شرب الماء أثناء الأكل له فوائد

  • 7/28/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل من الممكن شرب الماء أثناء تناول الطعام؟ هذا السؤال يطرحه خاصة آباء الأطفال، والذين بدورهم يعتقدون أنه لا يجب شرب الماء حتى الانتهاء من تناول وجبة الطعام، حسب ما لقنه لهم آباؤهم. وسبب هذه النصيحة هو أن السوائل التي يتم تناولها أثناء الأكل تخفف أحماض المعدة، مما يعيق عملية الهضم. فهل هذا صحيح؟ يقول جوناس جورج فيشسلر رئيس الهيئة الاتحادية لأطباء التغذية الألمان “فعلا، هناك قدر من الحقيقة في ذلك”، مضيفا “إذا شربت الكثير خلال الوجبة، فهذا يسبب بالفعل تخفيفا لأحماض المعدة”. وعلى الرغم من ذلك لا ينصح بعدم الشرب نهائيا خلال تناول الطعام. وفيما يتعلق بأحماض المعدة فإن الجسم ينتج منها نحو أربعة لترات يوميا. فهي تقوم بتكسير الطعام إلى مركبات فردية لكي تخضع للمزيد من المعالجة. كما أنها تقتل معظم الجراثيم التي يتم هضمها مع الطعام، والتي لم يقتلها اللعاب في الفم. كوب من الماء أثناء تناول وجبة الطعام أمر مفيد، فهو يساعد على نقل الطعام إلى المعدة ثم إلى الأمعاء وتقول ريتا راوش، خبيرة الأغذية والتغذية في مركز توجيه النصائح للمستهلكين في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية، “لا يوجد ضرر من شرب الماء أثناء تناول الطعام”. وأوضحت راوش أن “كوبا من الماء أثناء تناول وجبة لا يضر، بل على العكس هو أمر مفيد”؛ ذلك أنه “يساعد على نقل الطعام الذي تم مضغه ومزجه في الفم مع اللعاب إلى المعدة، ومن ثمة يتم نقله إلى الأمعاء”. ولكنها أعربت عن تفهمها للقاعدة المتبعة وقت تناول الوجبة لدى بعض الأسر، والتي تقضي بتناول الطعام أولا ثم شرب الماء بعد ذلك. وقالت “إنه أمر غالبا ما يكون ملائما عندما لا يحظى الأطفال بمتعة كبيرة أثناء تناول الطعام”، مشيرة إلى أن الآباء يقلقون من أن شرب الماء سوف يلهي الأطفال عن الطعام، مما يتسبب في عدم تناول الطفل قدرا كبيرا من الطعام وعدم حصوله على التغذية الكافية. وأضافت “يمكن أن يكون هناك حل وسط في مثل هذه الحالات” وهو السماح للطفل بشرب شيء ما أثناء تناول الطعام، ولكن فقط كوبا واحدا، يتم تقسيمه على مدار الوجبة. وأوضح فيشسلر أنه “بالنسبة إلى الأطفال شرب مشروب أثناء تناول الوجبات غير مضر بالصحة، فما هو المشروب الذي من المستحسن أن يتم تناوله؟”، ويجيب “إنه الماء، حتى يمكنهم فعلا تذوق الطعام”، مضيفا أنه “لا يهم ما إذا كانت المياه من الصنبور أو مياهًا معبأة ، فوارة أو غير فوارة”. وذكر أنه على الرغم من أن الكثير من البالغين يشربون النبيذ أو البيرة خلال تناول الوجبات فإن “هذا يؤدي إلى تغيير مذاق الطعام”. كما أن المشروبات الكحولية تعتبر مرتفعة السعرات. والأمر نفسه ينطبق على الصودا والمشروبات الغازية وعصائر الفواكه، حسب قول راوش. وبالنسبة إلى من لا يرغبون في تناول كوب من الماء خلال الوجبات، تقترح راوش بدلا من ذلك تناول كوب شاي بالفاكهة وغير محلّى. وأشار فيشسلر إلى أن تناول كوب من الماء قبل الوجبة يمكن أن يكون فكرة جيدة أيضا، “خاصة بالنسبة إلى من يتعين عليهم مراقبة وزنهم أو يتبعون حمية غذائية”. وأوضح أن “الماء يعمل على تمدد المعدة، مما يوجد إحساسا بالامتلاء المتوسط الذي يحد من الشهية، ويجعل من المرجح بصورة أكبر تناول طعام أقل…على الرغم من أنه لا يوجد دليل علمي على أن شرب الماء يخفض الوزن”. شرب الماء مفيد للصحة شرب الماء مفيد للصحة وسواء كان شرب الماء قبل الوجبة أو خلالها أو بعدها، ينصح فيشسلر بأنه “من الأفضل أن يكون الماء فاترا”؛ ذلك أن الماء عند درجة حرارة 36 درجة يحفز التمثيل الغذائي وبالتالي الهضم. وهذا أمر مفيد بصورة خاصة في حال تناول وجبة كبيرة. وهناك أمر آخر يساعد على الهضم، على الأقل بالنسبة إلى البالغين، وهو “شرب القهوة بعد تناول الطعام”، وفقا لما يقوله فيشسلر، مشيرا إلى أن مكونات القهوة ذات الطعم المر تساعد على تنشيط عملية الهضم، ناهيك عن أن جرعة القهوة القوية بعد تناول وجبة تعد أمرا رائعا بالنسبة إلى الكثيرين. ويشار إلى أن الماء ليس مهما للهضم فقط، وإنما ينصح بشربه أيضا من أجل المحافظة على صحة الجسم. وأضاف فيشسلر” الأشخاص عامة لا يشربون سوائل كافية”. وتابع “ينبغي على البالغين شرب 2.5 لتر من الماء يوميا. ورغم ذلك لا يجب شرب الماء كله مرة واحدة؛ ذلك أن الجسم يمكنه امتصاص كمية محدودة بكفاءة في وقت واحد. ووفقا لفيشسلر، تناول كوب من الماء كل ساعة أمر مثالي. ويحتاج الأطفال إلى الحصول على كميات من الماء أقل. وتوصي رابطة التغذية الألمانية بوجوب حصول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 7 أعوام على 930 ملّيمترا من الماء يوميا. ويشار إلى أن شرب السوائل أمر ضروري لأننا نفقد نحو 2.5 لتر من الماء يوميا من خلال العرق على سبيل المثال، حتى دون القيام بنشاط بدني شاق. وإذا لم يتم تعويض هذه الخسارة بشرب السوائل فلن يتمكن جسمنا بصورة مثالية من إمداد نفسه بالأكسجين والعناصر المغذية. وحذر فيشسلر من أن ذلك “قد يتضح على سبيل المثال في شكل صعوبة التركيز والشعور بالصداع والإعياء”. وإذا لم يشرب المرء أي سوائل لمدة سبعة أيام، فسيموت من شدة العطش. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :