أفاد مراسلنا من بغداد بتوافد أنصار التيار الصدري للتجمع في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية، وأنهم عبروا الحاجزين الأول والثاني من الكتل الأسمنتية بجسر الجمهورية. كما لفت إلى وجود أمني كثيف في بغداد لمنع المتظاهرين من الوصول إلى أماكن حساسة بالعاصمة، وأضاف “من الواضح أن تلك الإجراءات الأمنية غير كافية، إذ يؤكد الصدريون قدرتهم على اجتياز الحواجز الأسمنتية وتنفيذ ما يريدون”. وفي ساعات متأخرة من مساء أمس، أعلن التيار الصدري عن استعدادات لتظاهرات اليوم، إذ أكد أنصار زعيم التيار، مقتدى الصدر، أنهم سيتواجدون باستمرار قرب المنطقة الخضراء بعد دعوات للاحتفال بمراسم عاشوراء. وكان الصدريون قد أعلنوا رفضهم لمجريات العملية السياسية الحالية بعد أن انسحب نواب الكتلة الصدرية من البرلمان، وكانت أولى خطوات رفضهم للعملية السياسية الحالية هي رفض ترشح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة. ولفت إلى أن الصدريين يدركون أن “ورقة الشارع” ذات فعالية، خاصة أنهم يجيدون استخدامها، وهو ما يدركه المعارضون للتيار الصدري، خاصة الإطار التنسيقي. وقامت القوات الأمنية منذ يوم أمس بقطع جسر الجمهورية بحواجز أسمنتية، وأغلقت العديد من المداخل القريبة من المنطقة الخضراء لمنع وصول المتظاهرين إليها. كما شهدت عدة مناطق حيوية انتشارا أمنيا كثيفا، بالإضافة إلى تأمين محيط مجلس القضاء الأعلى بشكل كبير وإغلاق المداخل المؤدية إليه بالكتل الإسمنتية. ولفت مراسلنا إلى أن أعداد المتظاهرين تقدر بالمئات وقد تتزايد خلال الساعات القادمة على اعتبار أن الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير من بقية مناطق بغداد لا تزال مفتوحة، ما يساعد في انتقال أنصار الصدر إلى ساحة التحرير. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وقال عدد من المتظاهرين، قبل التحرك نحو جسر الجمهورية، إنهم لن يقبلوا استمرار “الفاسدين” في إدارة أمور البلاد، أو بإعادة تدوير الأسماء التي شغلت خلال السنوات الماضية المناصب ومحاولة إعادة تصديرها للمشهد السياسي العراقي، مؤكدين أنهم يريدون “تغييرات جذرية”، ويرفضون أن تكون هناك حكومة توافقية جديدة، في إشارة إلى أن مرحلة الخصومة السياسية بين التيار الصدري والإطار التنسيقي قد انتقلت إلى مرحلة جديدة. وأوقفت تظاهرات أنصار التيار الصدري قبل عدة أيام العمل البرلمان، ولن تعقد جلسة لمجلس النواب اليوم كما كان مقررا قبل عدة أيام من أجل المضي قدما في خطوات من شأنها إنهاء مرحلة الانسداد السياسي والتصويت على رئيس الوزراء. ويؤكد أنصار التيار الصدري أنهم مستمرون في تلك الخطوات حتى تحقيق مطالبهم، والتي على ما يبدو أن أولها رفض أي مرشح يقدمه الإطار التنسيقي. ودعت جميع القوى السياسية، بما فيها الإطار التنسيقي، إلى التهدئة وعدم الاحتكاك بأي شكل، خوفا من أية تبعات وخيمة على المشهد السياسي والأمني في العراق. وأوضح مراسلنا أن هناك توجيهات من قبل الجهات الرسمية بأن قوات الأمن لن تحتك بالمتظاهرين بل ستحاول الحفاظ على سلمية التظاهرات والحفاظ على أعلى درجات ضبط النفس.
مشاركة :