ينتظر الكثير من الطلبة بشغف العطلة الصيفية، التي تنقلهم من ضغوط الدراسة والمذاكرة إلى الترويح عن النفس وممارسة الأعمال والأنشطة، التي لم تكن ممارستها متاحة بما فيه الكفاية في فترة الدراسة. لكن العطلة فرصة مناسبة لتحسين ومعالجة القصور الدراسي للطلبة، فهناك العديد من الأهالي الذين التفتوا مؤخرا إلى تقدم أعمار أبنائهم من دون تحسنهم دراسيا، ففي الصيف يفقد الطلاب مهارات كثيرة سبق أن اكتسبوها خلال العام الدراسي، كما أنهم يُسجلون تراجعاً في مَلَكة القراءة خصوصاً إذا كانوا طلاّباً في الصفوف الابتدائية. ولفت الدكتور موسى مطارنة اختصاصي علم النفس التربوي إلى أن الإشكالية التي يتعرض لها الطلاب أثناء العام الدراسي ضمن النظام التربوي هي الضغط عليهم لساعات طويلة وكثرة الواجبات، لذلك تصبح لدى الطالب ردة فعل سلبية، وبالتالي هو لا يستوعب أن يدرس في العطلة الصيفية. وقال إن “الأصل هو أن نفكر تفكيرا جديا بنظام تربوي بما يتناسب مع حالة الطلاب النمائية، مثلا طفل قدرته على التركيز ضعيفة، يحكم عليه المعلم بالتأخر الدراسي، مما يسبب له الإحباط وبالتالي فشل التعليم”. قراءة القصص والكُتب تعد واحدة من هذه الفرص، إذ من المهم تشجيع الطفل على اقتناء الكُتب وقراءتها خلال الإجازة وأضاف أنه “يجب التعامل مع الطفل وفق قدراته النمائية، وهذا يتطلب من الأهل مراجعة الاستشاري لمعالجة ذلك، وللأسف أغلب المعلمين يشخصون أن الطالب لديه صعوبات تعلم، وفي الحقيقة صعوبات التعلم مشكلة عقلية فيها حالة من عدم التركيز المطلق، ما دون ذلك يسمى فشل تعليم”. ويبين مطارنة ضرورة وأهمية الوقوف على أسباب القصور الدراسي لدى الطفل قبل معالجته، بقوله “يجب أن نفكر في من يدرسه، وطريقة التدريس، حتى نستطيع أن نحدد ونقيس قدرات الطالب وميوله كي نتعامل معه ضمن المقياس المفهوم، لو وجدنا ميوله مهنية يجب استغلالها للاستفادة من وقت اللعب في الفهم، يجب أن نجعله يستمتع بذلك”. ويذهب إلى أنه يمكن للأهل الرجوع إلى الاستشاريين بعلم النفس والتربويين لمعالجة مشكلة الطفل، هل هي في الاستيعاب، أم في التذكر، أم في القراءة والفهم، مؤكدا أن فشل التعليم له أسباب مختلفة، لذلك يجب الوقوف على الأسباب ثم معالجتها بالشكل الأمثل وبالتالي تحديد وسيلة وأسلوب لذلك وينصح الخبراء بوضع خطة صيفية خاصة بالأبناء لحثّهم على القراءة خلال الإجازة الطويلة. وهنا يتحمل الآباء مسؤولية توفير فرص تعليمية أثناء العطل الدراسية، وضرورية لتعزيز مهارات أبنائهم وإبقائهم على المستوى المطلوب بهدف تأهيلهم لمرحلة جديدة في الموسم الدراسي المقبل. وتعد قراءة القصص والكُتب واحدة من هذه الفرص، إذ من المهم جداً تشجيع الطفل على اقتناء الكُتب وقراءتها خلال الإجازة. ويتمثل التحدّي الأول في توفير كتاب يتناسب مع المستوى الفكري للطفل. وهنا لا بدّ من التمييز بين ما هو مُحبط لعزيمة الطفل، وما هو تعليمي، وما يُمكن اعتباره مستقلاّ. ففي المدرسة، يتم تدريس الطفل كتابا يتناسب مع مستواه التعليمي وبالتالي فإنه قادرٌ على قراءة وفهم النص بتوجيهات من المُدرّس وذلك بنسبة 90 في المئة. أما ما يُحبط عزيمة الطفل فهو كتاب لا يتمكّن من قراءته بطلاقة ولا من فهم محتواه، وبالتالي فإن نسبة الخطأ والإحباط عند قراءته تنخفض إلى ما دون 90 في المئة. أما الكتاب المستقلّ فهو ما يمكن اعتباره سهل القراءة ويسير الفهم على الطفل حيث يقرأه ويفهمه بنسبة تتجاوز الـ95 في المئة وهذا هو الأنسب. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :