أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن الجزر الواقعة في بحر إيجه والتي تطالب تركيا بالسيادة عليها هي جزر يونانية. وفي ملف اللجوء طالبت بيربوك أثينا بالالتزام بحقوق الإنسان على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها اليوناني نيكوس ديندياس انحازت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى الجانب اليوناني في نزاعه مع تركيا بشأن السيادة على الجزر اليونانية في شرق بحر إيجة. وقالت بيربوك عقب اجتماع مع نظيرها اليوناني نيكوس ديندياس في أثينا، اليوم الجمعة (29 تموز/يوليو 2022): "الجزر اليونانية أراض يونانية، ولا يحق لأحد التشكيك في ذلك"، مضيفة أن الحكومة الألمانية ستظهر تضامنها مع اليونان وستدافع عن الأسرة الأوروبية، موضحة أن هذه ستكون رسالتها إلى تركيا عندما تتوجه إلى إسطنبول في وقت لاحق اليوم. وقالت بيربوك في إشارة إلى التوترات بين اليونان وتركيا العضوتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتحديات التي تطرحها الحرب الروسية في أوكرانيا: "نحن بحاجة إلى الوحدة والحوار، ونحتاج إلى عمل هادئ في هذه الأوقات الصعبة"، مشيرة إلى أن الصراع داخل التحالف الغربي هو بالضبط ما كان يهدف إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت بيربوك لصحيفة "تا نيا" اليونانية قبل مغادرتها برلين إن الزيارة المزدوجة للشريكتين في الناتو مهمة بالنسبة لها، خاصة في هذه الأوقات الصعبة عندما تحاول روسيا تقسيم التحالف الغربي، وأضافت: "لم يكن الأمر يتعلق أكثر من أي وقت مضى بالتماسك بين حلفاء الناتو والشركاء الأوروبيين". وأعرب ديندياس عن استيائه من عدم وجود دعم على مستوى الاتحاد الأوروبي لليونان في صراعها مع تركيا، قائلا إنه "شعر في كثير من الأحيان بأنه وحيد" عند عرض قضية اليونان في بروكسل، داعيا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى دعم سياسة الاتحاد عند زيارتهم لتركيا من خلال إدانتهم لأعمال العنف التي تهدد بها أنقرة. وشككت تركيا في سيادة الجزر اليونانية في شرق بحر إيجة وطالبت بانسحاب الوحدات العسكرية اليونانية بموجب المعاهدات الدولية، بينما أشارت اليونان إلى وجود زوارق إنزال على الساحل التركي. وتحلق طائرات تركية على نحو متكرر فوق جزر يونانية. وإلى جانب ذلك هناك خلاف بين الدولتين بشأن الغاز تحت قاع البحر في صراع يشمل قبرص أيضا. صد اللاجئين وفي سياق منفصل، حذرت بيربوك خلال زيارتها لأثينا من وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان أو طرد للاجئين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وقالت بيربوك إنه على الرغم من أن حماية الحدود تعني أيضا الامتثال للقانون الدولي، على سبيل المثال، ضد تهريب الأشخاص والأسلحة، فإن لكل فرد في الاتحاد الأوروبي الحق القانوني في التقدم بطلب للحصول على اللجوء. وتأتي تصريحات الوزيرة ردا على مزاعم بأن الحكومة اليونانية تعيد المهاجرين في البحر وعلى حدود البلاد دون منحهم الفرصة لتقديم طلب لجوء، لكنها مارست أيضا نقدا ذاتيا، حيث ذكرت أنه كان يُعتقد لفترة طويلة في ألمانيا أنه يمكن ترك الدول الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وحدها مع اللاجئين والهجرة وحماية الحدود، مؤكدة أنه لذلك يتعين على الدول التي ليست على الحدود الخارجية أن تضمن عدم وجود انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن أحد الحلول هو تأسيس خدمة إنقاذ بحرية أوروبية مشتركة. ووفقا لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تمكن منذ بداية هذا العام حوالي 6250 شخصا من عبور الحدود في شمال شرق اليونان أو عن طريق القوارب من الساحل الغربي لتركيا إلى الجزر اليونانية. وتكرر وقوع حوادث قوارب ووفيات. وتتبادل أثينا وأنقرة الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الوضع، إذ ترى اليونان أن تركيا لا تلتزم باتفاق اللاجئين لعام 2016 مع الاتحاد الأوروبي، بينما تتهم تركيا اليونان بعمليات صد غير قانونية . خ.س/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :