بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود اليوم (الاثنين) مشروعات التعاون الثنائي، ومجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر. وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي بالقاهرة إن المباحثات تناولت "كافة أوجه التعاون القائمة بين البلدين وكيفية تطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية الممتدة بين بلدينا". وأضاف أن "المشاورات تناولت التقدم المحرز في مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين، واتفقنا على أهمية العمل المشترك لتعزيز جهود التنمية الاقتصادية في الصومال". وأشار إلى "جهود افتتاح فرع (بنك مصر) التي تكللت بالنجاح في مستهل يوليو الجاري من خلال منح البنك المركزي الصومالي رخصة التشغيل النهائية لبنك مصر، الذي نتطلع إلى أن يمثل خطوة إضافية نحو تعزيز التواجد التجاري والاستثماري المصري في الصومال بما يحقق مصالح الجانبين". وشدد السيسي على "دعم مصر لجهود تعزيز السلم والأمن في الصومال، والقضاء على الإرهاب سعيا لتحقيق التنمية المنشودة في هذا البلد الشقيق، ومن أجل تخطي التحديات الراهنة وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي نحو مستقبل أفضل يفضي إلى عودة الصومال ليتبوأ موقعه كعضو فاعل ومؤثر في منطقة القرن الأفريقي وعلى المستويين العربي والقاري". وتطرقت المباحثات أيضا إلى تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، وتوافق الجانبان على "خطورة السياسات الأحادية عند القيام بمشروعات على الأنهار الدولية وحتمية الالتزام بمبدأ التعاون والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة لضمان عدم التسبب في ضرر لأي منها، ومن ثم ضرورة التوصل بلا إبطاء لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل هذا السد حفاظا على الأمن والاستقرار الإقليمي"، وفقا للرئيس المصري. وتابع أن "المباحثات شهدت تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، التي حظيت بأولوية كبيرة خلال مناقشات اليوم، حيث اتفقت إرادتنا السياسية نحو العمل معا على ترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية من قارتنا، بالإضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر والصومال فيما يتصل بأمن البحر الأحمر". وشدد السيسي على أنه ونظيره الصومالي أكدا على مسؤولية الدول المشاطئة عن صياغة كافة السياسات الخاصة بذلك الممر المائي بالغ الحيوية من منظور متكامل يأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية. وأوضح أن "محادثات اليوم عكست مدى تقارب وجهات النظر بين البلدين حول العديد من الملفات والموضوعات الثنائية والإقليمية محل الاهتمام المشترك". من جانبه، أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن الدعم الذي يتلقاه الصومال من مصر هو "دعم يرتبط بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ويساعد على تحقيق المصالح المشتركة". وقال محمود خلال المؤتمر الصحفي إنه "خلال الصعوبات والمشكلات التي واجهها الصومال على مدار العقود الثلاثة الماضية كانت مصر معنا كي تكفل عودتنا إلى تبوء موقعنا الصحيح.. ولا يوجد وقت أفضل من اليوم لاستعادة هذه المكانة". وأضاف "أنني ممتن لإسهام مصر في إعادة بناء الصومال، وللدعم الكبير المقدم للصومال فيما يخص الأمن والخدمات الاجتماعية"، معربا عن شكره للرئيس السيسي والشعب المصري على هذا الدعم المستدام لحقوق الصومال. وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس حسن شيخ محمود إلى مصر منذ إعادة انتخابه رئيسا للصومال في مايو الماضي.
مشاركة :