تعهّد قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، بعدم السماح «باهتزاز الأمن» و«للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقاً إلى ساحتنا الداخلية»، آملاً «اجتراح الحلول السياسية الكفيلة بإنقاذ البلاد ومنعها من الانهيار، كي يستعيد شبابنا ثقتهم بوطننا، وينهضوا به مجدّداً». وقال العماد عون، في مناسبة عيد الجيش السابع والسبعين: «أيها العسكريون، سبعة وسبعون عاماً من شرف التضحية والوفاء لوطن الأرز، قدّم خلالها الجيش خيرة عسكريّيه شهداء في سبيل الدفاع عن أمن لبنان واستقراره، كما عن كرامة شعبه»، لافتاً إلى أنها «مسيرة طويلة، شهدت كثيراً من المحطات والتحديات، وبقي الجيش خلالها الحصن المنيع والمؤسسة الجامعة لكل مكوّنات الوطن، والركيزة الأساسية لكيان الدولة التي تعصف بها الأزمات بشكل مستمر وتهدّد وجودها». وتأتي كلمة العماد جوزيف عون بمناسبة عيد الجيش الذي يجري الاحتفال به في أول أغسطس (آب)، في الوقت الذي بات اسمه متداولاً كأحد المرشحين البارزين لرئاسة الجمهورية خلفاً للعماد ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتوجه عون إلى العسكريين بالقول: «تعيشون ظروفاً استثنائية، وتعانون كما شعبنا من الأزمة الاقتصادية والمالية التي بدأت منذ نحو 3 أعوام. هذه الأزمة التي تفاعلت مؤخراً، أدّت إلى شلل في معظم قطاعات الدولة ومؤسساتها، ما أنتج تداعيات سلبية في مختلف المجالات»، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية وحدها «لا تزال متماسكة وجاهزة لتحمّل كامل مسؤولياتها تجاه وطنها وشعبها بكل عزم وإرادة واقتناع». وقال قائد الجيش: «لن نسمح باهتزاز الأمن ولن نسمح للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقاً إلى ساحتنا الداخلية، على أمل اجتراح الحلول السياسية الكفيلة بإنقاذ البلاد ومنعها من الانهيار، كي يستعيد شبابنا ثقتهم بوطننا، وينهضوا به مجدّداً، فهو يستحقّهم ويحتاج إليهم لأنّهم ثروة لا تُعوّض. فليكن حلم إعادة بناء لبنان أقوى من حلم الهجرة». وتطرق إلى التحديات التي يواجهها العسكريون في ظل الأزمة الاقتصادية. وقال متوجهاً إليهم: «أثبتّم لأنفسكم كما لقيادتكم وشعبكم أنكم جديرون بالثقة وعلى قدر المسؤولية. تكابدون وتواجهون التحديات إيماناً بجيشكم ووطنكم. تنتشرون على كل تراب الوطن وتروونه بعرقكم، كما رواه رفاقكم الشهداء والجرحى بدمائهم. في الداخل كما على الحدود والجرود، تقفون شامخين، أبطالاً لا يهابون الموت ولا الأزمات. تصارعون باللحم الحي للبقاء والصمود، لأن لبنان بأمس الحاجة إليكم اليوم». وقال إن العسكريين «يواجهون المراهنين على ضعفكم بالثبات والتشبّث بقيمكم وعقيدتكم وولائكم لمؤسستكم ووطنكم»، مشيراً إلى أن العسكريين «يتحلّون بالإرادة، وهي سر محبّة شعبكم لكم وثقته بكم، كما ثقة المجتمع الدولي. بفضل هذه الإرادة، الجيش باقٍ، ولبنان باقٍ». وإذ عدّد مهام الجيش التي تتشعب على مختلف النطاقات، قال: «ابقوا على (جهوزيتكم) لمواجهة كل الأخطار؛ العدو الإسرائيلي وتهديداته المستمرة وأطماعه في ثرواتنا الطبيعية من جهة، والإرهاب الذي يتحيّن الفرص دوماً لاستعادة نشاطه من جهة أخرى. ولا ننسى الخطر الذي يهدّد مجتمعنا ومستقبل شبابنا وهو المخدرات، ملاحقة تجّاره ومروّجيه ستبقى نصب أعيننا». وشدد العماد عون على أن العسكريين هم «الملاذ الأخير لشعبنا وصمّام الأمان لوطننا»، متعهداً بالبقاء «أوفياء لقسمنا وشهدائنا وجرحانا مهما اشتدّت الصعاب والمحن، وعظُمت المسؤوليات الملقاة على أكتافنا، وكلّنا إيمان وثقة بأن الأزمة ستزول حتماً». وأضاف: «يبقى الصمود لمواجهتها مفتاح استمرارنا وثباتنا. تلك هي أولويتنا المطلقة، وستبقى كذلك، بعيداً عن كل التجاذبات والاتهامات ومحاولات زج المؤسسة في مهاترات لأهداف خاصة ومشبوهة. ما يعنينا هو تماسك المؤسسة واستمرارها في أداء مهماتها، كما أمن لبنان واستقراره».
مشاركة :