لندن – رويترز: قال إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر إن الجماعة لن تخوض صراعا جديدا على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل تسعة أعوام حتى رغم أنها لا تزال تحظى بتأييد واسع. كانت هذه الحركة الإسلامية قد فازت بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر عام 2012 لكن الجيش أطاح بها بعد عام من توليها السلطة وذلك في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمها وهي تواجه منذ ذلك الحين حملة قاسية. ويقبع كثيرون من قادة الجماعة وآلاف من أنصارها في السجون أو أنهم فروا إلى الخارج واستبعدت الجماعة من حوار سياسي سيطلقه قريبا الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أطاح بالجماعة من السلطة عندما كان قائدا للجيش في 2013. وتعتبر مصر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لكن منير أكد مجددا موقف الجماعة الرافض للعنف. كما بدا أنه يستبعد التنافس على السلطة من خلال صناديق الاقتراع وهو أمر لا تستطيع الجماعة القيام به بشكل مباشر بينما لا تزال محظورة رغم أنها دفعت بمرشحين مستقلين في الانتخابات البرلمانية من قبل. وقال منير في مقابلة مع رويترز: «نرفض العنف تماما ونعتبره خارج فكر جماعة الإخوان المسلمين، ليس فقط أن نستخدم العنف أو السلاح بل حتى أن يكون هناك صراع على الحكم في مصر بأي صورة من الصور». وأضاف: «حتى لو الصراع بين الأحزاب في الانتخابات السياسية أو غيرها التي تديرها الدولة.. هذه الامور عندنا مرفوضة تماما ولا نقبلها». وتعرض منير (85 عاما) للسجن مرتين بمصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وعاش في الخارج خلال معظم السنوات الأربعين الماضية. وقال إن جماعة الإخوان المسلمين مرت بأوقات عصيبة من قبل ولكن «بالتأكيد هذه المرة أقسى من كل المرات الماضية.. من كل المحن الماضية» التي شهدتها منذ تأسيسها قبل ما يربو على 90 عاما. وأضاف أنه ليس من الواضح كم عدد مؤيدي الإخوان المسجونين في مصر، لكنه استشهد ببعض التقديرات التي تشير إلى أن عددهم حوالي خمسة أو ستة آلاف. وقال مسؤول بالجماعة لاحقا إن منير كان يقصد 50 ألفا أو 60 ألفا. وأشار منير أيضا إلى مصادرة أموال الكثيرين منهم. ولم يرد المركز الصحفي التابع للدولة على طلب التعليق. وينفي المسؤولون احتجاز سجناء سياسيين ويقولون إن الإجراءات الامنية مع الإخوان ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد. وتولى منير القيادة بالإنابة منذ عامين لأن المرشد العام مسجون منذ أن فقدت الجماعة السلطة في عام 2013 ثم اعتقل نائبه الاول في عام 2020. وأقر منير بأن الجماعة عانت انقسامات داخلية حول كيفية التعامل مع الازمة، وأوضح أن اختيار مرشد جديد سيتم «عندما يستقر الوضع».
مشاركة :