تونس – الوكالات:أعلنت هيئة الانتخابات التونسية الليلة الماضية أن النتائج الأولية تظهر أن 94.6 في المائة صوتوا بنعم في الاستفتاء الدستوري يوم الإثنين. وفي وقت سابق من أمس أعلن الرئيس قيس سعيد دخول تونس في «مرحلة جديدة» بعد الموافقة شبه المؤكدة على الدستور، الذي يعزز صلاحيات الرئيس وكذلك المخاوف حيال النظام الديمقراطي. وفي خطاب ألقاه ليلا أمام مؤيديه في وسط تونس العاصمة، قال سعيد: «إن ما قام به الشعب درس، أبدع التونسيون في توجيهه إلى العالم»، وأضاف: «اليوم عبرنا من ضفة إلى أخرى.. من ضفة اليأس والاحباط إلى ضفة الأمل والعمل وسنحقق هذا بفضل إرادة الشعب والتشريعات التي ستوضع لخدمته». واتهمت «جبهة الخلاص الوطني»، وهي تحالف أحزاب معارضة في تونس، أمس الهيئة الانتخابية بـ«تزوير» أرقام نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور، مدعية أن استفتاء الرئيس قيس سعيد «فشل». وكانت عمليات الفرز ما زالت جارية مساء أمس. وكان معهد «سيغما كونساي» (Sigma Conseil) لاستطلاعات الرأي قد رجح أن يكون الناخبون قد صوّتوا لصالح الدستور الجديد بنسبة 92,3 في المائة. تونس التي تواجه أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب «كوفيد-19» والحرب في أوكرانيا التي تعتمد عليها في استيراد القمح، تشهد استقطاباً شديداً منذ أن تولى سعيّد، المنتخب ديمقراطياً في عام 2019، جميع السلطات في 25 يوليو 2021. وسط مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية للدستور الذي يُخشى أن يعيد البلاد إلى نظام سلطوي شبيه بالذي كان قائماً قبل عام 2011، تمثّل التحدّي الأبرز في نسبة الإقبال التي وصلت إلى 27,54 في المائة على الأقل من أصل 9,3 ملايين ناخب مسجلين، وفقاً للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات. وكان قد شارك 32 في المائة من الناخبين في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت عام 2019. بعد إعلان هذه التقديرات، نزل بضع مئات من أنصار الرئيس إلى شارع الحبيب بورقيبة ليلاً للاحتفال «بالانتصار» ورددوا «بالروح بالدم نفديك يا قيس» وهم يلوحون بالأعلام التونسية. وعند قرابة الساعة الأولى بتوقيت جرينتش، ظهر الرئيس أمام الحشد مبتهجاً، وقال: «تونس دخلت مرحلة جديدة»، مؤكداً أن نسبة المشاركة «كان يمكن أن تكون أعلى لو جرت عملية التصويت على يومين». وأشار مدير شركة «سيغما كونساي» إلى أن الناخبين كانوا خصوصاً من «الطبقة الوسطى الأكثر حرماناً ومن البالغين الذين يشعرون بأنهم تعرّضوا للخذلان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا».
مشاركة :