استقطاب ورعاية المواهب رهان الإمارات لصناعة المستقبل

  • 7/26/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حققت الإمارات مركزاً عالمياً متميزاً في استقطاب المواهب العالمية وتطويرها واستبقائها حتى نالت المرتبة السابعة عالمياً، والأولى إقليمياً في قدرتها على جذب المواهب. فيما تتخذ أكثر من ربع الشركات في قائمة أكبر 500 شركة في العالم من الدولة مقراً إقليمياً أو عالمياً لها. كما حققت الدولة نجاحات باهرة في جذب المهارات للاستفادة من تكنولوجيا المستقبل، انعكس ذلك من خلال قدوم أكثر من 23000 شخص للدولة من أصحاب المهارات في الفترة ما بين يناير 2020 وأبريل 2021، بزيادة قدرها 13 في المئة، رغم التحديات الناجمة عن جائحة «كوفيد 19». ويأتي ذلك بالتوازي مع حرص الإمارات على اكتشاف ورعاية المواهب المحلية في مجالات عدة، حيث تقدم لهم كل ما ينمي قدراتهم ويصقل مواهبهم ويجعلهم يحلقون في فضاءات النجاح والتميز. ورصد مسؤولون ومختصون عدداً من المقترحات من شأنها تعزيز استقطاب ورعاية المواهب، أهمها تكاتف الجهود الوطنية لاكتشاف ورعاية الموهوبين، واستحداث برامج ومساقات جامعية تستهدف هذه الفئة فضلاً عن إنشاء قاعدة بيانات موحدة لهم على مستوى الدولة، وإصدار تشريعات تحفظ حقوق الموهوب وأوجه رعايته. وشملت المقترحات كذلك استحداث حقيبة وزارية خاصة بالموهوبين، إلى جانب استحداث جوائز تغطي مختلف مجالات الموهبة، وغيرها من المقترحات التي تستهدف جعل الإمارات «حاضنة عالمية» لأصحاب العقول المتميزة. وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن الإمارات حريصة على تعزيز مبادراتها الهادفة لاستقطاب المهارات واحتضان أصحاب العقول من الدولة ومختلف أنحاء العالم، تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في جعل الإمارات مركزاً لتنمية رأس المال البشري. واحتضان المواهب من داخل الدولة وخارجها. وقال: إن حكومة الإمارات تواصل إطلاق المبادرات والبرامج الوطنية المتكاملة لاستقطاب المواهب، ضمن جهودها لترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باحتضان أصحاب الأفكار الجديدة والعلماء والموهوبين بما يضمن إحداث تغييرات إيجابية شاملة، وتحويل دولة الإمارات إلى مركز معرفي متميز. وأضاف أن الحكومة تعمل على استقطاب المواهب العالمية، وإطلاق البرامج والمبادرات لتطوير قدرات المواهب الوطنية وتعزيز إمكاناتها، عبر إتاحة الفرص لتبادل الخبرات والتجارب المتميزة مع الكوادر العالمية والخبراء من جميع دول العالم، بما يسهم في تطوير القطاعات الحيوية في الدولة بالاعتماد على الوسائل التكنولوجية والعلمية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والمجالات المستقبلية الأخرى. المهارات المتخصصة وأشار عمر سلطان العلماء إلى أن استقطاب المواهب والمهارات وأصحاب العقول، يسهم في تحقيق رؤى وتوجهات قيادة دولة الإمارات للمستقبل في تصميم محاور دقيقة وشاملة لجميع المجالات الحيوية والجديدة، واستحداث قطاعات مختلفة. وقال: إن للمواهب المتميزة والمهارات المتخصصة دوراً محورياً في تصميم مستقبل القطاعات الحيوية والجديدة في الدولة، ما يتطلب زيادة أعداد الموهوبين في المجالات التخصصية وتوفير أفضل بيئة لتشجيعهم على التقدم والارتقاء بالإمارات، مشيراً إلى أهمية المهارات المتخصصة في تسريع