افتتحت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي المهرجان الثقافي والتراثي «خيرات النخلة» في نسخته الثالثة، والذي تنظمه المبادرة بالتعاون مع إدارة سوق المزارعين التابعة لمجموعة بنك البحرين للتنمية، ووزارة شؤون البلديات والزراعة، بحضور كل من الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك البحرين للتنمية دلال الغيص، والوكيل المساعد بوكالة الزراعة والثروة البحرية الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالكريم. ويهدف المهرجان إلى تشجيع ودعم الإنتاج المحلي من منتجات النخلة كافة للحفاظ على الهوية الزراعية، ويستمر المهرجان على مدى ثلاثة أيام في الفترة 28-30 يوليو، بسوق المزارعين البحرينيين الدائم في هورة عالي، بمشاركة العديد من المزارعين والشركات الزراعية والحرفيين والأسر المنتجة. وأكدت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة خلال الافتتاح على الأهمية الكبيرة لمهرجان خيرات النخلة، الذي أثبت في موسمه الثالث أهميته المتنامية كونه يمثل جانبا مهما من التراث البحريني ومتصلا بهوية البحرين الزراعية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. وأضافت: «إن المبادرة حريصة على تنظيم هذا المهرجان بشكل مستمر لكونه يسهم في ترسيخ المكانة التاريخية لشجر النخيل والمحافظة عليها، وصون الموروث الثقافي والتراثي العريق لمملكة البحرين، وذلك في ظل الدعم لا المحدود من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والتوجيهات الكريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم، رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، بأهمية دعم قطاع زراعة النخيل لما يحمله من ارتباط وثيق بتراث وثقافة المجتمع البحريني وضرورة الحرص على التمسك بأصالته ومواصلة الاعتناء بالنخلة وتعزيز وجودها لما تحتله النخلة من مكانة خاصة في وجدان كل مواطن. والشكر موصول لمجموعة بنك البحرين للتنمية ولوزارة شؤون البلديات والزراعة على تعاونهم المثمر في تنظيم وإنجاح هذه الفعالية الوطنية، متطلعين إلى مواصلة هذا التعاون المثمر في الأعوام القادمة بإذن الله». ويأتي مهرجان خيرات النخلة في إطار الفعاليات الزراعية التي تحرص المبادرة على تنظيمها بشكل مستمر اعتزازا بالهوية الزراعية والتاريخية، ولما يمثله المهرجان من خلق منصة تجارية تسهم في تشجيع ودعم الإنتاج المحلي وفرصة مثلى لتبادل الخبرات، بما ينعكس إيجابا على الجانب الاقتصادي ويسهم في تعزيز منظومة التنوع الغذائي، وهو لُب ما تسعى له المبادرة في إطار التزامها بالإسهام في تعزيز استدامة قطاع زراعة النخيل وزيادة الانتاج المحلي من التمور، وتطوير الصناعات المحلية القائمة على خيرات النخلة، كما يحفز المهرجان المنافسة بين المزارعين ويشجع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي. وقد استهل المهرجان بعزف النشيد الوطني وعدد من الأغاني والأناشيد الوطنية التي أدتها الفرقة الموسيقية العسكرية التابعة لوزارة الداخلية، واشتمل على معروضات مختلفة من قبل المزارعين والشركات الزراعية والأسر منتجة، مثل المأكولات المصنعة من التمور كـ«آجار الرطب» ومربى الرطب وآيسكريم الرطب والحليب بنكهة الرطب، إضافة إلى مختلف أصناف الرطب الموجودة في هذه الفترة. من جانبها، قالت دلال الغيص الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية: «يعكس مهرجان خيرات النخلة الثالث الاهتمام الكبير والجهود المشتركة بين كل من البنك والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي ووزارة شؤون البلديات والزراعة لدعم وتطوير القطاع الزراعي في مملكة البحرين، وفي إطار تنوع المبادرات التي تهدف إلى دعم مختلف المنتجات الزراعية الوطنية، مع ما تمثله هذه الفعاليات والبرامج من فرصة كبيرة للاطلاع على احتياجات القطاع الزراعي والعمل على تقديم أوجه الدعم الممكنة، سواء من خلال سوق المزارعين أو من خلال الخدمات الأخرى التي يقدمها البنك لهذا القطاع الحيوي». بدوره، أكد الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالكريم على الاهتمام البالغ لوزارة شؤون البلديات والزراعة بالقطاع الزراعي بشكل عام وقطاع النخيل بشكل خاص، تنفيذا للتوجيهات السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، والتوجيهات الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومتابعة من قبل وزير شؤون البلديات والزراعة المهندس وائل بن ناصر المبارك، مبينا أن الوزارة تسعى إلى العمل على تطوير قطاع النخيل وحمايته، مضيفا أن مشاركتهم اليوم ضمن فعالية خيرات النخيل بنسخته الثالثة، بالشراكة مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وبنك البحرين للتنمية، وذلك من خلال مشاركة الوزارة بعدة أركان ثقافية بهدف نشر الوعي بشأن أصناف نخيل التمر من خلال عرض لنماذج أنواع الرطب، الى جانب عرض الأدوات التي تستخدم في صيانة النخيل مثل المنجل والكر مصنعة بأيدٍ بحرينية توارثت هذه المهنة من الآباء والأجداد. وكذلك عرض نماذج للآفات التي قد تصيب النخلة وكيفية معرفة ماهية الإصابة ناهيك عن الآلية الصحيحة لمكافحتها، مستعرضة بذلك عددا من الآفات الزراعية كـ«سوسة النخيل». وأضاف: «المملكة تحتفظ بتنوع وراثي لأصناف النخيل، والتي تحتم علينا كوزارة ان نسعى من اجل الحفاظ على ذلك التنوع من خلال الشراكة بين الوزارة و المزارعين، والعمل على العناية بقطاع النخيل وتنميته، إذ إن قطاع النخيل ومنذ 6 ألف سنة قطاع أصيل ومتأصل على أرض البحرين».
مشاركة :