المعلم الغامدي لـ”الميدان التعليمي”: تجربتي مع التميز أهديها للمعلمين والمعلمات

  • 11/13/2016
  • 15:49
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الميدان التعليمي ـ محمد الظاهري: جائزة التعليم للتميز هي الجائزة الأكبر على مستوى الوزارة والتي يطمح لنيلها الكثير من منسوبي التعليم في المملكة عبر فئاتها المختلفة (الطالب ـ المعلم ـ المرشج الطلابي ـ المدرسة ـ المشرف التربوي) ، ونظراً للدور الإعلامي الذي تؤديه صحيفة “الميدان التعليمي” لخدمة التعليم في بلادنا يسرنا اليوم أن نستضيف أحد المعلمين الفائزين بجائزة التميز في دورتها السابعة للعام الدراسي 1436 /1437هـ. حيث ضيفنا هو الأستاذ أحمد الغامدي من مدرسة الخيف الإبتدائية بمدينة جدة ، ومع هذا الحوار الشيق معه: أهلاً بك أستاذنا الفاضل.. هل تحدثنا عن نفسك في البداية؟ السلام عليكم ورحمة الله، اسمي أحمد بن خلف الغامدي من مواليد مدينة جدة عام 1402هـ متزوج ولدي ابنان ، أعمل معلماً للصفوف الأولية بمدرسة الخيف الإبتدائية بحي الصفا التابعة لمكتب تعليم الوسط بإدارة التعليم بمحافظة جدة. حدثنا عن مسيرتك التعليمية والعملية وأبرز ملامحها؟ بدأت مسيرتي التعليمية عام 1425هـ في محافظ العلا كمعلم للمرحلة الابتدائية والمتوسطة وبعد عامين جاءني النقل إلى محافظة ينبع ، استمريت فيها مدة عام دراسي ثم انتقلت بعدها إلى مدينة جدة تنقلت فيها بين أربع مدارس إلى أن استقر بي الحال بمدرسة الخيف الابتدائية. وخلال هذه المسيرة أوكلت إلي العديد من المهام منها: رائد لنشاط التوعية الإسلامية في أكثر من مدرسة ، والآن أنا منسق للتعلم النشط في مدرسة الخيف ، ومدرب معتمد من وزارة التعليم ، أقوم على تدريب المعلمين على بعض الحقائب الوزارية كالتعلم النشط والتخطيط للتدريس وغيرها. لكل شخص متميز ماضي جميل قاده بعد توفيق الله إلى هذا التميز ، حدثنا عنه؟ لعله بعد توفيق الله ثم رضا الوالدين مما جعلني أتميز في عملي هو شغفي به وحبي له ، حيث أن مهنة التربية والتعليم بالنسبة لي هي رسالة نبيلة وسامية ليست وظيفة فحسب ، وهي من مهام الأنبياء والمصلحين ، لذلك بحمد الله أذهب إلى مدرستي كل صباح وأنا في قمة الاستمتاع والسعادة مع احتساب الأجر من الله وإخلاص النية له ، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على تعاملي مع أبنائي الطلاب وزملائي المعلمين والإدارة في المدرسة. من الماضي الجميل الذي أذكر أنه في ثاني سنة لي في التعليم في محافظ العلا افتتحت فصل نموذجي ، لاقت الفكرة وقتها على استحسان الكادر الإداري في إدارة التعليم ، وحضر مدير تعليم البنين ومدير تعليم البنات وقتها وعدد من المشرفين لافتتاح هذا الفصل ، وأصدر بعدها مدير التعليم تعميم إلى جميع مدارس المحافظة باستنساخ التجربة وتطبيقها في المدارس. وفي عام 1435هـ شاركت في جائزة جدة للمعلم المتميز ، وحققت فيها المركز الأول على فئة الصفوف الأولية ، ثم شاركت بعدها في جائزة التعليم للتميز وحصلت على درجة التميز والمركز الثاني عشر على مستوى الوزارة في فئة المعلم. في نظرك ماهي المقومات والمعايير التي تجعل من المعلم معلماً متميزاً؟ لا شك أن إخلاص النية واحتساب الأجر والاستمتاع بأداء هذه الرسالة مقومات مهمة في هذا المجال ، يأتي بعدها حسن علاقتك مع الطلاب وأولياء أمورهم والإدارة والزملاء داخل المدرسة ،أيضاً التجديد والتطوير المستمر ، والاستفادة من خبرات وتجارب معلمين متميزين آخرين ، كما أنه من المهم أيضاً حضور الدورات التدريبية والملتقيات والمؤتمرات الدولية. جميله النقاط السابقة التي ذكرتها ، نود أن نعرف مدى توفر هذه المقومات والمعايير فيك؟ بحمد الله حرصت في الأعوام القريبة الماضية على هذا الجانب بشكل كبير من حيث حضور الدورات النوعية والمتخصصة ، كما أني حضرت أكثر من مؤتمر دولي في مجال التعليم وفي مجال الدراسات القرآنية إضافة إلى حضور منتديات وملتقيات أخرى ، إضافة إلى ما ذكر فأنا عضو في الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ، وعضو أيضا في المجلس السعودي للجودة ، ومشارك في أعمال خيرية متعلقة بتحفيظ القرآن الكريم ، كان لها بالغ الأثر في تميزي ، ولا أنسى الفضل لقناة الصفوف الأولية على التلجرام ، والتي تعتبر منبع للتميز والأبداع وأوصي كل معلم صفوف أولية أوولي أمر بمتابعتها. بما أنك شاركت وفزت في أكثر من جائزة تميز فحدثنا عن ثقافة التميز ، هل هي منتشرة بين المعلمين؟ من المؤسف أن هناك عزوف من المعلمين عن المشاركة في جوائز التميز ، وذلك إما لعدم معرفتهم بها ، أو لعدم معرفتهم بطريقة المشاركة فيها أو بطريقة إعداد الشواهد المطلوبة في كل جائزة ، ومع ذلك فمنسق جائزة التعليم للتميز في إدارة تعليم جدة الاستاذ علي العسيري يقوم بجهد جبار وكبير ومستمر من أجل نشر ثقافة التميز بين المعلمين ويحتاج في الحقيقة إلى وقفة قوية وصادقة معه من قبل مكاتب التعليم والمشرفين وقادة المدارس ويحتاج إلى تظافر الجهود حتى نصل بإذن الله إلى الشيء المأمول. أستاذ أحمد.. بعد فوزك بهذه الجوائز ، هل أضافت لك شيئاً؟ وما هو مقدار التغير الحاصل في مجال عملك؟ بالنسبة لي التميز ليس هدف ، بل هو نمط وأسلوب حياة ، ولذلك أقوم بأداء مهامي بإتقان واستمتاع ، ولا أجد صعوبة كبيرة في المشاركة في جوائز التميز لأني حريص على توثيق أعمالي سابقا ولاحقا وبشكل مستمر. أما عن الإضافة ، نعم ، فقد أضافت لي الشي الكثير من حيث التنظيم والترتيب والحرص على التوثيق ومواكبة التطور والتجديد ، كما لا أنسى أن أذكر أن للتميز ضريبة من حيث كثرة الأعباء الإضافية عليك ، ورغبة أولياء الأمور الملحة في تدريس أبنائهم مما يؤدي إلى كثرة الأعداد في الفصل ، وأيضا تواصل المعلمين من داخل المدرسة وخارجها للسؤال عن معايير وشواهد مسابقات التميز أو من أجل الاستفادة العامة. عرفنا أنك تمارس التميز كأسلوب ونمط حياة ، لكن أخبرنا كيف كانت بداية مشاركاتك في جوائز التميز ؟ حينما انتقلت إلى مدرسة الخيف قمت بتهيئة فصلي بشكل كامل من حيث تغيير الدهان وتوفير الأدوات والوسائل التعليمية والأفكار المختلفة وقمت بعمل برشور تعريفي للفصل ومميزاته وأبرز برامجه وأنشطته ، بحيث أنه يوزع على أولياء أمور طلاب الفصل ، وأذكر أن هذا البرشور وصل إلى مشرف الصفوف الأولية الأستاذ الفاضل فايز نجار ، وأعجب به وبالبرامج والأنشطة المقدمة في الفصل ، وهو الذي ذكر لي أن هناك جائزة اسمها جائزة جدة للمعلم المتميز -ولم أكن أعرف عنها شيء وقتها- وألح علي في الدخول على موقهم وطباعة معاييرها والبدء في المشاركة فيها ، وكان يتابعني بشكل مستمر إلى أن قدمت ملفاتي لهم وحققت الفوز والحمد لله. وهنا أهمس في أذن كل مشرف وقائد تربوي بضرورة اكتشاف المعلمين الذين لديهم بوادر تميز وإبرازهم ، والأفضل من هذا صناعتهم ، والتأكيد عليهم بالمشاركة في هذه الجوائز حتى يستفيد ويفيد ويواصل تميزه بشكل علمي وصحيح. يعاني الكثير من معلمي الصفوف الأولية من ضعف في إدارة الصف، ما الخطوات التي تقترحها لحل هذه المشكلة؟ أحسنت أخي محمد ، هذه مشكلة واقعية ومنتشرة في الميدان بشكل واضح بسبب منع أي عقوبة بدنية ونفسية على الطلاب وبسبب فرط النشاط وتشتت الانتباه المنتشر مؤخرا في الدفعات الجديدة من أبنائنا الطلاب ، إلا أن هناك بعض الخطوات التي تعين بإذن الله على ضبط الصف وهي: ـ الدعاء بأن يسخر الله لك هؤلاء الطلاب وأن يرزقك الحلم والأناة في التعامل معهم. ـ ضرورة وجود قوانين وأنظمة للفصل تكون معلقة ويشرحها المعلم في أول يوم دراسي ويؤكد على السير عليها بشكل يومي في البداية ، حتى يتبرمج الطلاب عليها وتصبح عادة وسلوك يومي. ـ استخدام التحفيز والترغيب قبل الترهيب. ـ وجود جوائز وحلويات توزع على الطلاب المؤدبين والمتقيدين بأنظمة الفصل. وجود ألعاب ووسائل ترفيه داخل الفصل تستخدم في الأوقات الفاضية أو بعد إنجاز مهمة معينة ويمكن أن يحرم منها الطلاب غير المنضبطين. ـ عدم كبت الطالب والقيام بإشباع حاجاته من حيث الحركة والنشاط بشكل مقنن. ماذا قدمت لك الإدارة المدرسية من أجل حصولك على جوائز التميز؟ قائد مدرستنا الأستاذ خالد زاهر الشهري يعتبر من القادة المتميزين على مستوى إدارة التعليم وهو رجل يحب الإنجاز والإتقان ، ولم يبخل علي بشيء في هذا المجال ، وقام بتلبية كل ما أطلبه منه وتسهيله لي فله كل الشكر والتقدير. كيف كان دور المكتب معك للحصول على التميز؟ للأسف دور ضعيف أو لا يذكر ، وكنت أتمنى أن يكون لهم دور أعمق ليس معي فحسب بل مع جميع المتميزين ، ومن حسن الحظ أن مكتب الوسط يزخم بالعديد من المعلمين المتميزين ، الذين يجب أن يحصلوا على الإشادة والتقدير والإبراز لجهودهم المتميزة. ماذا عنك أنت يا أستاذ أحمد وماذا قدمت لزملائك المعلمين كمساهمة في نشر ثقافة التميز بينهم؟ بحمد الله تعاونت مع العديد من المعلمين من داخل المدرسة وخارجها من أجل شرح معايير ومؤشرات هذه الجوائز وكيفية ترتيب الملفات وتنسيق الشواهد ، كما أني قدمت دورة عن التميز وخطوات الوصول إليه لبعض المعلمين في المدرسة ، وأعمل الآن على إعداد حقيبة تدريبية لشرح معايير ومؤشرات جائزة جدة للمعلم المتميز وكيفية التقديم عليها وطريقة تنسيق وترتيب الشواهد. نستأذنك أستاذي في الانتقال إلى جانب آخر ، حدثنا عن برنامج نفذته وكان له أثر إيجابي على الطلاب؟ لدي مشروع اسمه (فصل التميز والإبداع) وهو المشروع الذي شاركت به في جائزة جدة للمعلم المتميز وحصلت فيها على المركز الأول ، وهذا المشروع فكرته إيجاد بيئة صفية جاذبة للطلاب ، مع تطبيق برامج وأنشطة مصاحبة تنمي شخصية الطالب وفكره ، ومن البرامج المطبقة مثلاً داخل الفصل (الملقي البارع ، برنامج بناء القيم ، نجم الأسبوع ، قارئ اليوم قائد الغد ، ألعاب تنشيطية للطلاب لكسر الروتين وطرد الملل ، ألعاب لتنمية مهارات التفكير ، وغيرها) ولمشاهدة أنشطة هذا الفصل وبرامجه يرجى البحث عنه في موقع الفيس بوك باسم: فصل التميز والإبداع. ما شاء الله ، جميلة جداً هذه الأفكار ، نريدك الآن أستاذ أحمد أن تطلعنا على طموحاتك وآمالك في التعليم؟ أطمح بحق أن يرتقي تعليمنا وأن يكون في مصاف الدول المتقدمة ، وأن تكون ثقافة التميز منتشرة ومتواجدة في كل فصل ولدى كل معلم من معلمي مملكتنا الحبيبة ، وآمل أن تعطى مهنة التعليم حقها من التكريم والحوافز ، وأن تخفف الأعباء على المعلمين المتميزين حتى يواصلوا تميزهم ويواصلوا نشر ثقافته بين زملائهم وفي المجتمع.

مشاركة :