مئوية مدرسة الهداية الخليفية

  • 12/26/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في أمسية خيرية شهدتها الساحة الداخلية لمدرسة الهداية الخليفية لدعم أعمال إعادة إحياء المدرسة توافد أهل الخير بدعوة من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار لتجهيز إضاءة مبنى المدرسة والعروض المتحفية في داخله، وهي المدرسة التي وضعت أسس التعليم النظامي في البحرين والخليج العربي عام 1919م. مدرسة الهداية الخليفية هي صورة البحرين المشرقة وعنوانها الأبرز في مدينة المحرق، فقد تربى وتعلم في جنباتها من عام 1919 إلى بدايات التسعينيات من القرن الماضي - حيث أغلقت لأعمال الصيانة - الكثير من أبناء هذا الوطن، فالمدرسة جديرة بالاهتمام والافتخار والمباهاة لما قدمته في مجال التربية والتعليم، وهي جديرة بالرعاية لما تملكه من عراقة وحضارة، وقد تعاقب على إدارتها الكثير من المدراء والموجهين والمدرسين، ولعل بعض الأسماء التي عاصرتها أو التي سمعتها من الوالد المرحوم يوسف بن إبراهيم الجودر حيث كان عاملا بالمدرسة من مدراء، عبدالله فرج، ياسين الشريف، حسن المحري، إبراهيم الخثلان، محمد العيد، محمد عبدالملك. ومن المدرسين مثل الدكتور إبراهيم غلوم، عيسى الشيخ، عادل سفيان، عبدالحميد المحادين، أسامة صادق، جمال خطب، أحمد الشباك، عيسى عبدالسلام، محمد جاسم وغيرهم ممن لا تحضرني الذاكرة، وهؤلاء ممن عاصرتهم حتى عام 1976م، حيث تخرت من المدرسة، وإن كان من تسجيل للوزراء التي شهدها التعليم النظامي بالبحرين فيأتي في مقدمتهم الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة مدير المعارف، الأستاذ أحمد العمران، الشيخ عبدالعزيز آل خليفة، الدكتور علي فخرو، الدكتور عبدالعزيز الفاضل، الدكتور محمد الغتم وأخيرًا الدكتور ماجد بن علي النعيمي. لقد كانت مدرسة الهداية الخليفية مركزًا لالتقاء أبناء البحرين سواء لنهل العلم والمعرفة وقراءة القرآن أو لممارسة الرياضة مثل كرة القدم والسلة والجري أو لإقامة العروض المسرحية عليها، فقد كانت مدرسة الهداية الخليفية هي الأولى على مستوى منطقة الخليج العربي في التعليم النظامي حين تداعى أبناء البحرين لإقامة هذا الصرح في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، فقد أسست المدرسة شمال مدينة المحرق، واختطت لها مساحات كبيرة لاستيعاب الزيادة العددية للطلبة، وقد قام بتصميم المبنى مهندس معماري هندي، واستخدمت فيها أنواع من الحجارة الطبيعية تم جلبها من جزيرة جدة. فمع أن وزارة التربية والتعليم اليوم تشرف على اكثر من مائتي مدرسة للبنين والبنات إلا أن مدرسة الهداية الخليفية لها نكهتها الخاصة، فهي المدرسة التي يتسابق إليها أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم للمرحلة الثانوية، فتلاميذها من كافة مدن وقرى ومناطق محافظة المحرق، لذا تسطر مدرسة الهداية الخليفية مع مرور المائة الأولى أروع الأمثلة في العمل الجماعي لتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030. إن التبرع للتعليم كان سمة بارزة لأبناء هذا الوطن، فتأسيس التعليم في البحرين قد جاء عبر تبرعات أهل الخير والمعروف خاصة حين ارتبط اسم (الهداية) بالتعليم النظامي بالبحرين، وقام بالتأسيس قيادات وطنية مخلصة من أبنائها مثل الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة مدير المعارف والشيخ عبدالوهاب بن حجي الزياني والشيخ قاسم بن مهزع الذي رشح بدوره الشيخ جمعة بن علي الجودر لمادة الشريعة الإسلامية، فكانت مدرسة الهداية صرحًا تربويًا وتعليميًا متميزًا بالمنطقة تخرجت منها رموز بحرينية أسهمت في مسيرة البناء والتنمية، ليس على المستوى المحلي، بل ساهمت في بناء التعليم بمنطقة الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة. مدرسة الهداية وهي تقترب من المئوية الأولى تقف صرحًا تربويًا وتعليميًا متميزًا يفتخر بها أبناء هذا الوطن، وما ذلك إلا للعطاء والتضحية التي قدمها الأوائل في قطاع التربية والتعليم من متبرعين وهيئات إدارية وتعليمية ومدرسين وطلبة وعاملين، وقد رصد حركة التربية والتعليم في هذه المدرسة العريقة (الدكتور عبدالحميد المحادين والأستاذ عبدالوهاب كمال) في مجموعة من الكتب التوثيقية، ولولاهما لضاع ذلك التاريخ وتلك الصور من ذاكرة الوطن، ولأصبحت مدرسة الهداية حجارة دون روح، لذا فإن مدرسة الهداية تستحق أن تتضافر كل الجهود لإحيائها والعمل من أجلها، فما تقوم به الشيخة مي آل خليفة لعمل وطني يستحق الإشادة، والجميع ينتظر عام 2018م للاحتفال بمدينة المحرق (مدينة الثقافة الإسلامية)!!.

مشاركة :