«الجامعة» تدين التوغل التركي بالعراق وتدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية

  • 12/25/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، عن إدانته للحكومة التركية لتوغل قواتها العسكرية في الأراضي العراقية، باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديداً للأمن القومي العربي، وجدد المجلس إدانته للحكومة الإيرانية لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، باعتباره انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار. وطالب المجلس ــ في قرار أصدره في ختام اجتماعه غير العادي أمس ــ الحكومة التركية بسحب قواتها فوراً من الأراضي العراقية دون قيد أو شرط. وأكد المجلس مساندة الحكومة العراقية في الإجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة، التي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية، مطالباً الحكومة التركية بالالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلاً مهما كانت الذرائع. وطلب المجلس من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إبلاغ قرار المجلس بهذا الشأن رسمياً لرئيس مجلس الأمن، كما طلب من العضو العربي في مجلس الأمن متابعة الطلب المتضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحين تحقيق الانسحاب الناجز لهذه القوات. كما جدد مجلس جامعة الدول العربية إدانته للحكومة الإيرانية لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، باعتباره انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار، ويحمل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي. وطالب المجلس في بيانه إيران بالامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف، أو من خلال التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين، التي تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول العربية المستقلة ذات السيادة، ولا تساعد على بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشكل خرقاً للقوانين والأعراف الدولية ومبادئ الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية. ودعا المجلس إيران إلى ضرورة ترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية والحوار، وإزالة التوتر إلى خطوات عملية وملموسة قولاً وعملاً. وكان قرقاش، قد قال ـــ في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الطارئة ـــ إن هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب جمهورية العراق لمناقشة دخول قوة عسكرية تركية إلى عمق الأراضي العراقية وبتأييد من كل من الكويت والأردن وتونس وموريتانيا ومصر ولبنان، كما يناقش طلب دولة الإمارات بإدراج التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأضاف قرقاش أنه لا يخفى علينا الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقتنا العربية في هذه اللحظة التاريخية، ومدى ما يدور بدولنا من أخطار تهدد عوامل الاستقرار فيها والمتمثلة على وجه الخصوص في محاولات المساس بالسيادة الإقليمية التي كانت ولاتزال أهم ضمانات الأمن القومي العربي. وتابع أنه بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الإرهاب، متمسحاً بالدين الإسلامي الحنيف نشهد محاولات حثيثة لإثارة الفتن في مكونات المجتمعات العربية، بما يمس أمننا القومي في الداخل والخارج. وقال لعلنا كدول عربية ضمن هذه الأسرة الكريمة نحرص ألا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي المقابل فإننا نأبى تدخل الآخرين في شؤوننا تحت أي ذريعة كانت وفي أي صورة يأتي عليها هذا التدخل. وأضاف قرقاش ونحن إذ نؤكد ما سبق فذلك لأنه يساورنا قلق عميق من محاولات التدخل في شؤون الدول العربية من جانب بعض القوى الإقليمية، الأمر الذي يجعل من اجتماعنا اليوم لمناقشة التدخل التركي في العراق فرصة سانحة لنطرح على بساط البحث مظاهر التدخل الأخرى، سواء من جانب تركيا أو ايران. ولفت قرقاش إلى أن ما يزيد من قلقنا أن التدخل السافر من جانب تركيا وإيران قد ترك آثاره السيئة في الاستقرار بالعديد من الدول العربية، باعتباره انتهاكاً لسيادتها وسلامتها الإقليمية على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه. وقال قرقاش إنه لا ينبغي على هذه الدول الساعية إلى المساس بأمننا القومي أن تغتر ببعض مظاهر الضعف المؤقت الذي يشهده النظام العربي حالياً، ذلك أن سيادتنا وأمننا وسلامتنا الإقليمية تمثل خطاً أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة، ولنا في هذا الصدد ظهير قوى من نصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة اللذين يجعلان من احترام السيادة الإقليمية حجر الزاوية في العلاقات السليمة في ما بين الدول. وقدم أنور قرقاش تعازي دولة الإمارات قيادة وشعباً للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في وفاة نجله الذي وافته المنية إثر حادث سير وقع شرق موريتانيا. كما هنأ قرقاش الأمتين العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف، وهنأ الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والإنجيلية والأسقفية والمسيحيين جميعاً في داخل الدول العربية وخارجها بمناسبة عيد الميلاد المجيد. من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية أهمية أعمال الدورة الطارئة لمجلس الجامعة، من اجل مناقشة الطلب العراقي للنظر في توغل القوات التركية في عمق الأراضي العراقية. من جهته، استعرض وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بلاده لإقناع تركيا بسحب قواتها من العراق بأسلوب متحضر ودبلوماسي. وعبر وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن إدانة مصر لتوغل القوات العسكرية التركية في الأراضي العراقية، معتبراً أنه يمثل انتهاكاً واضحاً لسيادة العراق.

مشاركة :