أعلن متظاهرون عراقيون أمس، الاعتصام المفتوح داخل البرلمان بالمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد. ووجه مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، داعيا المتظاهرين إلى الالتزام السلمي في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية. واقتحم آلاف من مناصري التيار الصدري الأربعاء الماضي، مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء، منددين بترشيح الوزير والمحافظ السابق البالغ من العمر 52 عاما محمد شياع السوداني، المنبثق من الطبقة السياسية التقليدية، لرئاسة الوزراء. ودعا رئيس الوزراء العراقي الكتل السياسية في بلاده إلى "الحوار والتفاهم" وعدم الانجرار إلى "التصادم" ووقف "الفتنة" على خلفية تأزم الموقفين السياسي والأمني في بلاده إثر اقتحام متظاهرين مقر مجلس النواب. وأكد الكاظمي في بيان وفقا لمكتبه الإعلامي أنه "لا بد أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين ويجب الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء والتحلي بروح وطنية عالية وجامعة، حيث إن ألف يوم من الحوار الهادئ خير من لحظة تسفك فيها نقطة دم عراقي". كما طالب الجميع بالتحلي بالهدوء والصبر والعقلانية وعدم الانجرار إلى التصادم "حاثا المواطنين العراقيين على عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة". وأضاف أنه "يجب أن نتعاون جميعا لنوقف من يسرع هذه الفتنة والكل يجب أن يعلم جيدا أن نار الفتنة ستحرق الجميع". من جانبه، أعلن محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان العراقي أمس تعليق عقد جلسات البرلمان حتى إشعار آخر. وطالب الحلبوسي في بيان صحافي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، الذين دعاهم إلى الحفاظ على سلميتهم وحفظ ممتلكات الدولة. كما دعا الحلبوسي جميع القادة والكتل السياسية إلى لقاء وطني عاجل لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن، وتغليب مصلحته على كل المصالح الحزبية والفئوية، وأن يجتمعوا على رأي واحد يحفظ البلاد ومقدرات الشعب، ويعبر بنا من هذه الأزمة التي طالت وطال انتظار الشعب لحلها. واختتم رئيس البرلمان العراقي قائلا: "نحن نعيش أوقاتا صعبة وحساسة تتطلب منا جميعا كظم الغيظ، والتحلي بأعلى درجات الحلم والمسؤولية الوطنية الصادقة، يتحمل فيها الجميع النتائج على حد سواء، مهما كانت وإلى أي اتجاه ذهبت".
مشاركة :