جهود التحول الرقمي الشامل، من خلال تكامل جهود الكوادر المتميزة وإشراكهم في رسم مستقبل الدولة. بما يسهم في تحقيق رؤى قيادة الدولة في جعل مشروع الخمسين عاماً المقبلة للدولة هدفاً موحداً وخطة تنموية شاملة يعمل عل تنفيذها كافة أفراد المجتمع، لتكون الإمارات الأفضل عالمياً في مختلف القطاعات. وأوضح أن مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، يعمل على تكثيف الجهود لدعم مسيرة الخمسين عاماً المقبلة، وإلهام المتميزين لتحقيق إنجازات وطنية نوعية من خلال مبادرة رواد الاقتصاد الرقمي وبرنامج الذكاء الاصطناعي ومجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي، وغيرها من المبادرات التي تعزز اعتماد أساليب الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي للوصول إلى التفوق الرقمي والتقني والعلمي، وترسيخ ريادة الدولة منصة عالمية للمواهب والشركات والاستثمارات، وتعزيز ريادة الدولة والارتقاء إلى أفضل المستويات بحلول مئوية الإمارات 2071. تخصصات نادرة وأفادت الدكتورة مريم الغاوي مدير مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار التابع لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، بأن مؤسسات التعليم العالي في الدولة ترفد الميدان التعليمي بمواهب متخصصة في كافة المجالات. مشيرة إلى أن الجامعات مناجم لإنتاج المواهب في شتى المجالات والقطاعات، مقترحة فتح الباب لبعض البرامج والتخصصات النادرة لزيادة عدد الموهوبين داخل الدولة. وحول المردود الإيجابي لاستقطاب المواهب العالمية ودورها في تنشيط الحراك المعرفي وتبادل الخبرات مع الكوادر الوطنية، قالت الغاوي: إن الموهوبين ثروة تسعى الدول لاستقطابها باعتبارهم المحرك الرئيس لعجلة التقدم والتطور في أي دولة، وعليه فإن استقطاب مواهب عالمية في كافة المجالات له الأثر الإيجابي الكبير. حيث سيصار إلى الاستفادة من خبراتها، وبالتالي تعميم الخبرة والفائدة على كوادرنا الوطنية بتدريبهم على الإبداع والابتكار والاستعداد للمستقبل، من خلال استمرار تنفيذ المبادرات المتعلقة ببرنامج تنمية القدرات البشرية. هدف استراتيجي واعتبر الاستشاري التربوي الدكتور خليفة السويدي مؤسسات التعليم العالي حاضنات أساسية للموهوبين لكون رعاية الموهوبين تشكل هدفاً استراتيجياً للجامعات والكليات. مشدداً على ضرورة أن تخصص الجامعات حيزاً لرعاية الموهوبين وأن توليه رعاية خاصة، مستشهداً ببعض الجامعات العالمية التي تخصص برامج ومسارات للموهوبين تسمى «اونركورسز» وهي مواد لا يدرسها الطالب العادي، لكونها متقدمة عن المنهاج المقرر، كتدريس الفيزياء المتقدمة للطلبة الموهوبين على سبيل المثال. سجل للموهوبين وأوصت الدكتورة هنادي السويدي، استشارية موهبة وابتكار، بإنشاء وزارة متخصصة وسجل للموهوبين لتتحول الإمارات إلى دولة مصدرة للمعرفة، مشيرة إلى ضرورة وجود استراتيجية موحدة للجامعات في تبني المواهب وتخصيص مساقات متقدمة لهم وميزانيات لرعاية هذه الفئة. مشيرة إلى أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً فيما يعرف بـ«اقتصاد المعرفة» عبر حرصها على استقطاب العقول والمواهب العالمية والباحثين والمبتكرين، ما لعب دوراً في تنمية المواهب وحدوث حراك وتبادل علمي هادف. ولفتت إلى ضرورة الاستثمار في أصحاب المواهب الرقمية. ضاحي خلفان يدعو إلى استحداث وزارة للموهوبين دعا معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي رئيس جمعية الإمارات للموهوبين، إلى استحداث وزارة لرعاية الموهوبين، قائلاً: إن مثل هذه الخطوة من شأنها تعزيز الجهود الكبيرة المبذولة في سبيل اكتشاف المواهب. وأكد أنه على يقين بأن السنوات المقبلة ستشهد اكتشاف ورعاية المزيد من الموهوبين والمبدعين، في ظل توجهات الدولة، والتطور الذي تشهده لا سيما في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكية، وما تقوم به من استقطاب للعقول المبتكرة والمبدعة والموهوبة في مثل هذه المجالات المهمة. وقال: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يولي جل اهتمامه بهذه الفئة، التي أسس لدعمها العديد من المراكز والمؤسسات. وتحدث عن جمعية الإمارات للموهوبين، التي حملت على عاتقها رعاية الموهوبين منذ 11 عاماً بدعم من المؤسسات والجهات ذات العلاقة، لا سيما وزارة التربية والتعليم التي تسهم في اكتشاف الموهوبين والمبدعين، وتخصيص البرامج الداعمة لهم، التي من شأنها رفع مستوى قدراتهم وكفاءاتهم. مشيداً معاليه في هذا السياق بمستوى التعاون بين الجمعية و«التربية»، واصفاً إياه بالتعاون الطيب والمثمر، فيما لفت إلى أن الكثير من الموهوبين تخرجوا في السنوات الماضية في تخصصات ومجالات حيوية. جذب أبرز المؤسسات التعليمية لتخريج أجيال من الكفاءات أكد محمد عبدالله رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، مدير عام مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة أن المدينة الأكاديمية تستقطب أبرز المؤسسات التعليمية لتخريج أجيال من المواهب والكفاءات سنوياً. وذكر أن معهد دبي للتصميم يستعد لتخريج طلبة الدفعة الأولى ممن سيحصلون على أول درجة بكالوريوس متعددة المسارات في التصميم بالمنطقة. وقال: نحن فخورون بمستوى طلابنا والأعمال المحفزة للتفكير المتمثلة في مشاريع التخرج التي قدموها مع إتمامهم أربع سنوات دراسية ترتكز على مفاهيم التصميم والابتكار وأنسنة التكنولوجيا، وليست مشاريعهم إلا نقطة الانطلاق للمساهمة في بناء أفضل مستقبل للمجتمعات البشرية. وتابع: تعد مجمعات المعرفة التابعة لمجموعة لتيكوم، مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة، حجز زاوية في مسيرة تنمية المواهب نظراً لاستقطابها مجموعة من أبرز المؤسسات الأكاديمية والمهنية التي تخرج سنوياً أعداداً كبيرة من المواهب والكفاءات الطلابية المتميزة ونرى انسجاماً في أدوار المؤسسات على صعيد رفد الكفاءات وتمكين المواهب وفقاً لمتطلبات التوظيف والأسواق التي تجلبها التطورات المعرفية والصناعية والتقنية. وأضاف: بالنظر إلى الصورة العامة والبيئة المحيطة فإن ما يميزنا هو تواجدنا في دبي؛ المدينة العالمية الجاذبة للشركات والمواهب وخاصة فئة الشباب التي نوفر لها فرصاً استثنائية لإبراز مواهبهم وتطويرها وتوظيفها في مجالات تخدم البشرية. منصات مسرعة وقال محمد عبدالله: نعمل بشكل دائم على إيجاد منصات مسرعة لنجاح الطلبة من خلال البرامج والفعاليات والمسابقات التي نقوم بتنظيمها وتكمن أهمية هذه المنصات في مساعدة الطلبة على تجسيد أفكارهم على أرض الواقع، أو بدء عملهم على فكرة شركة استباقية، في بيئة تعليمية ملهمة ومحفزة على الإبداع. وأضاف: في كل مرة نفخر برؤية