روني: لاعبو يونايتد يرغبون في إنقاذ رأس فان غال

  • 12/25/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي تخلد فيه الأندية الأوروبية إلى الراحة وتستمتع بالعطلة الشتوية، تسرع إنجلترا من وتيرة مبارياتها بإجراء ست مباريات على مدى عشرين يومًا، وذلك بمناسبة تقليد عريق في عالم المستديرة، حيث يرى مسؤولو اللعبة أنها فرصة لعرض منتجهم على الجماهير التي تتمتع بإجازات أعياد الميلاد. وستخوض الفرق الإنجليزية أربع مراحل من الدوري، والدور نصف النهائي لمسابقة كأس رابطة المحترفين، والدور الثالث لمسابقة كأس إنجلترا من الغد حتى 11 يناير المقبل، وبعض الأندية مثل ليفربول ومانشستر سيتي ستلعب ست مباريات في ثلاثة أسابيع. وتقام غدًا الجولة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي كاملة التي يبرز منها مواجهة مانشستر يونايتد مع ستوك، وتشيلسي مع واتفورد، وآرسنال مع ساوثهامبتون، ولقاء قمة ساخن بين سوانزي وليفربول. وبعد أن غابت الابتسامة عن الهولندي لويس فان غال، مدرب مانشستر يونايتد، إثر فشل فريقه في تحقيق الفوز في آخر ست مباريات في كل البطولات، فإنه يتطلع إلى إحداث انتفاضة تعيد لاعبيه إلى سكة الانتصارات، خصوصًا بعدما زادت التكهنات بشأن احتمال إقالته. وابتعد يونايتد عن المراكز الأربعة الأولى بعد الهزيمة أمام بورنموث ونوريتش سيتي بالنتيجة ذاتها (2 - 1)، وجاء ذلك بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا، ولن يكون فان غال على استعداد لتلقي هزيمة ثالثة أمام ستوك. وأعلن قائد مانشستر يونايتد، واين روني، أمس، أنه وزملاءه سيقاتلون من أجل مدربهم فان غال وإنقاذ رأسه من مقصلة الإقالة. وقال الدولي الإنجليزي لشبكة «سكاي سبورتس» البريطانية: «سنقاتل من أجل المدرب، وسنحاول تحقيق النتائج الجيدة لقلب الوضع الذي نعيشه في الوقت الحالي». وأضاف: «كثير من الأشخاص يتحدثون وهم يحسبون أنهم يعرفون ما يدور، ولكن في الواقع، الناس الذين يكتبون هذا النوع من الأخبار ليست لديهم أي فكرة»، في إشارة إلى الصحافيين الذين يرون أن فان غال يواجه خطر الإقالة. وتتحدث وسائل الإعلام البريطانية أن مسؤولي مانشستر يونايتد على وشك إقالة فان غال بعد فشل الفريق في تحقيق الفوز في مبارياته الست الأخيرة، وخروجه من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا. ويحتل فريق «الشياطين الحمر» المركز الخامس حاليًا في الدوري بفارق تسع نقاط خلف ليستر سيتي المتصدر، وخسروا مباراتهم الأخيرة أمام الوافد الجديد على الدوري الممتاز نوريتش سيتي (1 – 2) على ملعب «أولد ترافورد». وحرص روني على تأكيد دعمه لمدربه عشية مواجهة ستوك سيتي غدًا وتشيلسي الاثنين المقبل، وذلك في وقت أعرب فيه فان غال عن تذمره من الشائعات التي تلاحقه وعواقبها على عائلته. وأعرب روني عن استيائه بدوره وقال: «جميعا لدينا عائلات، وأحيانا العائلة تقرأ أشياء غير ممتعة»، مضيفا: «نحن فخورون، وفخورون بالدفاع عن ألوان مانشستر يونايتد». وانضم مارك هيوز، مدرب ستوك، واللاعب السابق في يونايتد، إلى المناقشات حول مصير فان غال عندما قال: «إن ريان غيغز مساعد المدرب الهولندي لديه فرصة كبرى في تولي مسؤولية تدريب الفريق إذا رحل المدرب السابق لهولندا». وحذر هيوز لاعبي فريقه من أنهم سيكونون بحاجة إلى تكرار الأداء الرائع عندما تغلب ستوك على مانشستر سيتي الشهر الحالي إذا أرادوا الفوز على يونايتد. وقال هيوز: «سئلت عما إذا كانت هذه أنسب فترة لمواجهة (يونايتد)، لكنني أتحلى بالحذر دائما، لأن هذه الأندية تعود إلى مسارها سريعا، وسيقاتلون من أجل العودة إلى الطريق الصحيح، يونايتد يعلم جيدا أنه يمر بفترة انتقالية، وأصبح في وضع مختلف، لذا نعلم جيدا مدى صعوبة المواجهة». ومع تنامي الضغوط على مانشستر يونايتد يصر الجناح أشلي يانغ على أن اللاعبين يتمتعون بروح معنوية عالية، ويعتزمون تصحيح المسار بالفوز على ستوك في الجولة المقبلة. وقال يانغ أمس: «عدم الفوز في المباريات الست الأخيرة أمر مخيب. إنه موقف غريب بالنسبة إلينا، فالجميع في غرف الملابس يملك عقلية الفوز، ويرغب في العودة إلى طريق الانتصارات». وأضاف اللاعب الدولي الإنجليزي: «نحن مجموعة اللاعبين نفسها التي كانت دائمًا في الملعب. نعرف أننا لم نقدم مستويات جيدة مثلما كنا في السابق». وزادت الانتقادات في الأشهر الأخيرة لطريقة لعب يونايتد التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة، خصوصًا بعد المسيرة السيئة، لكن يانغ كان أحدث لاعب بعد فيل جونز وديفيد دي خيا يتحدث بشكل إيجابي عما يدور في غرف الملابس. وقال يانغ، الذي عاد مؤخرا إلى الفريق الأول عقب استبعاد الإجهاد ولحسابات من المدرب في الفترة السابقة: «بالطبع الكل يشعر بخيبة أمل بعد المباريات القليلة الأخيرة، لكني أشدد دائما على أن روح الفريق المعنوية رائعة». وأشار فان غال إلى أن قائمة مصابيه الكبيرة التي تسببت في تراجع النتائج ستتقلص، بعدما عاد المدافع الإيطالي ماتيو دارميان إلى التدريبات، لكنه لن يكون جاهزا لمباراة ستوك. ولا يزال يونايتد يعاني من قائمة غيابات طويلة بسبب الإصابة تضم الثلاثي لوك شو وأنطونيو فالنسيا وماركوس روخو. وتشهد المرحلة عودة مدرب هولندي آخر هو غوس هيدينك إلى تشيلسي لمحاولة إعادة بناء الفريق الفائز بالبطولة الموسم الماضي، ومتمنيا أن تسير الأمور كما كانت في الفترة الأولى عندما تولى المسؤولية في 2009 خلفا للويس فيليبي سكولاري، وخسر مرة واحدة في 22 مباراة، وأنهى الموسم بالفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب إيفرتون في النهائي. لكن الأمور تبدو أصعب هذه المرة، حيث يحتل الفريق المركز 15 بعد أن خسر تسع مرات في أول 17 مباراة. وقال هيدينك: «هذه المسابقة قوية للغاية، خصوصًا العام الحالي، أي فريق يستطيع الفوز على فريق آخر، تغيرت كثيرًا منذ 2009، والمنافسة باتت أقوى كثيرًا الآن». ويأمل ليستر سيتي المتصدر مواصلة ما يقدمه الفريق منذ بداية الموسم عندما يحل ضيفا على ليفربول. ولم يبدِ ليستر أي علامات للتراجع بعد الفوز خارج ملعبه على إيفرتون (3 - 2) في المرحلة السابقة، بينما تعرض ليفربول لهزيمة قاسية أمام واتفورد (3 - صفر). وهذا التطور في أداء ليستر لن يجعل كثيرين يشعرون بالمفاجأة إذا حقق الفوز خارج ملعبه على ليفربول، خصوصا أن جيمي فاردي ورياض محرز سجلا 28 هدفا حتى الآن. ويتصدر ليستر البطولة بعد أن كان في مركز متأخر في الفترة نفسها من العام الماضي، لكن المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري يعلم أن فريقه الذي سجل في كل مباراة في الدوري هذا الموسم لا يستطيع النظر إلى الخلف، وقال رانييري الذي سيستضيف فريقه مانشستر سيتي بعد مباراة ليفربول بثلاثة أيام: «مثل متسلق الجبال، إذا نظر للأسفل سيقول يا إلهي». ويشبه رانييري أداء فريقه في الدوري بشخصية الممثل الأميركي، توم هانكس، في فيلم «فورست غامب» الذي اجتاز أميركا بأكملها ركضًا. وقال رانييري: «أشعر بثقة كبرى، لأن ليستر أنقذ نفسه الموسم الماضي في الأشهر الـ12 الأخيرة، مما يعني أن قدرة التحمل لديه مذهلة. ماذا يمنعنا من مواصلة الركض.. الركض.. الركض؟ (في إشارة إلى الجملة المستعملة في الفيلم الأميركي الشهير اركض فورست اركض).. نحن مثل (فورست غامب)». وواصل: «يدرك اللاعبون أننا نحقق نتائج جيدة، لكننا لم نفز بأي شيء حتى الآن. إذا لم أكن مخطئا، فليستر لم يتصدر يوما الدوري في هذا الوقت من العام وبالتالي نحن سعداء للغاية. عندما ينجح المدرب واللاعبون في إسعاد الجماهير، فهذا أمر رائع». وفي حال فوزه على ليفربول، سيتخطى ليستر هدف الأربعين نقطة الذي وضعه رانييري قبيل الموسم، وذلك بعد 18 مرحلة فقط، وحينها سيجلس المدرب الإيطالي مع لاعبيه لإعادة تقييم طموحهم للموسم. وحول هذا يقول: «أنا فخور جدا بلاعبي فريقي وبجمهورنا. إنه أمر مذهل، لكن علينا القيام بمزيد من العمل. إنهم يحلمون الآن ولا أريد إيقاظهم». وسيبدأ آرسنال مبارياته في فترة الأعياد خارج ملعبه أمام ساوثهامبتون قبل أن يستضيف بورنموث، بينما يلعب سيتي الثالث أمام سندرلاند، ويتقابل توتنهام صاحب المركز الرابع مع نوريتش. ورغم أن التقاليد الإنجليزية باللعب بشكل متوالٍ خلال الأيام الأخيرة من العام تعد شيئًا مألوفًا للجميع، فإن مدربي الفرق يصرخون لوقف هذا التقليد، كما أن اللاعبين يحرمون من الوجود مع عائلاتهم في فترة الأعياد. ولكن الجماهير تعشق هذا التقليد الذي يبلغ ذروته في كل عام مع حلول يوم السادس والعشرين المعروف بـ«بوكسينغ داي» (يوم الصناديق)، وهو يوم عطلة منذ عام 1871 في المملكة المتحدة، يقدم فيه أصحاب المنازل صناديق فيها نقود وهدايا إلى أطفالهم وأصدقائهم والعاملين لديهم. وتعود أول مباراة رسمية بين الأندية في هذا اليوم إلى عام 1860 بين هالام وشيفيلد. وبعد مرور أكثر من 150 سنة، ما زال التقليد مستمرا. في شيفيلد وينزداي، الأغنية المفضلة لأنصار النادي تبقى حتى اليوم تشير إلى «بوكسينغ داي المذبحة» في عام 1979. يومها مُني المنافس التقليدي شيفيلد يونايتد بخسارة مذلة (4 - 0) في مباراة أمام أكثر من 49 ألف متفرج، وهو رقم قياسي لا يزال صامدا حتى الآن في مباراة بدوري الدرجة الثالثة. وفي ظل توقف الدوريات الأوروبية الأخرى، تكون الأنظار شاخصة بالكامل على الدوري الممتاز، وحول ذلك يقول التشيكي توماس روزيسكي لاعب آرسنال: «إنها فترة مميزة من العام بالنسبة إلى المشجعين، عندما يكون العالم بأكمله يشاهد الدوري الممتاز.. إنها فترة صعبة جدا علينا نحن اللاعبين، لكن يجب أن نتقبلها». أما مدرب مانشستر يونايتد فان غال فكان أقل دبلوماسية من روزيسكي، حيث انتقد بشدة اللعب في فترة الأعياد قائلا: «ليست هناك عطلة شتوية، وأعتقد أنه الأمر الأكثر شرا في هذه الثقافة. هذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة للكرة الإنجليزية. إنه ليس جيدا للأندية أو المنتخب الوطني. كم مضى من الوقت على اللقب الأخير لإنجلترا؟ لأن جميع اللاعبين يصلون إلى نهاية الموسم وهم مرهقون».

مشاركة :