أقامت السفارة الصينية في لبنان اليوم (الثلاثاء) احتفالا عن بعد بمناسبة الذكرى الـ95 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني. وحضر الحفل ممثلون لقيادة الجيش وقوى الأمن في لبنان ودبلوماسيون وملحقون عسكريون معتمدون لدى لبنان وضباط دوليون وصينيون من قوة حفظ السلام الصينية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية. وقال السفير الصيني لدى لبنان تشيان مين جيان في كلمة خلال الحفل إن الجانب الصيني سيواصل دعم جهود لبنان في صيانة سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ودعم الشعب اللبناني في استكشاف مسار تنميته بنفسه. وسيواصل الجانب الصيني المشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان وتقديم مساهمة أكبر للحفاظ على السلام في لبنان والمنطقة. "ونحن على استعداد لتعزيز التبادل والتعاون بين البلدين والجيشين في كافة المجالات ودفع العلاقات الثنائية نحو المزيد من التطور." وقال الملحق العسكري في سفارة الصين لدى لبنان تشنغ يوي تشونغ إن الدفاع الوطني الصيني يتميز بأنه "لا يسعى أبدا إلى الهيمنة أو التوسع أو خلق مناطق نفوذ، وفي الوقت نفسه تحمي القوات المسلحة الصينية بحزم سلامة الصين ووحدتها". وأضاف أن القوات المسلحة "أنجزت مهام كبيرة مثل حماية حقوق الصين ومصالحها البحرية، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار، والاستجابة لحالات الطوارئ، والإغاثة في حالات الكوارث، وحفظ السلام الدولي، ومرافقة السفن التجارية في خليج عدن، والمساعدة الإنسانية". وأوضح أن القوات المسلحة الصينية تلعب دورا نشطا في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين والدوليين وتقدم مساهمات جديدة للسلام والهدوء العالميين، وأكد أن الصين ستواصل العمل مع جميع البلدان والشعوب المحبة للسلام لتكريس القيم الإنسانية المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. ونوه بتقليد الأمم المتحدة في مطلع يوليو الجاري 410 من ضباط وجنود جيش التحرير الشعبي الصيني الذين يشاركون في قوة حفظ السلام الصينية العشرين ضمن قوات الأمم المتحد بجنوب لبنان (يونيفيل) ميدالية الشرف الأممية التي تمنح لمن قدموا مساهمات بارزة في السلام الانساني. وأكد أن قوة حفظ السلام الصينية العشرين التابعة لليونيفيل قد أكملت بنجاح مع أداء ممتاز مهام مثل إزالة الألغام والبناء الهندسي والمساعدة الطبية، ولعبت دورا رئيسيا في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان وحياة السكان المحليين. ولفت إلى أن القوة قامت بتطهير ما مجموعه أكثر من 7 آلاف متر مربع من حقول الألغام، وتفجير أكثر من 2000 لغم مضاد للأفراد وعلاج أكثر من 4 آلاف مريض، والتبرع بإمدادات طبية تفوق قيمتها 40 ألف دولار، إضافة إلى إنجاز أكثر من 60 مهمة بناء هندسية. وتعمل قوة حفظ السلام الصينية في إطار اليونيفيل بجنوب لبنان منذ العام 2006، وتؤدي مهام عملانية متعددة. ورأى الملحق العسكري أن العلاقة بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني تعتبر عنصرا حاسما في تطوير العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أنه "بفضل الجهود المشتركة للجانبين، ستستمر عملية التبادل والتعاون بين الجيشين في تحقيق نتائج وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز التقدم في العلاقات الصينية اللبنانية". وأشار إلى أنه في المعركة ضد كوفيد-19 عملت الصين ولبنان معا لتعزيز التعاون الدولي ضد الوباء، حيث قدمت الحكومة الصينية للحكومة والجيش اللبناني دفعات عدة من المساعدات الطبية ودفعتين من اللقاح الصيني المضاد لكوفيد-19 بلغت 390 ألف جرعة، في تعبير عن الصداقة العميقة بين الصين ولبنان حكومة وجيشا وشعبا. وأكد أن الصين ستواصل المشاركة بنشاط في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان وتقديم مساهمات أكبر للحفاظ على السلام في لبنان والمنطقة الإقليمية. كما أكد استعداد الصين لتعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين والجيشين في مختلف المجالات لتعزيز المزيد من تطوير العلاقات الثنائية. بدوره، أكد العميد الركن نمر أبي ناصيف ممثل قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، في كلمة بالمناسبة، أن الذكرى تشكل محطة بارزة من تاريخ جمهورية الصين الشعبية ومسيرتها الحافلة بالنضال والمثابرة والإنجازات. وجدد "الالتزام بعلاقات الصداقة المتينة بين الجيشين اللبناني والصيني"، وأكد أن السلطات الصينية أثبتت عبر مختلف المراحل الماضية عزمها الصادق على الوقوف إلى جانب لبنان، وتقديم مختلف أشكال الدعم إلى الجيش. ولفت إلى أن "الصين ساهمت بفاعلية في تعزيز الجهود الوطنية لمكافحة جائحة كورونا عبر توفير كميات من اللقاحات التي استفاد منها عسكريون ومدنيون، كما سارعت إلى تأمين مساعدات متنوعة لوطننا غداة الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، ما ساهم في تعزيزِ أعمال الإغاثة وسد جزء من حاجات المواطنين المنكوبين، وبالتالي خفف من حدة الكارثة". ورأى أن الوحدة الصينية في قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان، تؤدي دورا أساسيا في حفظ استقرار المنطقة الجنوبية ضمن إطار القرار الدولي 1701، لافتا إلى أن العناصر الصينيين يظهرون يوميا أعلى درجات المناقبية والاحتراف، ويحرصون طوال مدة وجودهم في لبنان على بناء علاقات طيبة مع السكان المحليين. كما نوه بمساهمتهم في تحسين ظروف المعيشة عبر مشاريع إنمائية تقدمها السلطات الصينية وبينها إقامة مستشفى ميداني في الجنوب، يستفيد منه قسم كبير من أبناء المنطقة. وتوجه العميد أبي ناصيف باسم قائد الجيش اللبناني "بأعمق معاني التهنئة والتقدير إلى جيش التحرير الشعبي الصيني في مناسبة تأسيسه"، متمنيا للشعب الصيني الصديق "المزيد من التقدم والازدهار"، وآملا في "استمرار العلاقات القوية بيننا لما فيه مصلحة بلدينا".
مشاركة :