المشاريع ذات المستويات الاحترافية التي يقدمها الشباب لكونها أفضل دلالة على كفاءة وجودة منظومة التعليم الذي توفره المؤسسات الأكاديمية في المجمعات فضلاً عن العقلية المبدعة والمبتكرة للطلاب الذين يتابعون تعليمهم العالي في مدينة دبي الأكاديمية. وأشار إلى أنه كثمرة لهذه الجهود لدينا اليوم أكثر من 27 ألف طالب يدرسون في 27 جامعة ومؤسسة تعليم عالٍ ومعهد للتعليم المهني يقدمون أكثر من 500 درجة جامعية تتنوع بين الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ما يرسخ مكانة دبي وجهةً للتعليم العالي وحاضنة للمواهب والمبدعين. تبادل الخبرات وقال محمد عبدالله: تتسم مجمعات المعرفة لدينا باحتضان تشكيلة شاملة ومتنوعة من المؤسسات الأكاديمية العالمية والإقليمية وهو العامل الرئيسي لقدرتنا في استقطاب المواهب من مختلف أرجاء العالم بالإضافة إلى حرصنا على تكامل الأدوار والتنسيق مع الجهات والمؤسسات ذات الصلة من القطاعين الحكومي والخاص من أجل رسم خريطة طريق لاستمرارية نمو ونجاح هذه المواهب. كما تعد مجمعاتنا ملتقى عالمياً للمواهب القادمة إلينا من دول الشرق والغرب وهو ما يتيح تبادل الخبرات ومشاركة المعارف في الأوساط الطلابية والمهنية وحتى على مستوى المؤسسات. وأردف: أود أن أركز على محور الأمان الذي يعد دافعاً كبيراً لابتعاث الطلبة وإرسالهم للدراسة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يجد الجميع الانسجام والأمان المجتمعي مبعث راحة واطمئنان للمعيشة والدراسة والعمل. وأكد أن الشباب هم قادة المستقبل، لذلك يجب بذل كافة الجهود والإمكانات لدعمهم وتمكينهم من تولي زمام الأمور وإحداث التغير الإيجابي والمضي قدماً في بناء مستقبل مزدهر بما يتماشى مع مستهدفات الخمسين عاماً المقبلة. ومن أجل تحقيق ذلك قامت قيادتنا الرشيدة بهيكلة جديدة لمنظومة التعليم مع تنفيذ عدد من التغيرات الوزارية في القطاع، إلى جانب إجراء مراجعة شاملة لنظم وتشريعات وسياسات القطاع التعليمي، وإنشاء عدد من المؤسسات الداعمة لتطوير القطاع ومستقبل التعليم ليكون الأفضل عالمياً. واختتم قائلاً: نسعى لتحفيز المؤسسات الأكاديمية الموجودة لدينا لتقديم المزيد من البرامج بما يعزز هذا التوجه، حيث تؤدي المؤسسات الأكاديمية دوراً هاماً في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة، وتزويد الأجيال الجديدة من القادة والمهنيين بالأدوات اللازمة للاستعداد للمستقبل. الإمارات تشهد أعلى تدفق للمهارات في العالم سجلت الإمارات إحدى أعلى نسب التوظيف في العالم خلال العامين الماضيين، مع تدفق للمواهب وأصحاب المهارات يعد الأعلى عالمياً قياساً إلى عدد السكان. وذلك وفق نتائج تقرير أعدته لينكد إن بعنوان «التحول الكبير: كيف تحتضن الإمارات عالم الوظائف الجديد». ونتج التقرير عن شراكة بين وزارة الاقتصاد ولينكد إن، ويسعى لفهم اتجاهات التوظيف المتغيرة في الدولة، بما في ذلك نسب التوظيف، واكتساب المهارات، والتوازن بين الجنسين في مكان العمل، والقطاعات الناشئة. وتظهر النتائج انجذاب المواهب بشكل متزايد إلى الإمارات، حيث يخلق نمو القطاع الخاص العديد من الفرص الجديدة، خاصة للمهنيين ذوي المهارات. ففي ديسمبر 2021، ارتفع التوظيف بنسبة 36% عن شهر ديسمبر 2019. مما يؤكد أن اقتصاد الدولة لا يعود إلى مستويات ما قبل الجائحة