دمشق – قتل 17 شخصا على الأقل وأصيب عشرات في اشتباكات بين سكان مسلحين وعصابات موالية للأجهزة الأمنية بمحافظة السويداء جنوب سوريا، وفق ما أفاد نشطاء ووسائل إعلام محلية. وظلت المحافظة، ذات الأغلبية الدرزية، في منأى في الغالب عن الصراع الدموي الذي عصف ببقية أرجاء البلاد منذ عام 2011، لكن احتجاجات متفرقة اندلعت هناك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. وقبضة الحكومة السورية عسكريا وإداريا على المنطقة أقل إحكاما مقارنة بالمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها. والاشتباكات التي تعد نادرة بين مسلحين من الأهالي وآخرين موالين لأجهزة الأمن، بدأت منذ السبت الماضي، حينما خطفت عصابة راجي فلحوط شاباً من أهالي منطقة شهبا بالمحافظة، مما أثار غضباً شعبياً في المدينة. وتطورت الأحداث إلى غلق العشرات من أهالي مدينة شهبا طريق دمشق السويداء، 4 ضباط من أجهزة المخابرات، ليرد "فلحوط" بخطف المدنيين من أهالي شهبا بشكل عشوائي عبر حواجز ببلدتي عتيل وسليم، حسب الموقع السوري. ولفت "السويداء 24" إلى أنه رغم التوصل لاتفاق، الأحد 24، بإطلاق سراح المخطوفين من الجانبين وفتح الطرقات، إلا أن عصابة فلحوط عادت للتمادي الإثنين، وخطفت 4 مدنيين من أهالي شهبا بينهم طلاب جامعات. كما فرضت العصابة حواجز أمنية في محيط بلدة عتيل، عبر العصابات المتحالفة معها، واعتدى أفرادها على مدنيين من المارة، حسب الموقع. وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن ريان معروف، النشط ومدير موقع ال سويداء24 الإعلامي المحلي، قوله إن السكان يشعرون بإحباط متزايد من قيام مقاتلين مدعومين من الحكومة باعتقالات تعسفية وإقامة حواجز طرق عشوائية وعمليات خطف من أجل الحصول على فدية. وفي نهاية الأسبوع، دفع اعتقال شخص سكانا آخرين إلى إقامة حواجز على الطرق واحتجاز أعضاء من العصابات المدعومة من الحكومة ومحاصرة قواعدهم، بحسب ما ذكر موقع السويداء24. وقال معروف في وقت متأخر الأربعاء "اندلعت هذه الانتفاضة فجأة ووقعت هجمات على قواعد هذه الجماعات المسلحة المدعومة بأسلحة ثقيلة". وقال أحد سكان عتيل، وهي إحدى القرى التي عصف بها القتال، إن الاشتباكات كانت عنيفة لدرجة أنه لم يتمكن من مغادرة منزله للحصول على إمدادات طبية عاجلة لشقيقته. وأضاف شادي الذي فضل استخدام اسمه الأول فقط "لقد كانت حربا كاملة لمدة 15 ساعة. السيارات والألواح الشمسية وخزانات المياه...جميعها تدمر بالكامل". ومن جانبها، قالت مديرية صحة السويداء إن القتال أسفر عن مقتل 17 شخصا، ونقل عنها ذلك كل من موقع السويداء24 وصحيفة الوطن الموالية للحكومة الخميس. وأكد معروف أن معظم القتلى أعضاء في العصابات المتحالفة مع الأجهزة الأمنية وإن جنازات هادئة أقيمت لتشييعهم الخميس. وأضاف أن البقية ينتمون إلى حركة مرتبطة بشخصيات دينية درزية وتعرف باسم (رجال الكرامة) وجرى تشييعهم في جنازتين شارك في كل منهما نحو ألفي شخص. ولم تعلق الحكومة السورية على الأحداث لكن صحيفة الوطن قالت إن القتال هدأ وإن المفاوضات جارية بشأن تسوية. وأفادت السويداء24 أنه تم إطلاق سراح الرجل الذي اختطف في نهاية الأسبوع. وشهدت السويداء احتجاجات نادرة هذا العام عندما تجمع عشرات في عاصمة المحافظة للمطالبة بوقف خفض دعم الغاز.
مشاركة :