«الفيدرالي» أمام قرار صعب يوازن بين التضخم والانكماش .. هل ينجح «الهبوط الناعم»؟

  • 7/24/2022
  • 21:17
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يأمل الاحتياطي الفدرالي الأميركي أن يتمكن مرة جديدة من إبطاء التضخم بدون التسبب بانكماش اقتصادي مع ترقب إقراره زيادة كبيرة في معدلات الفائدة الرئيسية الأربعاء، غير أن الموازنة بين التوجهين ستكون عملية دقيقة. وقالت جولي سميث أستاذة الاقتصاد في جامعة لافاييت في إيتون بولاية بنسلفانيا الأميركية لوكالة فرانس برس "يريدون أن يحاولوا تحقيق ما يطلقون عليه تعبير الهبوط الناعم من خلال محاولة تفادي الانكماش". وأضافت "السؤال المطروح هو إن كان بإمكانهم تحقيق ذلك. إنه سؤال يصعب الرد عليه في المرحلة الراهنة". وتعقد اللجنة النقدية في البنك المركزي الأميركي اجتماعا الثلاثاء والأربعاء تقر خلاله زيادة جديدة في معدلات الفائدة التي تراوح حاليا بين 1.50 و 1.75 في المائة. لكن هذا الإبطاء المتعمد للنشاط الاقتصادي يجب إلا يكون شديدا إلى حد ينعكس سلبا على الاقتصاد وبصورة خاصة على سوق العمل. يبدو أن هناك إجماعا حول فرضية زيادة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة (75 نقطة أساسية)، تساوي الزيادة التي أقرتها اللجنة في اجتماعها الأخير في منتصف يونيو وكانت الأعلى منذ 1994. لكن سميث تعتقد أن الرلفع سيكون بمقدار 75 نقطة أساسية، لكنها أبقت احتمال المفاجاة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، واعتبرت أن المؤشرات الأخرى (...) تفيد بأن الزيادات السابقة في معدلات الفائدة بدأت على الأرجح تعطي مفعولها، أقلّه لإبطاء الطلب في سوق السكن". والواقع أن السوق العقارية سجلت تباطؤا شديدا بسبب أسعار الأملاك الباهظة ومعدلات الفائدة المتصاعدة، غير أن الموظفين ما زالوا يحظون بآلاف العروض على وظائف لا تجد من يشغلها، والاستهلاك يبقى مرتفعا رغم أن حجم المبيعات مرتفع بفعل نسبة التضخم. وأوضحت كاثي بوستيانيتش رئيسة قسم الاقتصاد في معهد أوكسفورد إيكونوميكس أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تدعم زيادة في معدلات الفائدة قدرها 75 نقطة أساسية، ولو أنه من الممكن بحث زيادة بمقدار مئة نقطة أساسية. وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أشارت اليوم إلى أن الاقتصاد الأميركي تباطأ لكن البيانات الاقتصادية لن تنذر بركود، وقالت "لا أقول إننا سنتجنّب ركودا بشكل نهائي، لكن أعتقد أن هناك طريقا للحفاظ على قوة سوق العمل وخفض التضخم". ستُنشر الخميس نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة للفصل الثاني ويُتوقع أن تكون أعلى بشكل طفيف، بعدما كانت سلبية في الفصل الأول -1.6 في المائة. ويعتبر الاقتصاد في ركود عندما يُسجل نمو سلبي في فصلين متتاليين. إلا أن يلين اعتبرت أن الركود "هو انكماش معمم للاقتصاد. وحتى لو كان الناتج الإجمالي المحلي في الفصل الثاني سلبيا، نحن لسنا في ركود حاليا". من جانبه، أوضح نائب الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي دونالد كون لوكالة فرانس برس، أن "ركودا طفيفا" مع معدل بطالة أعلى من المعدل الذي توقعه الاحتياطي الفدرالي للعام 2022 3.7 في المائة سيكون ضروريا لكسر دوامة التضخم. وأضاف "لكن انعدام اليقين هائل حاليًا". وفي مواجهة الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الغذائية والسكن والسيارات وغيرها في الولايات المتحدة، يعمد الاحتياطي الفدرالي منذ مارس إلى زيادة معدلات فائدته الرئيسية تدريجيا. ويهدف هذا الإجراء في ظل تضخم واصل تسارعه في يونيو ليصل إلى 9.1 في المائة بمعدل سنوي، إلى جعل القروض أعلى كلفة على الأسر والشركات على السواء، سعيا لإبطاء الاستهلاك وحلحلة الضغط تاليا على الأسعار. وفي الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، دفع التضخم البنك المركزي الأوروبي أيضا إلى زيادة معدلات الفائدة الخميس لأول مرة خلال أكثر من عشر سنوات، مقرا حتى زيادة أسرع مما كان متوقعا بلغت نصف نقطة، ما وضع حدا لحقبة النسب السلبية.

مشاركة :