فحسب، وإنما يزدهر ليتفوق عليها. وحلت الإمارات في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث تدفق المواهب بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا، لكنها الأولى نسبة لعدد السكان. وشهدت قطاعات الرعاية الصحية والبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات النمو الأعلى في مستويات التوظيف، حيث تسارع توسعها نتيجة لجائحة كوفيد19. كما ظهر ارتفاع في تغيير القطاعات والمهن، خصوصاً ضمن القطاعات التي ازدهرت وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، وشهد مجالا «إدارة المحتوى الرقمي» و«المهن الحرة» نمواً بلغ ثلاثة أضعاف في عدد الوظائف عام 2021، بينما كانت «ريادة الأعمال» أسرع الوظائف نمواً في الإمارات. ومن حيث المهارات، نمت فئة «المهارات التغييرية الرقمية»، التي تشمل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بنسبة 12.4% سنوياً خلال السنوات الخمس الماضية، بينما تعد الإمارات الآن الرائدة في المنطقة في كل فئات المهارات الرقمية، بما يضم المهارات الرقمية التغييرية، ومهارات البرمجيات والأجهزة الرقمية، والمهارات الرقمية التطبيقية. ولطالما حرصت الإمارات على استشراف مستقبلها وتعزيز اقتصادها وتنافسيتها ويأتي استقطاب وتوطين العقول والمواهب العالمية هدفاً رئيسياً لاستراتيجيات الإمارات المستقبلية التي تمكنها من بدء مرحلة جديدة من نموها، وهو ما عكسته المؤشرات التي بينت أن أكثر من 23 ألف شخص من أصحاب المهارات، جاءوا للعمل في الإمارات مؤخراً رغم تحديات جائحة كورونا العالمية، ما يؤكد التنافسية العالمية التي تحظى بها الدولة كواحدة من أفضل مواطن العقول اللامعة. ومن بين جهود ضخمة تبذلها قيادة الدولة الرشيدة تأتي «الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب واستبقاء المواهب» التي تم اعتمادها مؤخراً لتعزز سعي الدولة أن تكون ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالمياً في اكتساب العقول وتوفر أفضل الكوادر العالمية، لدعم مسيرة التنمية وتعزيز جاذبية الإمارات والحفاظ على مكانتها كواحدة من أفضل دول المنطقة والعالم جذباً للعقول، خاصة أن ذلك يعد جزءاً مهماً نحو الاستعداد للمستقبل. وتهدف الاستراتيجية إلى استقطاب واستبقاء المواهب في القطاعات الاستراتيجية للدولة وتهيئة البيئة المناسبة لوضع الإمارات ضمن قائمة أفضل الدول في مؤشرات تنافسية المواهب العالمية، وذلك عبر صياغة إطار حوكمة متكامل، يضمن توافر المواهب والمهارات القادرة على دعم طموح الإمارات، وسعيها الحثيث لتعزيز حضورها في العديد من المجالات العلمية المتخصصة ضمن استعداداتها للأعوام الخمسين المقبلة. وتركز الاستراتيجية على الوصول لعدد من المستهدفات في مؤشرات تنافسية المواهب العالمية، ضمن 3 أهداف رئيسية هي ترسيخ مكانة الدولة كإحدى أفضل 10 دول في مجال تنافسية المواهب العالمية، وضمان توافر المواهب في القطاعات الاستراتيجية لتمكين اقتصاد المعرفة، إلى جانب ترسيخ صورة الإمارات كوجهة مفضلة للمواهب العالمية. فيما حددت الاستراتيجية عدداً من المستهدفات منها أن تكون الدولة ضمن قائمة أعلى 10 دول في فئة المهارات عالية المستوى، وبين المراكز الثلاثة الأولى في مؤشر اكتساب العقول، والمراكز الثلاثة الأولى عالمياً في مؤشر سهولة استقطاب موظفين من أصحاب المهارات. واستمراراً لجهود الدولة في هذا الشأن قدمت «مشاريع الخمسين» حزمة من الحوافز والامتيازات للمواهب، من بينها نظام الإقامة الخضراء فضلاً عن تحديث قانون العمل، لاستيعاب وتشجيع نماذج العمل المختلفة، وإطلاق عدد من المبادرات، بينها برنامج «نافس»، الذي تعهد بتخصيص 1.25 مليار درهم لتدريب المواطنين على المهارات الأساسية للاقتصاد الوطني. وتقديم وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة برامج تدريبية حول تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، فيما يأتي ذلك كله بهدف توفير بيئة عمل مرنة وتنافسية بما يتماشى مع المعايير العالمية. الأسرة المكتشف الأول للموهبة أكد أولياء أمور على الدور المحوري للأسرة في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بأيديهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم، مشيرين إلى أن واجب الأسرة العمل على ملاحظة الطفل بشكل منتظم، وأن تقوم بتقويمه بطريقة موضوعية حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة. وقالوا إن دعم واحتضان الموهوبين وتخصيص حقائب تدريبية لهم ورعايتهم بالصورة المأمولة يعد أولوية وطنية تواكب طموحات الدولة للارتقاء بالموهوبين وتحقيق النهضة وفق ما تطمح له خلال الـ50 عاماً المقبلة. بيئة رقمية وأكدت ولية الأمر عائشة محمد شريف المرزوقي على دور الأسرة المحوري في تنمية المواهب لدى الأبناء، مشيرة إلى وجود برامج تطرحها الدولة ممثلة بالمؤسسات التربوية لتنمية وتطوير المهارات لدى الطلبة، فيما يتمثل دور الأهالي في دعم وتشجيع الأبناء على المشاركة في هذه البرامج والفعاليات والأنشطة بهدف الارتقاء بالطالب الموهوب وصقل وتعزيز قدراته وإمكانياته. وأشارت ولية الأمر فاطمة محمد الحمادي، إلى ضرورة دعم الأبناء وخاصة الموهوبين منهم لاسيما إذا لاحظ ولي الأمر أن أحد أبنائه يمتلك موهبة يتفوق بها عن أقرانه ممن هم في عمره، وهنا يأتي دور ولي الأمر بالدعم والتشجيع وتوفير ما يدعم تلك الموهبة أو المهارة من مستلزمات أو مدربين أو تسخير الطاقات والموارد الأخرى لدعمه. وذكرت أن التطور في المجال الرقمي يحتم على ولي الأمر الحريص أن يبادر بالتعرف على جميع البرامج والمواقع الرقمية التي تنمي معارف ومهارات الأبناء الرقمية نظراً لأهميتها في المسيرة التعليمية المعرفية الحالية. وعلى سبيل المثال لو لاحظ ولي الأمر موهبة أو مهارة رقمية عند أحد أبنائه متميزة في برمجة الألعاب الإلكترونية أو التصاميم الرقمية أو أياً من البرامج الرقمية واستخدام المواقع الإلكترونية عليه أن يسعى جاهداً لدعم ذلك بما يفيد ابنه ويفيد المجتمع بشكل عام، كأن يقوم بتحميل برامج متخصصة بالمهارات الرقمية وبرامج التصاميم وغيرها ويقوم بدعم ابنه في مجال تقديم الورش التعليمية لغيره من الطلاب لكي يفيد غيره بعلمه. وكذلك على ولي الأمر أن يحرص على إلحاق أبنائه بمراكز تدعم تلك المهارات كمعاهد الحاسب الآلي وبعض المخيمات الصيفية التي تخدم هذا المجال، مؤكدة على أهمية الأخذ بأيادي أبنائنا في جميع العلوم والمعارف المفيدة والهادفة لأنهم قادة المستقبل الذين سيقودون زمام الأمور ومن الجميل أن يكونوا بارعين في المهارات الرقمية بشكل خاص والمهارات العامة بشكل عام. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :