رفضت الولايات المتحدة الاستجابة لطلب أوكرانيا بمدّها بصواريخ بعيدة المدى، وهو مطلب حذر مسؤولون أميركيون من مغبة الاستجابة إليه إذ أنه يوسع نطاق الحرب. وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الرئيس جو بايدن غير مستعد لتزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى لتجنب “الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة”. وقال سوليفان الأحد، خلال مشاركته في منتدى “آسبن” الأمني، نظمه معهد آسبن (مقره واشنطن) إن “هناك بعض الوسائل التي أعلن الرئيس أنه ليس مستعدا لتقديمها، من بينها صواريخ ‘أتاكمز’ بعيدة المدى، والتي يبلغ مداها 300 كيلومتر”. وأضاف أن بايدن “يرى أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو فعل كل ما هو ضروري لدعم أوكرانيا والدفاع عنها، ولكن الهدف الآخر هو ضمان ألا ينتهي بنا المطاف في وضع ننزلق فيه إلى حرب عالمية ثالثة”. وكانت الولايات المتحدة سلمت كييف 12 راجمة من طراز هيماريس، فيما أعلنت الجمعة الماضي عن تسليم مرتقب لأربع راجمات أخرى من هذا الطراز. وأثار طلب الحصول على الصواريخ بعيدة المدى قلقا في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن القوات الأوكرانية قد تستخدم الأسلحة الأميركية لمهاجمة أهداف على الأراضي الروسية، مما يهدد بالمزيد من التصعيد في الصراع. جيك سوليفان: لا نريد أن ننتهي إلى وضع ننزلق فيه إلى حرب عالمية ثالثة وتخشى الإدارة الأميركية أن تنجر وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى صراع مباشر مع موسكو.وفي الوقت الحالي لا يملك الجيش الأوكراني سوى صواريخ يبلغ مداها 70 كيلومترا للقاذفة، على الرغم من توفر صواريخ يصل مداها إلى 300 و500 كيلومتر. وتستخدم كييف حاليا صواريخ “توشكا يو” الأقل دقة، التي يصل مداها إلى 120 كيلومترا، في ضرباتها الأطول مدى. وتعد الدعوة للحصول على صواريخ بعيدة المدى مهمة لأنها ستضع جسر القرم، الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها، في نطاق ضربة صاروخية أوكرانية. ويقع الجسر على بعد حوالي 260 كيلومترا من خط المواجهة. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو ستضرب أهدافا جديدة في حال سلّم الغرب صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن تسليم الأسلحة إلى كييف يهدف إلى “إطالة النزاع”. وقال بوتين إن شحنات الأسلحة “ليست جديدة” ولم تغير شيئا، ولكنه حذر من أنه سيكون هناك رد إذا قدمت الولايات المتحدة قذائف بعيدة المدى لأنظمة هيمارس التي يصل أقصى مدى لها إلى 300 كيلومتر أو أكثر. وأضاف بوتين إنه في حال تقديم مثل هذه الصواريخ “سنقصف تلك الأهداف التي لم نبدأ في ضربها بعد”. وتابع بوتين أن نطاق أنظمة هيمارس التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن يعتمد على القذائف التي يتم تزويدها بها وأن المدى الذي أعلنته الولايات المتحدة كان تقريبا مثل أنظمة الصواريخ سوفيتية الصنع التي تمتلكها أوكرانيا بالفعل.