نفوذ مرزوق الغانم على المحك مع تولي الشيخ أحمد النواف رئاسة وزراء الكويت

  • 7/28/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تقول أوساط سياسية كويتية إن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أبرز المتضررين من تكليف الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بتشكيل الحكومة الجديدة في غياب التواصل بين الرجلين، على عكس العلاقة التي كانت سائدة بين الغانم ورئيس الوزراء المستقيل الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وتشير الأوساط إلى أن الغانم كان وجه انتقادات للشيخ أحمد النواف خلال الفترة القصيرة من توليه وزارة الداخلية، على خلاف ما هو معهود عنه، حيث نادرا ما ينتقد رئيس مجلس الأمة الحالي وزيرا في الفريق الحكومي، فيما بدا توجسا من الغانم حيال إمكانية صعود الأخير لرئاسة الوزراء، وهو ما تحقق بصدور أمر أميري الأحد الماضي بتكليف الشيخ أحمد بتشكيل الحكومة الجديدة. وتلفت الأوساط إلى أن ما يزيد من منسوب القلق لدى الغانم هو العلاقة المتينة التي تجمع بين الشيخ أحمد النواف والوزير الأسبق الشيخ أحمد الفهد الصباح (أحد أفراد الأسرة الحاكمة)، الذي يعد أحد ألد خصومه. وتعتبر الأوساط أن الشيخ أحمد الفهد يبدو اليوم أمام فرصة ذهبية للانتقام من رئيس مجلس الأمة الحالي، حيث من المرجح أن يستغل علاقته برئيس الوزراء الجديد، وأيضا معارضة كتل نيابية وازنة للغانم للإطاحة بالأخير. ◙ الشيخ أحمد الفهد، يرى في مرزوق الغانم أحد المسؤولين عن إقصائه من المشهد السياسي ◙ الشيخ أحمد الفهد، يرى في مرزوق الغانم أحد المسؤولين عن إقصائه من المشهد السياسي وهناك إرث عدائي قديم بين الغانم والشيخ أحمد الفهد، الذي يرى أن رئيس مجلس الأمة الحالي وخاله الراحل جاسم الخرافي (توفي في العام 2015) أبرز المسؤولين عن إقصائه من المشهد السياسي إلى جانب جره إلى أروقة المحاكم في القضية المعروفة بـ”بلاغ الفتنة”. وتعود أطوار قضية “بلاغ الفتنة”، التي صدر بشأنها حكم ابتدائي في سويسرا العام الماضي بإدانة الشيخ أحمد الفهد، إلى مايو 2011، حينما استقال الشيخ أحمد الفهد من منصبيه كنائب أول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير للإسكان والتنمية، إثر استجواب تقدمت به “كتلة العمل الوطني” التي كان يرأسها الغانم، وأحجمت الحكومة التي كان يقودها آنذاك الشيخ ناصر المحمد الصباح عن دعمه، حيث قام نواب محسوبون على الشيخ ناصر بدعم الاستجواب. ولم تمض أشهر قليلة على استقالة الشيخ أحمد الفهد حتى تفجرت أزمة حكومية على خلفية تسريب قائمات بأسماء نواب يشتبه بأنهم تلقوا رشاوى من رئيس الوزراء، وحامت حينها شبهات التسريب حول الوزير المستقيل، كرد فعل انتقامي من قبله على إقصائه. وانتهت تلك الأزمة باستقالة الشيخ ناصر وإعلان حل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة. وعاد الشيخ أحمد الفهد إلى الأضواء مجددا في العام 2013 حينما كشف عن وجود “شريط فيديو” يثبت فيه تآمر شخصيات نافذة ومسؤولة على القيادة السياسية وعلى نظام الحكم. وأشار إلى أن هذه الشخصيات قامت “برشوة القضاة والتخابر مع إسرائيل”. ودفع الشيخ ناصر المحمد وجاسم الخرافي بشكوى لدى النيابة العامة بحق الشيخ أحمد الفهد بسبب هذه الاتهامات، ليرد الأخير بتقديم الشريط وقرار تحكيم سويسري وآخر بريطاني مبني على التحكيم السويسري، ضمن “بلاغ الكويت” إلى النيابة العامة. واستمرت قضية الشريط خلال عام 2014، ، ما دفع أمير الكويت إلى إصدار بيان في يونيو من العام نفسه طالب فيه “بالتوقف عن الخوض في الأشرطة وعدم نشر الفتنة”. وحكم على الفهد وأربعة من مساعديه بالسجن، لكن الشيخ أحمد الفهد رفض رمي المنديل، فكان أن سرب وثائق جديدة في منتصف العام 2014 قال إنها “تحويلات مصرفية” صدرت من قبل المتهمين للقضاة والمستشارين في الدولة، وأن هذه التحويلات قد جرى الحديث عنها في الشريط، ليعود ويسرب الشريط في أواخر العام نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعُرضت لقطات قيل إنها لمسؤولين كبار يقومون بدفع الرشاوى للقضاة. بعد ذلك قررت النيابة العامة في مارس 2015 حفظ “بلاغ الكويت” نظراً لعدم صحة الشريط، بعد أن توصلت اللجنة الفنية إلى هذا الرأي، الذي عضدته شركات تقنية وبحث وتقصٍ أميركية وبريطانية. ◙ مرزوق الغانم أبرز المتضررين من تكليف الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بتشكيل الحكومة الجديدة في غياب التواصل بين الرجلين ◙ مرزوق الغانم أبرز المتضررين من تكليف الشيخ أحمد نواف بتشكيل الحكومة الجديدة في غياب التواصل بين الرجلين وفي خطوة مفاجئة قدم الشيخ أحمد الفهد بيان اعتذار على التلفزيون الرسمي بعد حفظ البلاغ بأيام، لأمير البلاد ولولي العهد ولرئيس مجلس الوزراء السابق ورئيس مجلس الأمة السابق وللقضاة على خلفية “ما بدر منه من مساس وإساءة وتجريح بقصد أو غير قصد خلال الفترة الماضية، نتيجة المعلومات والمستندات التي وصلته والتي تتعلق بمصالح الوطن ظناً منه أنها صحيحة وذات مصداقية”. ورغم اعتذار الشيخ أحمد الفهد لم تنته القضية، إذ قرر الشيخ ناصر المحمد وورثة الراحل جاسم الخرافي تقديم بلاغ للنائب العام في سويسرا بسبب وجود شبهة تزوير في قرار التحكيم السويسري، ليصدر حكم ابتدائي في العام 2021 يقضي بإدانة الشيخ أحمد الفهد، الذي قام باستئنافه. وتقول الأوساط السياسية إن الشيخ أحمد الفهد المعروف عنه أنه شخصية مندفعة وانتقامية بالتأكيد لن يفوت فرصة تولي الشيخ أحمد النواف رئاسة الوزراء للثأر من خصومه ولاسيما من رئيس مجلس الأمة الحالي. وكان الشيخ أحمد الفهد في مقدمة المهنئين للشيخ أحمد النواف بتولي رئاسة الوزراء قائلا في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “ألف مبروك الثقة الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح رئيساً للوزراء، أعانك الله ووفقك لما فيه خير لوطننا الغالي وأهله الكرام”. وترى الأوساط السياسية أن الغانم يستشعر أن نهايته السياسية قد أذنت، وهو يحاول اليوم كسب الوقت وتسويق أنه لا يزال صامدا، مشيرة إلى الحملة الدعائية المسبقة التي انطلق فيها استعدادا للانتخابات التشريعية، والتي اتخذ من محاربة “غسيل الأموال” أحد أبرز عناوينها، وسط ترجيحات بأن تكون إثارة هذه القضية حاليا على علاقة بجهود عزله سياسيا. وأعاد رئيس مجلس الأمة الثلاثاء نشر تصريحات قديمة له، بأن هناك مؤسسات دولية تستخدم دولة الكويت كحاضنة لغسيل الأموال. ونشر الغانم مقطع فيديو له يعود إلى سنوات، قال خلاله “هذه الجرائم يُعاقب عليها القانون، ويفترض على المجلس أن يراقب ويحاسب، ولا يمكن أن نقبل لأي منظمة كانت أن تُستعمل كمظلة داخل الكويت لغسيل الأموال”. وأوضح “هناك شخص راتبه الشهري 400 دينار، لكن في 16 شهرًا معاملاته فاقت 12 مليون دينار، ومتهمة أخرى 6 ملايين دينار، وهناك عقار تم شراؤه بمبلغ مليون و200 ألف، وبيع بعد 24 ساعة من تاريخ الشراء بـ 5 ملايين و500 ألف”. من المرجح أن يستغل أحمد الفهد علاقته برئيس الوزراء الجديد، وأيضا معارضة كتل نيابية وازنة للغانم للإطاحة بالأخير واستنكر الغانم الاستغراب من عدم إثارة هذه القضية منذ وقت طويل، وتساءل “كيف تُثار هذه القضية ولا توجد أي بلاغات من البنوك؟”. وأثارت تصريحات الغانم ردود فعل واسعة ووسط تساؤلات عن سبب التزام رئيس مجلس الأمة الصمت عن هذه التجاوزات طيلة الفترة الماضية، واختار هذا التوقيت بالذات لإثارة هذا الملف مجددا؟ وقال الناشط خالد العوضي “مرزوق الغانم يقول لكم أو بالأحرى يتذكر الآن أن يقول لكم إن هناك من يستخدم الكويت كحاضنة لغسيل الأموال، طيب يا رئيس مجلس الأمة المنحل وينك طول السنوات الماضية (أين كنت طوال السنوات الماضية) وأنت كنت على رأس السلطة التشريعية ما فضحته (…)، الآن ناوي تصفي حساباتك معاه (الآن تريد أن تصفي معه حساباتك)”.

مشاركة :