كشف DeepMind من غوغل عن بنية ثلاثية الأبعاد من 200 مليون بروتين موجودة في كل كائن حي، ما يمكّن العلماء من الوصول الفوري إلى معلومات متعمقة حول اللبنات الأساسية للحياة. واعتاد العلماء قضاء عدة أشهر أو سنوات لفهم بنية البروتينات قبل برنامج الذكاء الاصطناعي المعروف باسم AlphaFold الذي حل واحدة من أصعب مشاكل علم الأحياء في نوفمبر 2020. وغالبا ما استخدم الباحثون أدوات مثل الأشعة السينية، ولكن هذه المعلومات المعقدة متاحة الآن بأسرع بحث غوغل. ويمكن أن يتنبأ AlphaFold ببنية جميع البروتينات تقريبا - سواء في الحيوانات أو النباتات أو البشر أو البكتيريا أو الكائنات الحية الأخرى - المعروفة للعلم. وتعد هذه القدرة على رؤية بنية البروتين بسرعة في ثلاثة أبعاد ذات قيمة للعلماء الذين يسعون إلى علاج الأمراض والباحثين الذين يتطلعون إلى حل مشاكل مثل التلوث البلاستيكي لأنها تمنحهم نظرة مفصلة تماما على البروتينات التي تدعم جميع العمليات البيولوجية. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي شيء يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فإن هذا العمل ينطوي على مخاطر. وأظهرت دراسة أجرتها Nature في شهر مارس أن خوارزمية اكتشاف الأدوية للعلماء يمكن، مع بعض التعديلات الطفيفة، أن تولد اختلاقات سامة مثل عامل الأعصاب VX وجزيئات الحرب الكيميائية الأخرى. وتدعي DeepMind أنها اتبعت مسارا "مسؤولا" من خلال التشاور مع أكثر من 30 خبيرا في علم الأحياء والأخلاق والأمن والسلامة بحيث يمكن مشاركة فوائد الذكاء الاصطناعي بطريقة تقلل من المخاطر المحتملة. ومع ذلك، أثار العديد من الخبراء، بما في ذلك الموظف الأخلاقي السابق في Google AI، تيمنيت جبرو، مخاوف بشأن قدرة التكنولوجيا على تعزيز تركيز القوة الذي يؤدي إلى التمييز. واستخدم أكثر من 500000 باحث حول العالم من 190 دولة قاعدة بيانات AlphaFold - لعرض أكثر من مليوني بنية. وقال ديميس هسابيس، المؤسس والرئيس التنفيذي لـDeepMind، في بيان يوم الخميس: "كان ملهما للغاية أن نرى الطرق التي لا تعد ولا تحصى التي اتخذها مجتمع البحث AlphaFold، حيث استخدمها في كل شيء بدءا من فهم الأمراض، إلى حماية نحل العسل، إلى فك رموز الألغاز البيولوجية، إلى البحث بشكل أعمق في أصول الحياة نفسها". كما أن التقدم الذي تم الإعلان عنه هو تعاون بين DeepMind، وهي تابعة لشركة Alphabet ومقرها المملكة المتحدة، والمعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية. ويعد العثور على دواء جديد يمكن أن يشفي المرض، أمرا صعبا للغاية - خاصة عند محاولة تحديد كيف تعمل المستقبلات المختلفة - البروتينات التي ترتبط بالدواء - كمجموعة. وقالت كارين أكينسانيا، رئيسة البحث والتطوير في شركة شرودنغر في نيويورك: "يمكن أن يؤدي هذا إلى تسريع اكتشاف الأدوية بطريقة لم نشهدها من قبل". وربما يكون التلوث البلاستيكي - ينتج العالم حوالي 400 مليون طن منه سنويا - أحد المجالات المدهشة حيث يمكن أن يلعب AlphaFold دورا محوريا. ويطور العلماء في مركز ابتكار الإنزيمات بجامعة بورتسموث حلا فريدا، وهو شيء يسمونه "الاقتصاد البلاستيكي الدائري بالكامل" الذي يستخدم الإنزيمات، وهي بروتينات تسرع عملية التمثيل الغذائي، لتكسير البوليمرات البلاستيكية. وبهذه الطريقة، يمكن إعادة تدويرها بنسبة 100٪ إلى حالتها الأولية - أو حتى إعادة تدويرها إلى مادة ذات جودة البلاستيك البكر - بدلا من تلويث المحيطات. وبعد مرور عام على فتح قاعدة بيانات بنية البروتين AlphaFold، يقوم معهد DeepMind وEMBL الأوروبي للمعلوماتية الحيوية بتوسيعها من حوالي مليون إلى أكثر من 200 مليون بنية بروتينية، والتي تغطي تقريبا كل كائن حي تم تسلسله الجينومي. وقال هسابيس: "بصفتنا روادا في مجال "البيولوجيا الرقمية" الناشئ، نحن متحمسون لرؤية الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي وهي تبدأ في الظهور كواحدة من أكثر الأدوات المفيدة للإنسانية لتعزيز الاكتشاف العلمي وفهم الآليات الأساسية للحياة". وعلى الرغم من أن DeepMind افتخرت بكون قاعدة البيانات مفتوحة المصدر للسماح للعلماء بالوصول الواسع، اعترف مؤسس الشركة خلال الإعلان للصحفيين بأنهم قد يحتاجون إلى تقييد الوصول في المستقبل. المصدر: ديلي ميل تابعوا RT على