خطيب المسجد النبوي: تخصيص بداية العام بعبادة بدنية أو مالية إحداث في الدين

  • 7/29/2022
  • 15:04
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب صلاة الجمعة في المسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم، إن الله جعل الحياة الدنيا دارًا لابتلاء العباد واختبارهم، يقطعون مراحلها سائرين إلى دار البقاء، فهي مزرعة العاملين، وشوق العابدين. وأضاف خطيب المسجد النبوي، أن من أحسن العمل فاز واستحق الثواب، ومن أساء وقصر خسر واستحق العقاب، والغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس في هذه الحياة أن يعبدوه وحده دون سواه. وتابع خطيب المسجد النبوي، أنه كل عام ينقضي من عمر العبد -بل كل يوم من أيامه- فيه تذكرة بأن لكل بداية نهاية، وأن لكل أجل كتابًا، ولكل فاتحة ختامًا، ولكل بنيان تمامًا. وأضاف أنه في طلوع فجر العام الجديد ما يذكر النفس بأن الفرصة لا تزال حاضرة، وأن الأمل لائح، والرجاء قائم، والعاقل الموفق من يحصي على نفسه نتيجة عمله، وتمرة عمره، كما يحصي أرباح تجارته وخسارته، فالعمر هو رأس مال كل مخلوق، وعدته الصحة وسلامة القوى، وأكثر الناس مغبون فيهما. ولفت إلى أنه ليس لفاتحة العام مزية في الشرع، ولم يرد فيه فضل ولا خصيصة، وتخصيصه بعبادة بدنية أو مالية أو غيرها إحداث في الدين، وتقدم بين يدي الشرع العظيم. وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أرشد إلى اغتنام الحياة وما فيها من الشباب والقوة قبل فقدها، والعمل في حال الفراغ والغنى قبل نزول أضدادها، ومن أعظم ما تذهب به أيام العام سدى إضاعة الأوقات من غير عمارة الآخرة. وتحدث خطيب المسجد النبوي، في خطبته الثانية، عن شهر محرم وفضله فقال: فد أظلكم شهر الله المحرم، أضافه الله إلى نفسه لأن تحريمه من الله لا من غيره، فهو أحد الأشهر الحرم التي حرمها الله في كتابه، ونهى عن ظلم الأنفس فيها بالمعاصي والذنوب. واختتم خطبته، بتذكير الناس بفضل صيام يوم عاشوراء فقال: وكثرة التطوع بالصيام في هذا الشهر، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاه الليل» رواه مسلم، وأفضل ما يتحرى من أيامه بالصيام: يوم عاشوراء، فقد صامه النبي وأمر بصيامه، والأكمل أن يصام معه اليوم الذي قبله، فيصوم التاسع والعاشر.

مشاركة :