اندلعت الاشتباكات الثلاثاء في قريتين تقعان شمال مدينة السويداء، غداة عملية خطف اتُهم الفصيل المحليّ الموالي لدمشق بالوقوف خلفها. وأفاد المرصد الأربعاء عن "ارتفاع حصيلة القتلى الى 17 مسلحاً، عشرة منهم من الفصيل الموالي للنظام وسبعة من المجموعات المعارضة له، إضافة الى إصابة أكثر من أربعين آخرين بجروح بينهم مدنيون". وكانت حصيلة أولية للمرصد ليل الثلاثاء أشارت الى مقتل عشرة مسلحين من الطرفين وإصابة نحو عشرين آخرين بجروح. وبحسب المرصد، انتهت الاشتباكات بعد محاصرة مقاتلي المجموعات المعارضة مقرات الفصيل الموالي لدمشق في القريتين ومواجهات عنيفة، فيما لا يزال مصير متزعم المسلحين الموالين مجهولاً. بثت شبكة "السويداء 24" المحلية للأنباء شريط فيديو يظهر تجمع بضع مئات من سكان مدينة السويداء في ساحة عامة، احتفاء بـ"تمكن الفصائل المحلية من القضاء" على الفصيل الموالي الذي وصفته بأنه "عصابة". وأفادت عن عثور الفصائل المحلية لدى مهاجمة أحد مقرات متزعم الفصيل الموالي على "آلات ومكابس لتصنيع حبوب الكبتاغون"، وهو ما أكده المرصد أيضاً. والحكومة السورية موجودة في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية والمراكز الأمنية، فيما ينتشر الجيش في محيط المحافظة. وتشهد المنطقة بين الحين والآخر عمليات خطف واغتيالات، تقف خلف معظمها عصابات محلية. كما تزدهر عمليات التهريب خصوصاً المخدرات عبر الحدود مع الأردن. طوال سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا، الذين يشكلون ثلاثة في المئة من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا اجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم. وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبياً من الحرب باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها إسلامية متطرفة وتصدت لها مجموعات محلية، إضافة الى هجوم واسع لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2018 تسبّب بمقتل أكثر من 280 شخصاً. تشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :