الأستاذ عبد الله بن إبراهيم زغبي يرحمه الله .. كان معلما بمجمع تحفيظ القرآن الكريم ببيش ( المرحلة الإبتدائية ) ، نعم المعلم الجميل الأنيق الصابر المخلص !! درس الإبتدائية والمتوسطة ومعهد إعداد المعلمين بمحافظة ( بيش ) مدينة الحسن والجمال . تعرفت عليه في أواخر الفصل الدراسي الأول من عام ١٤٠٥هـ ، فقد زرت يوما واحدا مدرسة بيش المتوسطة والثانوية ومعهد إعداد المعلمين وكنت يومها في آخر فصل دراسي بكلية التربية – فرع جامعة الملك سعود في أبها .. وكنت أستعد للتربية الميدانية بداية الفصل الثاني من عام ١٤٠٥هـ .. وذهبت للمدرسة لكي أحصل على نسخة من كتاب علم النفس للصف الثاني الثانوي أطالع ما فيه .. الأستاذ محمد عمر أبو راسين قدمي للفصل الأول بالمعهد وألقيت حصة لهم وممن شاهدتهم من الطلاب الذين في الفصل الأستاذ عبد الله زغبي وأخوه يحيى والأستاذ مسدف قارضة والأستاذ حسين سويد وغيرهم ممن نسيت وأحد لي بعضهم أنه زميل أخي أحمد في المرحلة الابتدائية والمتوسطة. بعد نهاية الحصة كونوا حولي دائرة بشرية بأجسادهم وأمطروني أسئلة ما خلصني منهم إلا أستاذ الحصة التي بعدي .. كان يومًا جميلًا جدا بالنسبة لي. في عصرية ذلك اليوم ذهبت ألعب كرة في ملعب الإتحاد والذي كان يقع مكان القصر الأخضر حاليا ووجدته وأخوه والمحوري وغيرهم وكانت معظم الكور يرسلونها لي ( مجاملة أستاذهم ). عاش عبد الله حياة هادئة لم يشتك منه أحد طيلة حياته .. عندما أدخلت ابني مهند مدرسة تحفيظ القرآن كان هو معلمه في الأول الابتدائي بل إنه طلب أن يكون عنده حبا فيّ . عبد الله كساه الله المحاسن والأخلاق من منبت شعر رأسه حتى أخمص قدميه ! وزاده الله محبة في قلوب أصحابه وأصدقائه ، وزاده الله على حسن أخلاقه خلقة جميلة فتبارك الله أحسن الخالقين . من المعلمين الجادين والمخلصين في عمله طيلة عمله معلما ، وإن كنت لا أدري بداياته العملية بأي المدارس ابتدأ مشواره العملي ولكن عرفته وهو في تحفيظ بيش الابتدائية وكانت ملحقة بمدرسة الزبير بن العوام الابتدائية . الأستاذ عبد الله لم يكن وداعه وداعا عاديًا عند أكثر محبيه ، وقد تسلل إلى الأستاذ عبد الله على حين غرة المرض الخبيث فانزرع في بلعومه وحلقه لم تفد كل المحاولات الطبية أن تبقيه على قيد الحياة .. وشهر رمضان العام ١٤٤٠هـ ، كان محزنًا لنا عندما ودعنا الأستاذ عبد الله وواريناه الثرى ودعونا الله ربنا أن يعوضه شبابه الذي فقده منازل وغرفا في جنات عدن .. رحمه الله رحمة واسعة .
مشاركة :