الشرقية عليها. وتفاعل الجمهور مع عازف العود المصري محمد أبوزكري الذي صنّف كأفضل عازف عود في العالم العربي عام 2009، إضافة إلى تصنيفه أصغر مدرب عود عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. وشارك في المهرجان الفنان اللبناني ربيع أبوخليل الذي يعد من أشهر مجددي موسيقى الجاز، إضافة إلى اشتهاره بشرح معزوفاته بأسلوب طريف جاذب للجمهور، ليقدم بعدها المقطوعة بشكل مبهر ليأخذه إلى أعماق عالمه الموسيقي. كما شاركت أيضا فرقة موسيقيين عبر الحدود، وهي فرقة عملاقة رائدة تضم كبار الموسيقيين وكبار المطربين وعازفي موسيقى الجاز والبوب والروك من جميع أنحاء الوطن العربي وأوروبا، يديرها عزيز مرقه الفنان الأردني في أوركسترا الجاز لأشهر الألحان العربية، والفرقة السعودية الشهيرة «الفارابي»، وكذلك الفرقة الوطنية السعودية للموسيقى. وتهدف هيئة الموسيقى من تنظيم مهرجان “موسيقى الجاز العربي” إلى الاحتفاء بموسيقى الجاز، ودور العود وأهميته في هذه الموسيقى، إلى جانب تعزيز المواهب والمشاركات الوطنية والعربية في مثل هذه الفعاليات، بالإضافة إلى تنظيم المهرجانات الموسيقية الإبداعية. وكانت هيئة الموسيقى في السعودية، قد أعلنت في مايو الماضي عن إطلاق نشاط في المدارس لتعليم الطلاب الموسيقى، بالتعاون مع وزارة التعليم. Thumbnail وترتكز خطة الهيئة لتطبيق برنامج الثقافة الموسيقية في المدارس على محور أساسي وهو إطلاق نشاط “لاصفي” بمسمى “الثقافة الموسيقية” بالتعاون مع وزارة التعليم، والذي يقدم محتوى إثرائيا على منصة “مدرستي”. كما تشهد المملكة منذ سنوات حركة انفتاح فني كبرى، من أجل تغيير الملامح المحافظة للبلد وتنويع ركائز اقتصاده، بعد مضي سنوات قليلة على رفع الحظر عن الموسيقى والرقص. وكنتيجة لذلك ظهرت مهرجانات الأولى من نوعها في البلد، منها ما هو مخصص للموسيقى الإلكترونية والغربية وموسيقى الراب والبوب، وشهدت كل هذه المهرجانات إقبالا واسعا حيث سجلت حضور مئات الآلاف. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الموسيقى تأسست في عام 2020 وتعمل على إنشاء البنية التحتية للثقافة الموسيقية في المملكة التي ستساهم في تمكين الجميع من الحصول على فرصة تعلم الموسيقى بما فيهم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وتقول الهيئة إنها ستعمل أيضاً على اكتشاف وتنمية وتمكين المواهب الموسيقية كما ستسعى إلى نشر الوعي بثقافة الموسيقى في المجتمع وتأسيس قطاع يساهم في الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل لكلا الجنسين وإنتاج وحوكمة العروض الحية الثقافية والتسجيلات الموسيقية ومراكز تعليم الموسيقى للهواة، وإحياء وتوثيق عروض الفلكلور والموسيقى السعودية لتنمية الحس الوطني والاجتماعي، وتطوير الهوية الثقافية الموسيقية للمملكة العربية السعودية ونشرها إقليمياً وعالمياً والتأكيد على مكانتها القيادية في العالم العربي والإسلامي لإدراج الوعي الثقافي الموسيقي ضمن متطلبات جودة الحياة. وتحمل الهيئة شعار “الموسيقى للجميع” لبناء قطاع موسيقي متميز في المملكة العربية السعودية.
مشاركة :