أوكرانيا قد تغير مسار الحرب وروسيا تواجه معضلة تعدد الجبهات

  • 7/30/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير مخابراتي الجمعة إن من المحتمل أن تكون مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، قد تم تكليفها بالمسؤولية عن قطاعات محددة من جبهة القتال في شرق أوكرانيا، وربما يكون ذلك بسبب النقص الكبير الذي تواجهه روسيا في المشاة القتالية. وذكرت بريطانيا في نشرة مخابراتية دورية على تويتر “هذا تغيير كبير عن التكليف السابق للجماعة منذ عام 2015، عندما كانت تضطلع عادة بمهام مختلفة عن الأنشطة العسكرية الروسية المنتظمة العلنية وواسعة النطاق”. وأضافت أن من غير المرجح أن تكون قوات فاغنر كافية لإحداث فرق كبير في مسار الغزو الروسي لأوكرانيا. وخلال الأسابيع الماضية، تباطأ التقدم العسكري للقوات الروسية في أوكرانيا بفضل حزمة المساعدات والمعدات العسكرية التي قدمها الغرب لكييف، بينما تشير تقارير إلى عدم قدرة قوات موسكو على القتال بأكثر من جبهة. ولم تحقق روسيا مكاسب إقليمية كبيرة منذ الانسحاب الأوكراني في الثاني من يوليو من مدينة ليسيتشانسك شرق أوكرانيا، تحت وطأة نيران المدفعية الروسية. وبعد الانسحاب الأوكراني سيطرت موسكو على إقليم لوغانسك، وهو ما يعد النجاح الاستراتيجي الوحيد لروسيا منذ انسحابها من الأراضي المحيطة بكييف في أبريل. وبعد الاستيلاء على ليسيتشانسك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية توقفا عملياتيا مؤقتا، لإتاحة الفرصة للقوات الروسية للراحة وتطوير قدراتها القتالية، وفقا لتعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقتها. ويشير جورج باروس، محلل الجغرافيا المكانية في معهد دراسة الحرب، إلى أن “التوقف المؤقت لم يوقف المحاولات الروسية لاختراق الخطوط الأوكرانية”. ويقول باروس إن “النهاية الرسمية للتوقف، التي أعلنها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو في السادس عشر من يوليو، لم تسفر عن زيادة ملحوظة في حدة الاعتداءات الروسية”. ويشكك باروس والعديد من المسؤولين والمحللين الغربيين في قدرة روسيا على تحقيق المزيد من المكاسب الإقليمية في مواجهة القوات الأوكرانية المجهزة بأسلحة حديثة. وأجبرت القوات الأوكرانية نظيرتها الروسية على التخلي عن آمالها في الاستيلاء على العاصمة كييف، وقد تواجه قوات موسكو نفس المعادلة في منطقة دونباس، التي تعد الهدف الوحيد المعلن للغزو الروسي ومحور الطموحات الهجومية الحالية. ويقول باروس “روسيا قد تنجح في الاستيلاء على واحدة أو اثنتين من بلدات دونباس في خط نيرانها المباشر، مثل سيفرسك وباخموت القريبة، لكن من الصعب رؤية جيشها الحالي يضغط أكثر من ذلك بكثير”. ويعاني الجيش الروسي من الإنهاك، ما يجعله غير قادر على شن أكثر من هجومين إضافيين في أوكرانيا باتجاه سيفرسك وباخموت في منطقة دونيتسك. كييف تستفيد من إمدادات الأسلحة الغربية التي غيرت التوازن في ساحة المعركة وساهمت في تباطؤ التقدم الروسي ووفقا للتقرير، فقد خصصت القوات الروسية موارد كافية لشن هجمات برية شبه يومية والاستيلاء على الأراضي على هذين المحورين، لكنها لم تتمكن من تحقيق مكاسب إقليمية مماثلة في أماكن أخرى في أوكرانيا. ويقول أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في إسكتلندا فيليبس أوبراين “يبدو أن قدرة الروس على التقدم تتضاءل”، مضيفا “لا أرى أنهم قادرون على التقدم أكثر بكثير في دونباس”. لكن مسؤولا غربيا يقول إن روسيا عدلت أهدافها وتكتيكاتها بعد تعثرها حول كييف وقد تتكيف معها مرة أخرى. وأشار إلى أن روسيا لديها أيضا قدرات لم تستخدمها بعد، والتي يمكن أن تأخذ الحرب في اتجاه مختلف ومثير للقلق، وذلك في إشارة إلى مخزونات روسيا الكيميائية والنووية. وتستفيد كييف من إمدادات الأسلحة الغربية التي غيرت التوازن في ساحة المعركة، وساهمت في تباطؤ ملحوظ في مسعى روسيا للاستيلاء على الأراضي في منطقة دونباس شرق أوكرانيا. ولدى الجيش الأوكراني فرصة لاستعادة زمام المبادرة، مستفيدا من النطاق الإضافي والدقة التي توفرها المدفعية الأكثر تقدما التي قدمها الحلفاء الغربيون في الأسابيع الأخيرة، ولاسيما صواريخ هيمارس الأميركية. ويقول باروس “في الوقت الحالي، يخسر الروس المبادرة، والأوكرانيون إما يمتلكونها وإما على وشك الحصول عليها”، مضيفا “هيمارس مفتاح ذلك”. وفي الآونة الأخيرة، استخدمت القوات الأوكرانية صواريخ هيمارس في هجومها المضاد لتحرير مدينة خيرسون الجنوبية ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي احتلتها روسيا في الأيام الأولى من الغزو. وقالت وزارة الدفاع البريطانية الخميس إن الهجوم المضاد الأوكراني “يكتسب زخما”، وذلك تعليقا على هجوم أوكراني ثالث باستخدام نظام هيمارس على جسر أنتونوفسكي فوق نهر دنيبر بمنطقة خيرسون، الثلاثاء. ويوفر الجسر طريق الإمداد الرئيسي بين الجيش الروسي التاسع والأربعين المتمركز على الضفة الغربية للنهر وبقية القوات الروسية، ويترك الهجوم القوات هناك معرضة بشدة للخطر. ويقول أوبراين “لقد غير الأوكرانيون طبيعة الصراع بقدرتهم على الهجوم خلف الخطوط الروسية”، متوقعا عودة المبادرة للقوات الأوكرانية وإمكانية دفعها القوات الروسية إلى الخلف خلال الأشهر القليلة المقبلة. واتفق معه الباحث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية ومقره فيلادلفيا روب لي، مشيرا إلى “تفوق هيمارس على الميزة المدفعية الساحقة للروس”. وباستخدام هيمارس أجبرت أوكرانيا الروس على نقل مستودعات الذخيرة بعيدا عن جبهة القتال، ما تسبب في مشكلات لوجتسية للقوات الروسية. ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية الخميس عن المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش قوله إن عملية تحرير خيرسون “بدأت بالفعل”. أوكرانيا تحذر من أن روسيا تتسابق لتعزيز قواتها ودفاعاتها في الجنوب، قبل هجوم أوكراني مضاد وشيك لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو وأشار أريستوفيتش إلى أن قوات كييف كانت تخطط لعزل القوات الروسية هناك وتركها أمام ثلاثة خيارات، وهي “التراجع، إذا أمكن، أو الاستسلام أو تدميرها”. وقال الحاكم العسكري لمنطقة خيرسون دميترو بوتري إن القوات الأوكرانية حررت 44 بلدة وقرية، بما يعادل حوالي 15 في المئة من الأراضي التي احتلتها روسيا. وتنقل روسيا بعض قواتها من شرق أوكرانيا إلى أجزاء من منطقة خيرسون ومنطقة زابوريزهزهيا في جنوب أوكرانيا، لمواجهة التحركات الأوكرانية. وحذرت أوكرانيا من أن روسيا تتسابق لتعزيز قواتها ودفاعاتها في الجنوب، قبل هجوم أوكراني مضاد وشيك لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :