أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تفاصيل عملية إحضار نحو 30 عينة من سطح المريخ إلى الأرض في 2033 وفق خطة باتت تتضمن إرسال مروحيتين جديدتين إلى الكوكب الأحمر. وتمكن الروبوت الجوال "برسيفرنس" الذي هبط على سطح المريخ قبل عام ونصف العام، من استخراج 11 عينة صخرية حتى الآن، لكن إحضارها إلى الأرض لدراستها بالتفصيل بحثا عن إمكانية وجود أشكال حياة قديمة مهمة معقدة تتطلب خطوات متعددة، بحسب "الفرنسية". وكانت "ناسا" تخطط حتى الآن لإرسال روبوت جوال آخر إلى المريخ لنقل العينات التي جمعها "برسيفرنس" إلى مركبة هبوط مزودة بصاروخ صغير يتولى الإقلاع بالعينات إلى المدار في 2031. إلا أن الخطة تغيرت، إذ صرف النظر عن العربة الجوالة الثانية، وستتولى "برسيفرنس" التي كان أداؤها جيدا نقلها مباشرة إلى الصاروخ مارس آسنت فيهيكل، "مركبة الصعود المريخية". وستؤخذ العينات من "برسيفرنس" باستخدام ذراع آلية صنعتها وكالة الفضاء الأوروبية ووضعها في مركبة الهبوط كما كان مخططا في الأساس. لكن "ناسا" وضعت من باب التحوط حلا بديلا إذا لم تتمكن عربة "برسيفرنس" من التحرك لتنفيذ المهمة. فمركبة الهبوط التي يفترض أن تقلع في صيف 2028 وتصل إلى المريخ في منتصف 2030، ستحمل على ظهرها "إضافة إلى الصاروخ الصغير والذراع الآلية" مروحيتين صغيرتين. وتوجد أصلا على سطح المريخ مروحية "إنجينويتي" التي تجاوز أداؤها كل التوقعات، إذ نفذت حتى الآن 29 طلعة، بدلا من الطلعات الخمس التي كانت مقررة أصلا. وستكون المروحيتان الجديدتان أثقل قليلا، ومزودتين بعجلات لتتمكنا من التنقل على السطح أيضا، وبذراع صغيرة تتيح لهما حمل العينات التي يمكن أن يصل وزن الواحدة منها إلى 150 جراما. وفي هذه الحالة، تتولى "برسيفرنس" وضع العينات على السطح لتحملها المروحيتان وتضعاها في غضون أيام قليلة أمام مركبة الهبوط، لتحملها الذراع الآلية التي يمكن أن تمتد مترين وتودعها الصاروخ الصغير. وعندما تصبح العينات في الفضاء، ستنقل إلى مركبة مدارية توضع سلفا في محيط المريخ، ومن المقرر أن تقلع من الأرض في 2027. وما إن تصبح العينات في المركبة حتى تتوجه المركبة المدارية إلى الأرض لتهبط في صحراء يوتا في 2033.
مشاركة :